عام يمضي ...واستخلاصات قائمة !!

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح

 بنهاية العام 2019 وكما كل عام يمضي ... يمكن للبعض منا أن لا يري المشهد على حقيقته بل ينتاب البعض منا عدم الرؤية الشاملة لمجمل الأسباب التي لها علاقة بقصر النظر ...أو عدم الاهتمام أو محاولة لتمرير شيء ما يمكن الحديث عن تفاصيله فيما بعد !!. هناك من يعتقد بأنه ليس من المفيد بل ربما هناك ضررا كبير أن يتابع الانسان كل صغيرة وكبيرة عبر شبكات الاعلام والتواصل والذي يفبرك فيه أحيانا الكثير !! ... وأحيانا أخري يكون هناك من التضليل والخداع لهذا وجب التريث والتأني والانتظار والتعمق بما نسمع ونشاهد حتى لا نصبح من المتلقين للتسريبات بأكثر من الحقائق !! . مثل هذا القول فيه من الصحة كما فيه من الخطأ !!! ... فيه من النوايا الصادقة .... كما فيه من النوايا التي تقصد ما تقول !!! . ليس هكذا دورنا كاعلاميين وكتاب ووسائل اعلام ....بل نحن نري من واجبنا حق الدفاع عن مكتسباتنا على قلتها وتوضيح المخاطر والتحديات التي تواجهنا على ازديادها ....وبالاصل والاساس الدفاع عن مشروعنا الوطني حتى وان اختلف المختلفين على بنوده وصياغته ومفرداته .
المشروع الوطني الذي طالما نتحدث عنه .... وكما سمعنا به صغارا ..وتربينا عليه شبابا وكبارا ....ولا زالنا حتى يومنا هذا نتمسك به وثابتين على عناصره وبنوده وأهدافه ...شاء من شاء ..... ورفض من رفض . ليبقي السؤال المطروح مع نهاية العام الاسوأ ... العام الذي أمتلات فيه السماء بالغيوم السوداء ...كما امتلأت الأرض بأكاذيب لا حصر لها وادعاءات وتضليل غير محسوب العواقب اخل بالرؤية وأحدث عدم التوازن لدي البعض ممن لا يمتلكون خبرة التحليل وتجربة التدقيق في الاقوال ومصادرها ...والأفعال وتوقيتها !! المشهد بنهاية العام سأحاول اختصاره ببعض العناوين التي يطول فيها الشرح والتفصيل ولكننا سنقرأها ونكتبها على عجالة :
 أولا : على كل منا أن يقرأ جيدا مصالح خماسية المؤامرة الجارية التي لا يتطرق اليها السياسيين ولا أعرف حساباتهم عندما لا يوجهون الاتهام المباشر لما يحدث بمنطقتنا بفعل السياسة التركية القطرية والتنظيم الدولي للاخوان وأمريكا واسرائيل ولا ننسي الشاهد الايراني السادس الذي يختلف معهم بمساحات وقدم يتفق معهم ببعض النتائج بحسب مصالحه يتحدث أحيانا ويصمت أحيان أخري وفي هذا البند نحتاج الي الكثير من التفصيل .
 ثانيا : انعكاس البند الاول على الاطراف الفلسطينية الداخلية جعل امكانية انهاء الانقسام أمرا صعبا برغم سهولته الا اذا كان هناك اتفاق خماسي وبشهادة السادس حتى يكون القرار فوقيا ويهبط علينا على واقع الأرض للتنفيذ .
ثالثا : الرئيس عباس وقد قرر خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية وما ظهر من تعطيل غير معلن بصورة علنية رسمية حول عدم قبول اسرائيل بمشاركة القدس وأهلها وهذا يعني عدم اجراء الانتخابات وكأنها مصلحة اسرائيلية أمريكية تركية قطرية والتنظيم الدولي للاخوان والشاهد الايراني وفي هذا الأمر ما يحتاج الي تفصيل وتحليل لقراءة النتائج التي يمكن أن تسفر عنها تلك الانتخابات والتي ستغير الكثير من المعادلات الداخلية .
رابعا : متابعة ما يجري يدلل على بداية حقيقية لتنفيذ صفقة القرن بشقها الاقتصادي وعلى مقربة من شقها السياسي استغلالا واستثمارا لحالة الانقسام الذي يأخذ منحي الانفصال دون ضجيج وصخب اعلامي وفي سياق تفاهمات انسانية !!
خامسا : استغرب والي درجة الاستهجان ما يحاول فيه البعض الدفاع من خلال الخطاب الاعلامي الرسمي الذي يبدي تخوفاته على منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد وشرعيتها التي اكتسبتها عبر محطات نضالية عديدة واعترافات عربية اسلامية دولية وما تتصدره تحت عنوان فلسطين بالامم المتحدة ..وما لها من عشرات العشرات من السفارات وبكل هذا التعاون والعلاقات الدولية مع الشرعية الفلسطينية والرئيس محمود عباس بينما الأخرين يستجدون زياراتهم ولقاءاتهم مع دول غير فاعلة وغير مؤثرة ومعروفة بتوجهاتها ومنطلقاتها .
سادسا : فصائلنا الفلسطينية والتي حسبت علينا بتعدادها ومع احترامنا لتاريخها ومسيرة نضالها لا يكفي الاستمرار والبقاء من خلال التاريخ ....لكن الاستمرار والبقاء والفعل وأداء الواجب من خلال الواقع والاحساس بوجودهم بإعلامهم وفكرهم وأهدافهم وتفاعلهم مع شعبهم حتي يكونوا مشاركين ومؤثرين فلا يكفي العدد ...ولا يكفي البيان ... والمؤتمر الصحفي ولا حتي المؤتمر بانتخاب قيادة جديدة مع أهمية ذلك ....الا أننا يجب أن نهمس في أذان الأعزاء علينا أن التجديد بالانتخابات الديمقراطية يجب أن يحدث قوة اضافية نوعية متميزة لإضافتها الي الجهد الوطني العام .
 سابعا : يبذل البعض من الجهد الاعلامي والسياسي والتحرك باتجاهات عديدة لأجل اثبات الوجود والدخول الي درجة تزيد عن مبدأ المنافسة الي درجة الصراع الخفي لاضعاف الشرعية ومحاصرتها...وصناعة البديل عنها وفي هذه المحاولة فشل مكرر منذ عقود طويلة ...لأن الشرعية وثباتها ومشروعيتها وحضورها بكافة الساحات وعلى كافة المنابر والايمان والالتفاف الشعبي حولها ليس وليد لحظة أو سنوات عديدة بل نتاج عقود طويلة اندمجت فيها الدماء وسقط فيها العديد من الأرواح الثابتين والشامخين بشرعيتهم والمحافظين عليها وعلى استقلالية قراراهم الوطني والذي لا يهتز ولا يحيد عن مساره مهما تزايدت التحديات التي تقوي ولا تضعف . يعجبني من حقي .... ولا يعجبك من حقك .... لك حدودك ...ولي حدودي ... أقول ما أريد ... ولك الحق أن تقول ما تريد ....لكن تعلم كيف تتوافق وكيف تختلف .... لا يعني التوافق التطابق ...ولا يعني الاختلاف العداء اذا كنا على قناعة ثابتة وراسخة أننا اصحاب قضية واحدة ...
وبداخل سفينة واحدة لا يجب ولا يحق الخروج منها والنزول في اعماق البحر وفي ظل دوامات عاصفة ورياح عاتية لأن اصابة أي أحد منا اصابة للجميع . مع نهاية العام يجب ان نؤكد للجميع أن لدينا عنوان شرعي رسمي يخاطب الجميع ....كما نخاطب من خلاله الشرعية التي نتمسك بها ونلتف بها وحولها وواجب الدفاع عنها . الدفاع عن أنفسنا أمام أعدائنا والمتأمرين علينا واجب مقدس وطني وديني ...فعندما حاولوا اتهام حماس بالارهاب وقف الرئيس عباس مدافعا عنها .... وعندما حاولوا اتهام الامين العام السابق للجهاد الاسلامي كان ذات الموقف المدافع .
 مواقف كثيرة تتطلب واجب وحق الدفاع مهما اختلفت الاراء والاجتهادات ومهما قيل من اختلاف واتهامات ...فالدفاع عن الفلسطيني من أخيه الفلسطيني سواء كان فردا أو قائدا مبدأ وطني لا اختلاف عليه ولا مناقشة حوله بل يعتبر استخلاص وطني تاريخي يجب أن نعلمه للأجيال . يجب ان نتكاتف وفي ذات الوقت أن نحترم بعضنا البعض ....وأن نمنع التطاول وأن نفرق ما بين التطاول وما بين النقد المنصوص عليه بثوابتنا وقاموسنا الوطني وهذا يعتمد على درجة الوعي والثقافة والايمان بالوحدة باعتبارها الاساس والمخرج والوسيلة القادرة على تحقيق اهدافنا وطموحاتنا الوطنية . ونحن بنهاية العام كنا نامل أن يخرج علينا من يعتذر لنا !!....
ومن يأسف لمواقف خاطئة !! ... ومن يريد ان يوجه لنا رسالة جامعة موحدة لنا .. لماذا لا يكون في نهاية العام استخلاصات واضحة ....ومفاجئة سارة ومفرحة للصابرين المرابطين المدافعين عن الحقوق والثوابت والذين لهم في الوطن كما كل قائد ..... الا هذا الجوع الذي استقر بداخلهم والعطش الذي لا زال قائما دون مياه صالحة .... والعافية والصحة التي تنهار يوما بعد يوم وضيق الحال الذي أصابهم نتيجة البطالة التي يعيشونها فلماذا لا نستمع اليهم ونقدم لهم ما يحتاجون حتي يشعروا للحظة واحدة أنهم ببداية عام جديد ...وأنهم لم يخدعوا ولم يكذب عليهم عندما استمعوا الي الكثير من الشعارات والتي يتحدثون عنها بأنها لا تسمن ولا تغني عن جوع ....فهل يمكن لنا من صحوة لانقاذ المحتاجين من بيننا مع نهاية العام ؟؟!! وكل عام وأنتم بخير
الكاتب : وفيق زنداح

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت