طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) العالم بالضغط على اسرائيل من أجل إجراء الانتخابات في مدينة القدس، وذلك خلال مشاركته مساء الاثنين، في عشاء عيد الميلاد المجيد للكنائس المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي في مدينة بيت لحم.
وأشاد ابومازن في كلمته خلال عشاء الميلاد، بحضور ممثل الملك الأردني عبد الله الثاني سامي داود، والبطريرك كيريوس كيريوس ثيوفلوس الثالث للروم الأرثوذكس في مدينة القدس وسائر فلسطين والأردن، ورئيس الوزراء محمد اشتية، بمواقف العاهل الأردني، راعي الأماكن المقدسة، وبمواقف بطريرك الروم الأرثوذكس والنصر القانوني الذي حققته البطريركية فيما يتعلق بعقارات باب الخليل بمدينة القدس.
وقال أبومازن: "نحتفل اليوم بعيد الميلاد، عيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام، رسول المحبة الذي بعثه الله لينشر السلام والمحبة في العالم أجمع، نحتفل بهذا العيد الذي نعتبره عيدا دينيا ووطنيا لنا جميعا نحن الفلسطينيين، فهو عيد ليس فقط عيد ديني وإنما هو عيد وطني نحتفل به كباقي أعيادنا الوطنية ان شاء الله".
وأضاف: "نحن نمر بظروف صعبة وقاسية هذه الأيام، سواء في فلسطين أو في البلاد العربية المجاورة مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها، أما نحن في فلسطين، فنحن نعاني بلا أدنى شك من الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدورنا منذ 70 عاما، ونسأل الله أن يساعدنا على التخلص من هذا الاحتلال لتبرز دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وحول الانتخابات قال أبو مازن، "قررنا أن نذهب لانتخابات تشريعية ورئاسية وهذه الانتخابات مطلب جماهيري وشعبي وقانوني ودولي منذ أكثر من 10 سنوات ونحن نسعى من اجل الوصول لهذه الانتخابات، وقد توافقت الفصائل جميعا على عقد هذه الانتخابات في أقرب فرصة، إلا أن مشكلتنا مع اسرائيل التي ترفض اجراء الانتخابات في القدس، عاصمة دولة فلسطين، ونحن بدون ان تعقد الانتخابات في القدس فلن نجريها أبدا، البعض الآن يلحّون علينا بإصدار مرسوم الانتخابات ونقول لا نستطيع، لأننا اذا أصدرنا المرسوم ثم اضطررنا لإلغائه فهي مشكلة كبيرة لنا، لذلك نحن نطالب العالم كله بالضغط على اسرائيل من أجل ان نجري الانتخابات. طبعا المشكلة بيننا وبين اسرائيل ليس فقط في الانتخابات وإنما كما تعلمون فإنهم يخصمون أموالنا ويحجزونها وفي كل يوم يبنون مستوطنات وأهم وأخطر ما فيها تلك المستوطنات التي سيبنونها في الخليل تحديا لمشاعرنا جميعا، وهذا الأمر لا يمكن أن نقبله ولا يمكن أن نسمح به. قد نتخذ اجراءات صعبة ولكن لن نستعمل القوة ولا العنف ولا الإرهاب وإنما سنستخدم الدبلوماسية الناعمة كما فعلنا منذ أكثر من عشر سنوات،
وبمقدورنا ان نستعملها لتحقيق أهدافنا ولكن قد يكون لها نتائج صعبة وسنتحمل ذلك لأننا لم نعد نستطيع ان نتحمل ما تفعله اسرائيل بأرضنا وبشعبنا وبكل ما لدينا من مقدسات في هذا البلد، ونحن أبلغنا الاسرائيليين بذلك ونأمل أن يتراجعوا عن هذه الإجراءات غير المسؤولة وغير القانونية وغير الإنسانية، وأن تسير الامور من أجل مفاوضات سلمية، ونحن مستعدون، تؤدي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب دولة اسرائيل، نحن لا ننكر وجودهم بل هم ينكرون وجودنا ولا يقبلون وجودنا، والشرعية الدولية أقرت وجود دولتين، دولة اسرائيل ودولة فلسطين، بقيت أن تتحقق الاعترافات من قبل أميركا أولا وأقول اميركا لأنها هي التي ترفض الاعتراف برؤية الدولتين، ونقول لهم عليكم أن تعترفوا، ونحن سنستمر في هذه السياسة حتى نحقق أهدافنا".
بدوره، نقل ممثل الملك عبد الله الثاني، وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء سامي الداود، تحيات العاهل الأردني للأشقاء الفلسطينيين المحتفلين بأعياد الميلاد المجيدة، وأكد موقف الأردن الداعم على الدوام للأشقاء الفلسطينيين حتى تحقيق أهدافهم المشروعة بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية."