لقد تابعنا بقلق شديد تطورات الأوضاع في المنطقة بعد قيام الولايات المتحدة بقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني وخاصة ان عملية مقتله تمت في اراض عربية وهذا الامر يدفعنا الى ضرورة التأكيد على أهمية العمل العربي المشترك لحماية أمن العراق واستقراره وضرورة بذل كل جهد ممكن لاحتواء الأزمة وخفض التصعيد الذي سيكون له تداعيات كبيرة وصعبة إن تفاقم والعمل على تجنيب المنطقة تبعات أزمات جديدة من خلال اعتماد معالجات سياسية وبناء علاقات إقليمية قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.
وبعد مقتل سليماني قامت حكومة الاحتلال بالتحرك الفورى وإرسال رسائل تحذير إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي عقب اغتيال قائد فيلق القدس على حسب ما اوردت وسائل اعلام اسرائيلية وأن الرسالة التي تم تسليمها إلى الحركتين عبر مصر تحذرهما من القيام بأي محاولات للرد على مقتل سليماني من قطاع غزة .
وكانت كل من حماس والجهاد الاسلامي قد أصدرتا بيانات منفصلة أعربت من خلالهما عن تعازيهما لإيران بعد مقتل سليماني ودانت العربدة والجرائم الأمريكية المستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة .
وتسعى حكومة الاحتلال الي التوصل للتهدئة فى الوقت الحالي مع حركة حماس وتخشى من أن يجر تدخل الفصائل في غزة في اغتيال سليماني إلى تصعيد مع الاحتلال كونها لا تريد الانشغال بجبهة غزة حاليا سويا مع الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان بعد التهديدات التي أطلقها المسئولون الإيرانيون للاحتلال والولايات المتحدة .
وفى ضوء زيارة اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الي ايران ومشاركته في تشييع سليماني قائد فيلق القدس وعلى اثر التطورات وقضايا التهدئة الحمساوية مع الاحتلال بات من الضروري العمل على ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل والتوصل الي انهاء حالة الانقسام الفلسطيني بعيدا عن ما تقوم به حماس وحركة الجهاد الاسلامي على الارض من تفاهمات مع حكومة الاحتلال وما يطرح من تهدئة طويلة الأمد وميناء ومطار يثبت ان حماس ليست جادة في الذهاب الى الانتخابات سواء تشريعية أو رئاسية والمصالحة الفلسطينية وترتهن الموقف الفلسطيني بقضايا خاصة بها بعيدا عن المصالح الوطنية المشتركة للشعب الفلسطيني وأن الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية يتطلعون الى ضرورة قيام قيادة حماس والجهاد بإعادة تقييم التجربة الماضية والعودة الي الشرعية الفلسطينية قبل فوات الاوان .
ان الموقف الفلسطيني كان دائما واضحا ولا لبس فيه وهو ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإقليمية وبات المطلوب وضع النقاط على الحروف وتسمية الاشياء بمسمياتها فلا تعامل او اعتراف بالإرهاب ومن يدعم الارهاب ولا بد من التدخل الدولي والعربي وتحديد اولويات العمل في المرحلة المقبلة في ضوء هذه التطورات على الشعب الفلسطيني.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت