معضلة ترامب...

بقلم: فراس ياغي

فراس ياغي

خلال الأيام السابقة تحدث معي أكثر من صديق، أحدهم قال: هذا "ترامب" ما عنده مزح، وآخر قال: كنت أنتظر منك تحليل أكثر عمقاً؟ بداية الأمور لم تكن بحاجة لتحليل عميق والسبب لأن هذا "ترامب" يتعامل بطريقة رجل الكاوبوي وقائد أعظم دولة عسكريا في العالم، لذلك فهو مُقتنع بأن لا أحد قادر على الرد عليه تحت عنوان "تناسب القوى"، لذلك فالتحليل العميق سيؤدي للدخول في حسابات توحي بالخوف من سيد البيت الأبيض لأنه ومنطقيا هذه القوة العسكرية لا يضاهيها قوة، لذلك قررت في داخلي أن أتجاهل فكرة القوة والعظمة الأمريكية، ووضعت فكرة ومفهوم التحدي والكرامة وحرب الاستنزاف وأن إيران بصفتها قائدة محور سوف تُغامر وترد على عنجهية "ترامب" لأنها كانت وستكون القدوة لمحورها وعليه يجب أن يكون الرد بتوقيعها، وجاء الرد في العراق وفي نفس توقيت حدث الإغتيال وعلى القاعدة التي خرجت منها الطائرات التي إغتالت الشهداء سليماني والمهندس ورفاقهما، أما من إعتقد أن هذا أل "ترامب" لا يمزح، فما حدث في قاعدة "عين الأسد" هو الجواب وقد أصبح هذا البطل الإستعراضي في عدة معضلات، أهمها:

* ترامب إذا لم يرد على الرد الإيراني أنهى صورته كقائد لدولة عظمى تعتقد أنها هي قدر العالم، ويبدو أن الحديث عن عدم وجود ضحايا قد يكون المقدمة لعدم الرد.

***ترامب ينتظر لجنة تحقيق من الكونغرس الأمريكي وتحت عنوان مغامراته في ظل ظهر الجنود الأمريكيين المكشوف في المنطقة أمام العدو.

* ترامب إذا أعلن الحرب فهو ذاهب نحو الهزيمة وسيعرض كل قواعده وحلفاءه للدمار خاصة في ظل عدم جاهزية الأمريكي للحرب.

* حلفاء ترامب من خليجيين وإسرائيل يضغطون عليه الآن لعدم الرد فهم من سيدفعون الثمن وسيكون الثمن عالي الكلفة ومدمر على الجميع.

* أما المعضلة الدائمة أن قواعد الإشتباكات تغيرت وكما يبدو ستبدأ أذرع إيران بعمليات إستشهادية وفدائية ضد الجيش الأمريكي حتى خروجه من منطقة غرب آسيا. إنتهت التغريدات وأصبح الميدان يتكلم ومعضلة ترامب في جنون العظمة وكذبة القائد الحازم الذي لا يتهاون امام كرامة وحياة الأمريكي التي تمرغت في "عين الأسد" والتي ستتمرغ أكثر في الأيام والأسابيع القادمة حتى تخرج مدحورة ومذلولة من منطقتنا. قصف قاعدة "عين الأسد" حدٌ فاصل وضعت "ترامب" في معضلة لا حلَٓ لها إلا برحيله ورحيل كلٓ القواعد والجيش الأمريكي من منطقة غرب آسيا وإلى الأبد.

بقلم: فراس ياغي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت