أفادت وزارة العمل الفلسطينية بأن العام الماضي 2019 سجل 14 إصابة عمل قاتلة في الضفة الغربية و 28 داخل الخط الأخضر، ما يشكل نقطة فارقة في عدد الإصابات حيث ارتفعت ضعف عدد الإصابات المسجلة عام 2018.
وتعقيبا على زيادة تسجيل عدد إصابات العمل القاتلة في الضفة عام 2019 ضعف ما كانت عليه عام 2018، قال مدير دائرة السلامة والصحة المهنية في وزارة العمل فراس أبو حماد إن قطاع الإنشاءات يعتبر من أخطر القطاعات الموجودة في فلسطين، وتسجل فيه معدلات مرتفعة من الإصابات لاسيما القاتلة منها، وهنالك ضعف شديد بالجانب الوقائي بتدابير واشتراطات السلامة والصحة المهنية لدى العمال وأصحاب العمل فيه، وبالتالي مدى التزامهم ضعيف في تدابير واشتراطات السلامة والصحة المهنية ما يؤدي إلى تسجيل معدلات مرتفعة من الإصابات في هذا القطاع، وهذا الضعف الوقائي يعود إلى ضعف دور مملثي أصحاب العمل والعمال بتقديم التوعية والارشاد بإجراءات السلامة والصحة المهنية بين صفوف العمال وأصحاب العمل في هذا القطاع .
وأضاف أبو حماد أن حوالي 70 % من الإصابات القاتلة المسجلة في عام 2019 ، وقعت في قطاع التشييد والبناء، وهذا القطاع زادت نسبة القوى العاملة فيه عام 2019 مقارنة بعام 2018 ، حيث دخل في سوق العمل الفلسطيني 7 آلاف عامل زيادة عن عام 2018 ، أي أن من بين عشرة آلاف عامل في قطاع الإنشاءات كان هنالك 00.8 إصابة عمل في عام 2019، ومن بين عشرة آلاف عامل في قطاع التشييد والبناء في عام 2018، كان هنالك 00.5 إصابة عمل، وبالرغم أن عدد الإصابات القاتلة يبدو أعلى في عام 2019 مقارنة بعام 2018، إلا أن نسبة الإصابات القاتلة مقارنة بزيادة حجم القوى العاملة في هذا القطاع في عام 2019 مقارنة 2018 تقريبا كانت متساوية .
وحول خطة وزارة العمل/ الإدارة العامة للتفتيش وحماية العمل عام 2020 لتقليص عدد الإصابات القاتلة، قال مدير عام الإدارة العامة للتفتيش وحماية العمل علي الصاوي إن "أهم التدخلات التي ستقوم بها الإدارة من أجل الحد من الإصابات القاتلة، وطالما أن النسبة الأكبر من هذه الإصابات تسجل في قطاع الإنشاءات، ستقوم الوزارة باستهداف هذا القطاع وطنيا على مدار العام، من خلال التركيز في زياراتها الميدانية على المواقع الإنشائية في كافة محافظات الوطن، وسوف يتم إجراء الإصحاحات المهنية في هذه المواقع، واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة بحق المخالفين من أصحاب العمل."
وأضاف الصاوي أنه سيتم تنفيذ حملات توعوية، من خلال إجراء لقاءات توعوية بين صفوف العمال وأصحاب العمل في قطاع التشييد والبناء في أهمية توفير والالتزام بوسائل الحماية الجماعية والفردية في بيئة عملهم، بالإضافة إلى توزيع نشرات توعية وإرشاد عليهم خاصة بالسلامة والصحة المهنية.
وفيما يتعلق بعدد إصابات العمل القاتلة للعاملين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر المسجلة لدى وزارة العمل ما بين عامي 2015-2019، شهد عام 2019 أعلى معدل لتسجيل الإصابات القاتلة ليبلغ 28 إصابة عمل قاتلة، يليه عام 2015 بتسجيل 26 إصابة عمل قاتلة داخل الخط الأخضر، و25 إصابة عام 2018، و24 إصابة عام 2016، ليسجل عام 2017 أدنى معدل لتسجيل الإصابات بواقع 15 إصابة عمل قاتلة، ومن الملاحظ من خلال هذه الأرقام تقارب معدلات التسجيل للإصابات القاتلة داخل الخط الأخضر بشكل عام خلال السنوات الخمس الماضية.
أما عدد إصابات العمل داخل الخط الأخضر المسجلة في وزارة العمل ما بين 2015-2019، فقد شهدت الأعوام 2015 و 2016 و 2017 أعلى معدلات تسجيل للإصابات، لتبلغ على التوالي 427، و492، و513، بينما انخفض مستوى التسجيل لإصابات العمل داخل الخط الأخضر عامي 2018 و2019، لتبلغ على التوالي 318 و316 .
وعن آلية تعامل وحدة التشغيل الخارجي في وزارة العمل مع العمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، لتخفيض معدل الإصابات القاتلة، قال نائب المدير العام لوحدة تنظيم العمل الخارجي عبد الكريم مرداوي إن" الإجراءات تتبلور في حملات التوعية والتثقيف العمالي للعاملين داخل الخط الأخضر حول المخاطر الصحية والجسدية الناجمة عن حوادث العمل، والعمل على إنشاء ثلاث مؤسسات في الشمال - نابلس، والوسط - رام الله، والجنوب - الخليل، تُعنى بعقد دورات متخصصة في السلامة والصحة المهنية، وبشكل خاص في قطاع البناء والتشييد الأكثر دموية للعمال الفلسطينيين العاملين داخل الخط الأخضر، بالإضافة إلى تنفيذ حملة إعلامية هادفة باستخدام وسائل الإعلام الفلسطينية ومواقع التواصل الاجتماعي للحد من إصابات العمل القاتلة داخل الخط الأخضر، وكذلك العمل على استخدام الرسائل المجانية من خلال شركة الاتصالات الفلسطينية جوال، وشركة أوريدو، للتوعية والتوجيه، باستهداف أجهزة عمالنا داخل الخط الأخضر. "