نترحم اليوم على روح المناضل والفقيه الوطنى الكبير السفير الاستاذ ابراهيم يسرى الذى غادرنا فى العاشر من شهر يونيو الماضى 2019، فهو الذى تقدم الصفوف، نيابة عن مصر كلها ايام مبارك وبادر برفع دعوى امام مجلس الدولة ضد صفقة تصدير الغاز المصرى لاسرائيل، التى انضم اليه والتف حوله فيها عديد من الشخصيات الوطنية المصرية. ثم تبعها بإطلاق حملة (لا لتصدير الغاز لاسرائيل). ولم تكن تلك سوى معركة واحدة من سلسلة طويلة من معاركه الوطنية من داخل وزارة الخارجية او خارجها، منها معارك طابا وسد النهضة وتيران وصنافير وترسيم الحدود وغيرها.
***
اليوم نتأسى على فقدانه أكثر من أى وقت مضى، ونحن نرى مكانه ودوره وقد أصبح شاغرًا، فى ظل عدوان جديد على الثوابت والمصالح الوطنية المصرية والعربية وعلى امنها القومى، بتوريط مصر فى صفقة مشبوهة جديدة لاستيراد الغاز من العدو الصهيونى المسمى باسرائيل، قيمتها يتعدى ١٥ مليار دولار، تم توقيعها والاتفاق عليها والبدء فى تنفيذها فى ظل الحصار الشديد المفروض على القوى الوطنية، التى تجد نفسها اليوم ولأول مرة منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، مجردة من اى حق فى المعارضة أو التعبير عن مواقفها الوطنية سياسيا او اعلاميا او حتى قضائيًا.
رحم الله الفقيد وأدخله فسيح جناته، وخلد اسمه ودوره فى ذاكرة المصريين جيلا بعد جيل، وجعله مثالا ونموذجًا يحتذى به ويسير على دربه الآلاف من بعده.
*****
محمد سيف الدولة
القاهرة فى 17 يناير 2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت