تقرير محمد الضبّة... غزّي يصنّع سيارة سباق بإمكانات متواضعة

على رمال شاطئ بحر غزة، يشدّ نظر الناس الحركات الالتفافية والسريعة التي يؤديها الأربعيني محمد الضبّة، بواسطة سيارةِ سباق صنعها بنفسه، وتشبه لحد كبير السيارات العالمية التي يستخدمها الهواة في هذا المجال.

ويستثمر الرجل ساعات الصباح الأولى، التي يكون تواجد المواطنين قليلاً فيها على الشاطئ، للقيام باختبارات للسيارة، ويجهزها لتنفيذ تدريبات واستعراضات خاصة في ساعات المساء حيث تزيد أعداد الزائرين للبحر.

ويقول لمراسل وكالة "الأناضول": "هذه التجربة في تصنيع وتجميع السيارة قد تكون نادرة محلياً، لهذا ينجذب لها الناس بصورةٍ لافتة، كونهم متشوقون دائماً لكلّ جديد ومختلف".

 واحدة من ثلاث سيارات

ويروي الضبة أنّ سيارته من بين ثلاثة في قطاع غزة التي تمتلك القدرة على أداء مثل هذه الاستعراضات.

ويشرح أنّها أطفأت جزءاً من شغفه وحبه لسباقات السيارات ورغبته في قيادة إحدى السيارات المشاركة بالمسابقات العالمية، والذي ترعرع معه منذ الطفولة.

ويوضح أنّه لو ظل ينتظر سماح إسرائيل، بإدخال سيارات السباق، لما كان قد تحقق حلمه، لأنّ الأخيرة تمنعها بشكلٍ كامل، تحت حجج وذرائع أمنية غير واضحة، بحسب قوله.

وعن تكلفة إتمام الصنع، يسرد أنّه احتاج لمبلغ يقترب من الـ 8000 دولار لشراء عدد من القطع اللازمة لذلك، والتي لم تكن متوفرة داخل قطاع غزة، فاضطر لشرائها من إسرائيل بالاستعانة بتجار محليين.

وقوة السيارة المحلية، تتمثل بمحركها الذي يعمل بمستوى قوة 160 حصان، ولديه القدرة على تحريكها بسرعة 260 كيلو متراً بالساعة الواحدة.

وينبّه إلى أنّ تصنيع السيارة استغرق معه عام ونصف تقريباً، واحتاج بعدها وقتا لتجريبها في أماكن متنوعة واختبار جودتها، ومدى كفاءة أدائها على الرمال بشكلٍ خاص.

 رياضة غائبة

ويشير إلى أنّ ممارسة مثل هكذا رياضة في القطاع المُحاصر، يعتبر إنجازا كبيرا وذلك بسبب عدم وجود أماكن مناسبة لهذه الرياضة.

ويعتبر الضبة تجربته خطوة أولى يمكن البناء عليها مستقبلا من أجل تطوير هذه الرياضة وإيجاد موطئ قدم لها في غزة.

ولم يتسنَ للرجل ترخيص سيارته لدى الوزارات المختصة في قطاع غزة، كونها مصنعة محلياً وليست مستوردة، ولا تمتلك المواصفات التي تتوائم مع القوانين واللوائح المعمول بها، بحسبه كلامه.

ويبيّن أنّ من بين الشروط التي وضعتها الحكومة للحصول على ترخيص، هو ضرورة إنشاء مصنع متكامل يضم المعدات والحاجيات اللازمة لتصنيع السيارات، ليكون تحت سقف رقابتها ومتابعتها.

ويردف: "ذلك يتطلب مبالغ مالية عالية، لا يمكن توفيرها ذاتياً، وتحتاج لجهود كبيرة، مما جعل أمر الحصول على الترخيص مستحيلاً خلال الفترة الحالية".

 متابعة الناس

وعن متابعة الناس لعروضه التي يؤديها في الأماكن العامة، يشرح الضبة أنّ كثيرين أبدوا إعجابهم بما يفعل، وأصبحوا يداومون على مراقبته ومتابعة الأوقات التي يكون متواجد فيها على شاطئ البحر.

ويقول: "عدد من الأشخاص، أفصحوا لي عن رغبتهم بامتلاك مثل هذه السيارة، لأجل ممارسة نفس الفعل الذي أقوم به، لكن للأسف الأمر ليس سهلاً، كون كثير من المستلزمات الضرورية للتصنيع تحتاج لوقت، حتى تكون داخل القطاع".

وقبل عدّة سنوات كان للرجل تجربة مع عدد من الهواة في تأسيس نادٍ للرياضات الميكانيكية، يهتم بشكلٍ عام بالأشخاص الذين يمتلكون مركبات ذات محركات تصلح للاستخدامات الرياضية.

وعن طموحه يقول الضبة "أتمنى أن أكون قادراً مستقبلاً أكثر أنا وزملاء النادي على توفير الحاجات الرئيسية التي تلزم لتطوير ذلك المجال، وللنهوض به بشكلٍ أكبر، وتنظيم فعاليات محلية من خلاله".

ويفصح عن أمله في عقد سباقٍ محلي في هذه الرياضة، لكنّه يؤكّد أنّ ذلك بحاجة لتدخلٍ رسمي، لأجل تحقيقه، وذلك لأنّه يحتاج لتخصيص مساحة واسعة، تكون أرضاً للعب، ويحتاج كذلك للدعم المادي لأجل تصنيع السيارات وشرائها.

ويختم بالتأكيد على أن القطاع، مليئ بالمواهب والقدرات التي يمكن أن تشكل أرقاماً عالمية ومراكز دولية متقدمة في هذا المجال، إذا ما منحت المساحة الكافية لذلك، ووجدت الدعم الكافي.

 

سس

 

thumbs_b_c_b4c05d348823fca7b082863a2210f796

 

20200117104450

 

20200117104308

 

20200117104111

20200117104005


 

المصدر: غزة - محمد أبو دون -