أكد مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرر الدكتور رأفت حمدونة، يوم الثلاثاء، أن أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية من حيث ظروف الاعتقال أشبه بالمقابر ، ومتجاوزة لشروط الحياة الآدمية المستندة للاتفاقيات والمواثيق الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة المختصات بأوضاع أسرى الحرب والمعتقلين ، في حين أن أوضاع السجون والمعتقلات الاسرائيلية الخاصة بالأسرى الجنائيين والأمنيين اليهود أشبه بالفنادق ، رغم أن الجهة المسئولة عن السجون للجهتين هى إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية .
وأشار د. حمدونة إلى موافقة الحكومة الإسرائيلية على الخطة الشاملة لزيادة أعداد المعتقلات والسجون في داخل دولة الاحتلال وفق ما ذكرت القناة 7 العبرية بالأمس لاستيعاب 4000 أسير، وفقاً للخطة طويل الأجل ، على الرغم من وجود 30 معتقلا ومركز احتجاز لا تتناسب مع الظروف المعيشية وفق القناة ،مؤكداً حمدونة أن سياسة سلطات الاحتلال القديمة الجديدة هو تجميع الأسرى الفلسطينيين في سجون قديمة غير صالحة للحياة في حين تجمع الأسرى اليهود في سجون جديدة ذات طبيعة حياة مختلفة من حيث شروط الحياة .
وأضاف د. حمدونة أن دولة الاحتلال تتعامل بعنصرية حيث أن إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية توفر حياة مناسبة للأسرى اليهود من حيث المساحة والتهوية، والاهتمام الطبى ، والزواج ، والعمل ، والخروج للعطل والاجتماع بالأهل والزيارات الخاصة ، واحترام الشعائر الدينية والمناسبات والخروج الدائم للنزهة وادخال معظم المطالب من الأهالى وعبر الزيارات والكانتين والحصول على الافراج ضمن قانون ( ثلثى المدة والعفو ) ، والتعليم وأشكال الرفاه من حيث توفير المكتبات وأدوات الرياضة ووسائل الترفيه والقنوات الفضائيات ، والاتصال التلفونى ، وغير ذلك من امتيازات ، إلا أنها تتعامل بعدائية وانتقام مع الأسرى الفلسطينيين الذين يشتكون من سوء الأوضاع المعيشية كسياسة الاستهتار الطبي بحق ذوي الأمراض المزمنة ، ولمن يحتاجون لعمليات جراحية ، الأمر المخالف للمبادىء الأساسية لمعاملة الأسرى ،وممارسة التعذيب النفسى والجسدى في أقبية التحقيق ، والأحكام الردعية والمنع من الزيارات ، والحرمان من التواصل مع العالم الخارجي لفترات غير معلومة ، وتلفيق التهم والملفات السرية لتبرير الاعتقال الادارى بلا لائحة اتهام ، وحملات التنقل الواسعة في أوساطهم بهدف إعاقة استقرارهم ، وانتشار الفئران والجرذان والحشرات السامة في عدد من السجون والمعتقلات ، بالاضافة للاكتظاظ في الغرف ، وانعدام التهوية، وعدم جمع شمل الأخوة والأقارب، ووضع الأجهزة المضرة كالمراقبة والتشويش ، وسوء الطعام كماً ونوعاً، والاقتحامات الليلية والتفتيشات العارية، والعقوبات والغرامات وغير ذلك من تضييقات .
وطالب د. حمدونة مجموعات الضغط الدولية والمؤسسات الحقوقية والانسانية وخاصة الصليب الأحمر الدولى للاطلاع على أحوال الأسرى الفلسطينيين والضغط على سلطات الاحتلال لتوفير شروط حياة متوافقة مع الاتفاقيات والمواثيق الدولية والقانون الدولى الانسانى .