لم أختركِ بعيني..

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين

لم تخطر على بالي ولا مرة فكرة الوقوع في الحُبِّ، منذ أنْ وجدت نفسي مهموما من مشاكلٍ هبلة، لازمتني حينما وعيتُ على الدنيا، ولكنني أذكر ذات يوم حارّ من أيام الصيف في بلدٍ لا تطيق حرارة الجوّ، وبينما كنت أسير على رصيفٍ شارع نظيف قفز قلبي من مكانه، وصرخ إنها هي المرأة، التي رقصتُ فرِحاً من حثّها لقلبها كي تقع في حبِّي، لم أرد حينها على قلبي، وتمنّيت أن لا يخيفني بقفزاته المجنونة مرة أخرى، لكنه أصرّ أن أحبّ تلك المرأة، التي كانت تهرول إلى وجهتها..
وحين نظرتْ صوبي، قالت: لماذا تتبعني؟ فقلت لها: أنا ل لا أتبعك البتة، إنما قلبي يشير إليكِ، فيبدو بأنه بدأ يحبكِ، فابتسمتْ، وقالتْ: ألم تحبّ من قبل؟ فرددتُ عليها وكنت حينها أمسح عرق جبيني من حرارة الجو: كلا، لم يكن لدي أي وقتٍ حتى للتّفكير في الحُبِّ، فأنتِ للتو مررت من أمامي، وعيني لم تختركِ، رغم جمالك غير العادي، بل قلبي جنّ من الفرح حينما رآكِ، فقالت: فلماذا قلبك اختارني؟ فقلت لها: اسأليه، فلم أخترك بعيني؛ إن قلبي، الذي رأيته يقفز للتوّ هو الذي صرخ، وأصمّ أُذنيّ ليحثني ويحرضّني للوقوع في حُبِّكِ.. أذكر حينها أنني تعبتُ من السير، واسترحتْ على الرصيف، ورحت أمسح عرقي، أمّا هي فقالت: لربما سأحبك فيما بعد، واختفتْ بين لوحات الإعلانات المنصوبة على جانب الرصيف، فصرختُ بصوتي دون أن يسمعنا أي أحدٍ: لم أخترك بعيني، ومسحتُ عرقي مرة أخرى، وسرتُ إلى وجهتي..

عطا الله شاهين

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت