مهندسة الكترونيات تتخلى عن وظيفتها لتربية الحلزون

الحلزون

تربية الحلزون شيء مزعج بعض الشيء بسبب إحساس اللزوجة الذي يتولد عن ملامسته، وقد يجد كثيرون أن العمل في تربيته نوع من اهدار الوقت.

غير أن التونسية هدى بن رمضان خريجة الهندسة الإلكترونية، تركت وظيفة في الإدارة بعد 12 عاما من العمل لتسير على خطى رسمها لها قلبها الشغوف بتربية الحلزون الذي ينمو في القواقع، وترنو بعينيها إلى سوق ناهضة متعطشة للرخويات في البلاد. وهدى لا تجد غضاضة في لمس هذه المخلوقات الصغيرة التي أصبحت مصدر رزقها.

عن مشروع تربية الحلزون، تؤكد هدى، أن مشروعها الذي تبلغ تكلفته عشرة آلاف دولار لا يحتاج إلى عمالة كبيرة، وأنها "درست الإلكترونية في الكلية وعملت لمدة اثني عشر عاما في شركة اتصالات خاصة، ثم قررت فتح مشروعي الخاص في الزراعة، لذا اخترت تربية الحلزون، واجهت الكثير من المشكلات في البداية ولكني أردت أن أتحسن، لذلك ذهبت إلى استخراج اللعاب من الحلزون وجدت الكثير من العملاء المهتمين به".

وتضيف هدى"في غرفة تزاوج الحلزونات، نختار كل واحدة جاهزة للتزاوج والبيض وتبقى في هذه الغرفة لمدة ثلاثة أشهر من سبتمبر/أيلول حتى ديسمبر/كانون الأول، نحن نقدم لهم الماء والطعام كما يجب أن تكون الحرارة 20 درجة ونهيئ لهم المكان للتزاوج".

وتقول هدى إنها تحصل على القواقع من وزارة الزراعة، التي تدعمها هي وعشرات المنتجين الآخرين في إطار مبادرة تهدف إلى مساعدة المنتجين التونسيين على تربية الحلزون وتسويقه وبيعه وتصديره.

وبينما تبيع منتجاتها في السوق المحلية فقط، يقوم آخرون بالتصدير إلى الأسواق الأوروبية، وتذهب معظم صادراتهم إلى إيطاليا.

ويمكن استخدام مخاط الحلزون في صنع منتجات التجميل بينما يُستخدم لحمه في إعداد وجبات شهية.

ويُستخرج المخاط عن طريق وضع الحلزون في وعاء يحوي مزيجا من الملح والخل لمدة عشر دقائق قبل بيعه للعملاء الذين يستخدمونه في منتجات العناية بالبشرة.

واكتشف مؤسس شركة مستحضرات التجميل "لو ناتوريل" في تونس، الدكتور نبيل قريعة، بعد أربع سنوات من الدراسة، فوائد مخاط الحلزون الغني بحمض الهيالورونيك والكولاجين وفيتامين إي. ويتراوح متوسط سعر منتج التجميل المشتق من الحلزون بين 15 دولارا إلى 25 دولارا.

وقال نبيل قريعة الحاصل على الدكتوراه في تخصص الصيدلة "بعد أربع سنوات من دراسة لعاب الحلزون لأنه غني بحمض الهيالورونيك والكولاجين، فكرنا في صنع كريم بعد خلطه مع الزيوت النباتية الأخرى وحصلنا على منتج فعال للغاية لمكافحة التجاعيد والدوائر المظلمة، الهالات، تحت العين، ترطيب وإضاءة الوجه وقد تميز هذا الكريم بنجاح كبير عند الحرفاء".

ويقول صاحب مطعم في تونس، محمد عزيز سماوي، إن وصفته الخاصة المصنوعة من الحلزون الممزوج بالأعشاب وتقدم في شطيرة خبز كروية الشكل، أصبحت واحدة من الأطعمة المفضلة لعملائه.

وقال سماوي "نحن مطعم تونسي ونريد تشجيع المنتوج التونسي، أردنا أن نضيف الحلزون في قائمة طعامنا وقد حقق نجاحا كبيراً أنه نوع من السندوتشات تسمى كرة الخبز، طهي الحلزون مع صلصة الأعشاب وقد أحبه الحرفاء كثيرا".

ويتردد أن لحم الحلزون مفيد لأنه منخفض الكوليسترول وغني بالبروتينات، مما يجعله طعاما يحظى بإقبال في مختلف الثقافات.

https://www.youtube.com/watch?time_continue=337&v=iUg8fNZ36Vw&feature=emb_title

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات