أراني كل يومٍ أقلّب دفاتر ذاكرتي المغبّرة، علّني أجد شيئا هناك يفسّر لي سببَ وجودي السّرْمدي في دوّاماتِ العدم.. فكلّما أصل إلى نهايةٍ لنبشِ الذكرة بعد مسحِ الغبار عن عقلي الحائر من عبثِ الحياة؛ إلا أنني أجدني أبحث عن ذاتي، وأدور في دوّاماتِ العدم في دائرةٍ لا تتوقف عن الدّورانِ منذ سرْمدٍ من الزمن.. أفشل في النهاية من الخروج بنتيجة مقنعة عن سبب وجودي من تلك الدّوّامات، التي تصدع عقلي المثقل بهموم الحياة.. أعود مرة أخرى لنبش ما تبقى من ذاكرةٍ مشوّشة بصورٍ معتمة عن ماضٍ ولّى، فهناك أظلّ تائها وسارحا في دوّامات تشبه دوامات البحر، لكنني هنا أراني أسبح في فراغ مجنون بصمته، وأجدني أغرق في الفراغ، وأتشبث بأطراف الأريكةِ كي لا أغرق في بحرِ العدم.. أريد في النهاية أن أجد ذاتي بين تلك الدّوّامات، التي تلفّني منذ دهرٍ من الزمن.. أريد معرفة سبب وجودي في كون مبهر بوسعه اللامحدود.. أرغب في إيجاد ذاتي في حيّزي فقط، الذي يعزلني عن عقلي منذ سفري المتهوّر عبر الزمن إلى نهاية الكوْن....
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت