مصر واعلام الوعي !!

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح

ما يدفعني للحديث حول هذا العنوان ليس بصدد حملة الشائعات والأكاذيب المضللة والمخادعة من خلال منصات الاخوان في تركيا وقناة الجزيرة القطرية ...وما يحاولون بثه حول الخامس والعشرين من يناير وكأنه تاريخ فاصل وحاسم ....سيكلل لهم بالنجاح حسب أوهامهم وتضليلهم ومخادعتهم لأنفسهم وغيرهم...وأيضا حقدا على ما حدث من تطور داخل مصر الشقيقة وما تم التأكد منه عبر كافة المجالات والمناحي من خلال التنمية الشاملة وحالة النهوض الاقتصادي وما حدث من بنية تحتية تؤكد أن هذا البلد العربي الشقيق قد أحدث ثورة عمرانية وبنيوية صناعية وزراعية كما حدث من تطور تكنولوجي وعلى صعيد الطاقة وزيادة الموارد وتعديل الكثير من ميزان التجارة الخارجية وما حدث من حركة بالأسواق الداخلية ومعالجة للكثير من المصاعب والأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تولدت عبر سنوات ماضية وبفعل ما يسمي بثورة يناير التي حاولت أن تأخذ البلاد الي حيث الخراب والدمار واسقاط الدولة ومؤسساتها وخلق المزيد من الفوضي وعدم الاستقرار . بصورة عامة لا زال الوعي الوطني المصري يشكل أحد أهم أدوات المواجهة لكافة التحديات والمصاعب والأزمات .
 فالحكومة تعمل من خلال سياساتها العامة وخططها التنموية على ترسيخ قواعد البناء الاقتصادي والاجتماعي كما العمل على اداء الرسالة الحكومية بمهام ومجالات التعليم والزراعة والصناعة والتجارة وبكافة القضايا المجتمعية والتربوية .
أي أن الحكومة تعمل وفق مخططاتها المدروسة والمحسوبة لأداء رسالتها وفق مخططات وأليات تعمل بموارد متاحة وبأليات عمل فيها من الجدية والفعل المطلوب بأكثر من السابق . من هنا نتأكد من مدي الواجبات الدائمة لتعزيز الوعي الوطني بكافة مرتكزاته ومكوناته الاجتماعية والاقتصادية السياسية والتربوية والدينية ... الا أن هذا الجهد حتي يكون كاملا وشاملا ولا يكون جزئيا أو قاصرا في ظل ازدياد التحديات التي تواجه المجتمع نتيجة لحملات التضليل والخداع وحرب الشائعات والأكاذيب والتي تحتاج الي جهد كبير حول كيفية المواجهة واسقاط كافة الخزعبلات وعدم وصولها وتداولها حتي لا تشكل عبئا ثقيلا أو ظاهرة تحتاج الي معالجات ومحاصرة وبذل جهد كبير من أجل الخلاص من تبعات هذه الاساليب الخسيسة التي فيها من الاكاذيب الكثير والتي لا تقترب الي حقيقة الموقف من قريب ومن بعيد .
 من هنا نجد في الاعلام الوطني وسيلة ضرورية ملحة مصاحبة لكافة الجهود حتى يمكن مواجهة هذه الأفعال الجبانة وهذه الادوات المارقة وهذا الخطاب المضلل والكاذب بمضمونه ومفرداته والذي لا يستهدف الا التأثير على المعنويات واضاعة الفرحة بما شاهدنا ونشاهد من تطور كبير وتنمية شاملة وقوة عسكرية أصبحت من القوي العشرة الأوائل في هذا العالم هؤلاء المارقين المخادعين الذين يكذبون بأكثر من عدد أنفاسهم ... والذين يضللون ولا يعرفون ولا يعترفون بالحقيقة يريدون أن يوهموا أنفسهم .... كما يخادعوا غيرهم أن ما يحدث من تطور وقوة ذاتية مصرية ليس لها عائد .... ولا تعتبر انجازا يمكن حسابه لقيادة مصرية أمنت بربها ووطنها وشعبها وقواتها المسلحة درعها الواقي ..وسيفها القاطع لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار هذا البلد ..... الاعلام الوطني المصري سيبقي من أهم أدوات المواجهة الثقافية والتعبوية بما يحاولون استخدامه من فبركات وقصص خيالية لاحداث وهمية في محاولة للتأثير على مشاعر ومعنويات الناس استغلالا لظروف استثنائية بجوانب اجتماعية واقتصادية توجد لدي كافة الشعوب في العالم ... وليس في هذا القول قبولا أو تبريرا عن أي عجز او قصور ....بل تأكيد مستمر ...وعمل دائم وجهد مستمر لتحريك عجلة الاقتصاد المصري وزيادة معدلات التنمية ومدخولات الفرد وزيادة القوة الشرائية بما يتناسب مع معدلات الدخل ...أي أن الجهود المبذولة تستمر بعملها واصرارها على احداث النهوض الاقتصادي والاجتماعي بما يتناسب ويتلاءم مع كل ما شاهدنا من تطور عسكري كان مبهرا ومفرحا الي درجة كبيرة لملايين المصريين والعرب....كما كان مفاجئة وقهرا وهزيمة لكافة الطامعين والمعادين والارهابيين ضد هذا البلد العربي الشقيق .
ان ما نؤكده حول أهمية اعلام الوعي الوطني وقد كنا احد تلاميذه بعدة مراحل :
المرحلة الاولي : التلفزيون العربي المصري الاذاعة المصرية مجموعة الصحف والمجلات اليومية والاسبوعية والشهرية في ظل مرحلة الوعي القومي والوطني بكافة مرتكزاته وخطابة التعبوي في ظل تحديات ومطامع استعمارية لم تتوقف .
 المرحلة الثانية : بذات الوسائل السابقة مع الاختلاف في مضمون الرسالة الاعلامية ومرتكزاتها ما بعد انتصارات اكتوبر 73 وعقد اتفاقية كامب ديفيد عام 78 وسياسة الانفتاح الاقتصادي .
المرحلة الثالثة : بذات الوسائل الاعلامية بكل ما حدث من تطور تكنولوجي بشبكات التواصل الاجتماعي والازدياد الملحوظ في القنوات المتخصصة والتي شملت وتم تغطية كافة المحافظات المصرية وحتى الدول والشعوب المحيطة بمصر .
المرحلة الرابعة : مرحلة ما يسمي بالربيع العربي ( الامريكي الاسرائيلي ) والمشاريع الامريكية المشبوهة الشرق الاوسط الكبير والصغير .... والفوضي الخلاقة ... والارهاب التكفيري المصنع والمصدر .... وظهور الاسلام السياسي وارتباطاته بصورة مختلفة عما كان بالماضي .
 المرحلة الخامسة : والتي تشكل حالة الضرورة القصوى والمعالجة الجذرية لكافة السلبيات والثغرات الثقافية والتربوية والدينية والتي كانت قبل سنوات دون مراجعة دقيقة .... كما أهمية تطوير الاعلام المصري وكافة وسائل الاعلام الخاص بخطاب اعلامي ذات مرتكزات ومضامين لها أسس واضحة ومفردات محددة ومعاني لا تنازل عنها لأهداف وطنية يجب الاجماع عليها . ..وافساح المجال للمجموعات الشبابية والمنتديات الاعلامية وفق خطط مدروسة لمعالجة أي ثغرات أو تشويهات أو شائعات يتم محاولة نشرها للتأثير على مستوي الوعي ...
 وحتي يتم مواجهة حرب الشائعات المضللة التي تبث عبر منصات الاخوان في تركيا ومن خلال قناة الجزيرة القطرية . نحن نعيش بمرحلة ذات أهمية قصوي ...وذات حساسية عالية ... يحاول فيها الأعداء والطامعين أن يفسدوا الاجواء بشائعاتهم وبشعاراتهم الكاذبة ....وبأقوالهم المفبركة والتي تحتاج من كل وطني وقومي أن يواجهها بخطاب اعلامي ذات مرتكزات وطنية وقومية وهذا ما يحتاج من الاعلام المصري العام والخاص وكافة المنتديات وشبكات التواصل والمؤسسات الحكومية العامة والخاصة أن تواجه هذه الحملة المضللة والتي ستفشل كما فشلت بالسابق.... لكننا يجب أن لا نكتفي بافشالها بل يجب أن نعمل على فضحها وتعريتها واسقاطها للأبد .


 الكاتب : وفيق زنداح

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت