طالب القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية كافة الجهات الدولية والمحلية بضرورة العمل على حماية المزارعين ووقف اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي على أراضيهم وممتلكاتهم والعمل على تعويضهم، وتوفير متطلبات الإنتاج الزراعي.
جاء ذلك خلال الجولة الميدانية التي نظمها القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية وجمعية الإغاثة الزراعية إلى الأراضي الزراعية شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة التي تأثرت بفتح الاحتلال الإسرائيلي (مرتين خلال الأسبوع الماضي)، لسدود تجميع مياه الأمطار، الواقعة قرب الحدود الشرقية للقطاع،
وشارك في الجولة ممثلين عن منظمات أهلية ودولية وعن وزارة الزراعة وخبراء وإعلاميين حيث كان في استقبالهم عدد كبير من المزارعين الذين بدورهم قدموا عرضا حول الأضرار التي لحقت بأراضيهم وممتلكاتهم والتي طالت حوالي 900-1000 دونماً مزروعة بالمزروعات الحقلية والخضار، وتضرر حوالي 100 صندوق نحل، وعدد من الدفيئات الزراعية، ومزارع دواجن.
وفي كلمته أكد مدير الشبكة أمجد الشوا أن ما تقوم به قوات الاحتلال من عمليات رش للمزروعات وإغراق للأراضي الزراعية مخالف للقوانين مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي فتح السدود الإسرائيلية في منطقة وادي غزة وشرق الشجاعية مرتين خلال أسبوع دون سابق إنذار، وقد أغرقت المياه المتدفقة مساحات واسعة غطت حوالي 1000 دونم.
وطالب الشوا المنظمات الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف اعتداءاته على المزارعين، كما دعا كافة الاطراف من اجل التحرك الفوري لتوفير الدعم العاجل للمزارعين وتعويضهم عن الخسائر التي تعرضوا لها.
ومن جهتها وضحت منسقة المناصرة والإعلام في الإغاثة الزراعية نهى الشريف "أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقامت سدودا على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، لمنع الانسياب الطبيعي لمياه الأمطار إلى الأراضي الفلسطينية، وتحويلها لتصب في الخزان الجوفي الإسرائيلي داخل أراضي 48، وبالتالي حرمان الفلسطينيين من أهم مصدر لتغذية الخزان الجوفي وهو مياه الأمطار".
وأضافت "عندما تزيد كمية المياه عن قدرة السدود على حجزها وتحويلها، يتم فتحها، ما يؤدي لاندفاع المياه بكميات كبيرة تغرق محاصيل المزارعين وتلحق بهم الأضرار الفادحة"، مشيرة إلى تكرار عملية فتح السدود خلال السنوات الأخيرة في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير من فصول الشتاء.
من جانبه اشار عبد الكريم حبيب أحد المزارعين المتضررين أن المياه أغرقت 12 دونما زراعيا يقوم بزراعتها بمحاصيل الزهرة والملفوف والفول واللفت. والتي تعّد مصدر الدخل الوحيد له ولأسرته المكونة من ثمانية أفراد واصفاً ما حدث معه بـ"الكارثة".
كما أشار مزارعون آخرون إلى أنهم خسروا الموسمين الحالي والقادم حيث تحتاج الأراضي لحوالي 3 أشهر أخرى ليتمكنوا من إعادة زراعتها، كما أعربوا عن خشيتهم من إعادة فتح السدود مرات أخرى حيث يمكن أن تطول الفترة الزمنية لعودتهم إلى العمل في الزراعة.
ويجدر الذكر بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي فتحت مياه سدود تجميع الأمطار دون سابق إنذار تجاه أراضي المواطنين الواقعة قرب السياج الفاصل شرق مدينة غزة مرتين خلال أسبوع يومي 5 و 9 يناير 2020، وقد أغرقت المياه المتدفقة بعد فتح السد المنطقة التي تقع شرق حي الشجاعية من مدينة غزة مساحة زراعية تصل ما بين 800- 1000 دونم زراعي، معظمها من الزراعات المكشوفة والتي تتمثل ب (الشعير، القمح، الملفوف، البازلاء، فول، بصل ...). هذا وقد أغرقت المياه المندفعة بشدة من السد كافة المزروعات وخلايا النحل في المنطقة، حيث وصل ارتفاع منسوب المياه في المناطق الزراعية الى ما يقارب 1.5 الى 2 متر.
وأكد المشاركون بالزيارة الميدانية على ضرورة تكثيف الجهود من أجل التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية اليومية، وإلزام قوات الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي والعمل للضغط على الاحتلال لعدم تكرار هذه الانتهاكات