مهما بلغت من قدرات فكرية ....ثقافية ومهنية ...ومهما كنت من أصحاب الرؤية وقراءة الطالع للأحداث والمراقب لمجرياتها ...وما يمكن أن يحدث في اطار التوقعات والاحتمالات والتحليلات ...ومهما تعاظمت درجة الاحساس والمسئولية العالية ...فانك ستجد نفسك متشككا بدرجة عالية من الشك وعدم اليقين ....بالرغم من أن الشك مدخلا لليقين والحقيقة في بعض الاحيان ....وبأحيان أخري مخرجا ومنقذا من مخاوف وتوقعات ربما تكون صادمه بملابساتها ومعطياتها ودلالاتها .
الحسابات دقيقة ....والحقائق ثابتة.... ولا يمكن ان يحدث تغير في منظومة الواقع ....طالما أن النوايا على حالها ....والفكر بالياته ...والمواقف بما هي عليه ...والقرار يصدر بذات الالية وبذات الشخوص ....وبذات التوجهات ....لا زال الجميع على حالهم من التباعد ....وعدم التقارب ...ليس لسبب واحد موحد... بل ربما لأسباب ...ربما نعرفها ...وربما لا نعرفها ...ربما ندركها ..وربما لا ندركها ....ربما نكون على اطلاع بها ...وربما لا نكون على اطلاع ومعرفة اكيدة بها ...كل شيء ممكن ....وكل ممكن محتمل ...وكل محتمل يمكن أن يكون حقيقة ....ولكن ليس كل حقيقة يمكن أن ترضي . تركيا وقطر ...نشكك بمصداقيتها السياسية ..وعمق توجهاتها الاقليمية ....ومصالحها الضيقة على حساب منطقة باسرها ....وهذا ما يولد لدينا ...ومن حقنا أن يتولد لدينا السؤال ..اذا كانت هاتين الدولتين ممن ساهموا في اثارة الفتن وبذور الخلاف واسالة الدماء ..وتهجير الناس عن أوطانهم ..وادخال الارهابيين لبلاد العرب وتمويل كل ما يعكر اجواء الدول واستقرارها وما يعزز الانقسامات بداخلها ....فهل هاتين الدولتين مؤهلتين لأن يكونوا منا ... أم علينا !!! .
أسئلة من حقنا أن نسالها ...ونحن لا ندعي على أحد ...ولا نشكك بمصداقية احد ...لكننا نسرد واقع وتاريخ قريب وليس ببعيد ...نسرد تفاصيل وواقع ما زالنا نعيشه ونشاهده...ونستمع اليه ....داخل العديد من الدول والاقطار الشقيقة ومثال ما نقول سوريا ....وعبر الاراضي التركية.... يدخلها الارهابيون وعلى مدار اللحظة في ظل مشروع دولي لإعادة توطين الشعوب ...وتفتيت الدول الي دويلات صغيرة لكل طائفة دويلة ..ولكل دويلة مواردها ...تغذية للطائفية والحروب المذهبية ...وكما في سوريا نجد في العراق والتدخل التركي في شماله ...كما التدخل الايراني ...أراضي العرب اصبحت مباحة ومستباحة للتدخلات السافرة ....كما وحالة قطر وتركيا وتدخلها في ليبيا وسوريا. دويلة قطر التي تمتلك من الاموال الطائلة ...والتي تجري استثماراتها وتوزيعها بطريقتها وبحسب مصالحها ....وبما يخدم دورها والاجندة المقررة لها . ما نقوله عن تركيا وقطر ليس قولا مرسلا ....او اجتهادا شخصيا .....لكنها حقائق سياسية وميدانية ومعلوماتية تخرج من مسئولين عده كما تخرج عن مصادر اعلامية متعددة...وليس هناك ما يصدر ...وما يخالف مثل هذه التدخلات أو هذه الحقائق .
تركيا وقطر وايران ومن يتحالفون معهم ولكل طرف مصالحه وأهدافه والتي لم تجتمع لمرة واحدة في اطار رد فعل عملي واحد .... وهذا ما ثبت بالدليل القاطع ما بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني وما جري من تصعيد كلامي وصل الي حدود الدمار الشامل والكامل وانهاء الوجود الامريكي بالمنطقة وغيرها من التصريحات التي طالما استمعنا اليها دون أن نري أي فعل ملموس . كالطحن بالهواء تصريحات متعددة لم نري منها على واقع الارض ما يؤكد أن هناك تحالف حقيقي ما بين تلك الدول والأحزاب والحركات التي تسمي نفسها بمسمي قوي الممانعة أو المقاومة وفي هذا القول ليس تشجيعا أو دفعا لردات فعل غير محسوبة فاقدة للقدرة والاستمرار لكننا يجب أن نتعلم من تجاربنا أن تكون تصريحاتنا بحدود قدراتنا ومقومات فعلنا وليس محاولة لاطلاق خطابات التمنيات والاماني والاوهام لمثل هذه الخطابات من انعكاسات سلبية تزيد من حالة اليأس والاحباط ان نعيش تحت طائلة شعارات غير قابلة للتنفيذ . أمريكا عبر ادارة ترامب وقد حققت ما تريد بمقتل قائد فيلق القدس وايصال رسالة أمريكية عن قدرتها على الوصول في التوقيت والمكان الذي يحددونه ونتنياهو وبكل صراحة قال ان هذا الأمر يتعلق بأمريكا وليس لنا علاقة به رغم تهديدات متكررة ...وتصريحاته التي كانت تدعو للقتل والتدمير ...كما جري بالعديد من الاماكن داخل سوريا ....وحتى داخل العراق تحت مسمي طائرات مجهولة ... مخططات تجري عبر محطات متعددة ومن ذات المشاركين في خراب وتدمير المنطقة في اليمن و العراق وسوريا وما يدبر ضد ليبيا بحشد المزيد من جماعات الارهاب الممولين والمدعومين من تركيا لأجل توفير الاجواء لهذا الطاغية العثماني من سرقة ونهب خيرات هذا البلد العربي وجعل ليبيا قاعدة انطلاق جديدة لجماعات الارهاب والتخريب ضد الدول العربية المجاورة واستنفاذ طاقاتها وضياع امكانياتها الاقتصادية والتنموية في مواجهات جانبية يتم اختلاقها بفعل مخطط مدبر يريد اسكات الصوت العربي واهدار القوة العربية وجعل شعوب المنطقة تنساق تارة الي تركيا وتارة الي ايران وبالمحصلة النهائية خدمة للولايات المتحدة واسرائيل . كل ما سبق قوله له انعكاساته السلبية على القضية الفلسطينية في ظل هذا الانقسام وغياب الوعي وتشتت الارادة الوطنية على انهاء هذا الفصل المأساوي بكل معالمه والذي يوفر المزيد من عوامل الضعف في حالة التشتت الاقليمي والارتباك الدولي ... وضعف المؤسسات الدولية . علينا الكثير مما يجب عمله وقوله ....لكننا للأسف الشديد نقول كثيرا ولا نفعل الا قليلا هذا اذا ما فعلنا ....كما لا نريد أن نكون أكثر صراحة مع انفسنا في رؤية حالنا ومن حولنا .... ومعرفة الي أين نسير؟؟!! ... في ظل احتمالات القادم الاسوأ علينا وعلى غيرنا .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت