يشعرُ بإكتئابٍ ملوّنٍ عند حافّةِ الصّمتِ

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين

 يحتسي فنحانَ قهوته السّادة على درجِ العمارة المملة كعادتِه منذ دهرٍ يحيي جارته الممشوقة الهابطة على الدرج بسرعة البرق تقول له نصك الذي كتبته البارحة كان صاخبا ولكن لماذا أراك مكتئبا؟ يشكرها على مديحها، وينفث دخان سيجارته في شباك الدرج المغبّر يقول لها اكتئابي بت أراه بألوان العدم تلوّح له بيدها قبل خروجها من باب العمارة الصاخبة بملل اكتئابي يحاول ذبح الاكتئاب بخطّ قلمه على ورقة بيضاء يفرّغ على الورقة أفكاره يكتب نصا عن امرأة مرت للتو
ولم تدر بأنه في بحر اكتئابٍ يصل في النهاية عند حافة الصمت لابسا معطف الإكتئاب رغم صخب النص تراه جارته العائدة من عمله تسأله أكتبتَ نصا آخر؟ يرد عليها بملل كتبت نصا عن اكتئابي الملوّن هناك جلست صامتا عند حافة الصمت تهز الجارة رأسها المثقل بحسابات شركتها المتعثرة.. تقول له كيف ترى ذاتك وأنتَ تقف مكتئبا عند حافة يسوّجها الصمت يقول لها: ستعرفين الحكاية في نصّي القادم...


 عطا الله شاهين

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت