علِمَ بنيةِ رحيلها صدفةً.. رغبتْ خلسة الرحيل، وقفت على رصيف الميناء تنتظر مركباً ليقلّها إلى بلد أوروبي..جاء ليوبّخها على فعلتها المتسرعة.. نظر إليها بصمتٍ مجنون.. سالتْ دموعُه، بينما كان يتحدّث إليها عن جنون رحيلها المفاجئ.. قالت له: أعذرني لقد مللتُ العيش هنا، أرغب حياة أخرى.. أرغب العيش في مكان أشعر فيه بأنني إنسان ولي حقوق.. صمت قليلا، وسالت دموعه، وقال لها: سأودعك بلا قبلة وداع، أتدرين لماذا؟ فردّتْ عليه بينما بدأت دموعها هي الأخرى بالتساقط: لماذا؟ فدنا منها وقال لها بصوت حزينٍ: إن ودّعتك بقبلةٍ أخشى أن أمنعك من الرحيل، فعند تقبيلك سأجن من صمت شفتيك الصاخبتين، فلماذا سأقبلك إذن؟ دعيني أودعك بنظراتٍ صامتة.. هزّت رأسها وقالت: لا يوجد أجمل من وداع صامت، مجرد نظرات منّا كافية لإرسال رسالةِ حزن على فراقنا..
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت