الى عرب المملكة المتحدة بريطانيا – عرب لندن، والى عرب العروبة، وبعيداً عن تغليف موقف حكومة جونسون، حكومة اليمين بل يمين اليمين - المحافظين ضد حزب الله صوت المقاومة والتحرر وفعلها، حيث عرب لندن الانبطاحيين يفسّرون القرار الاخير لوزارة الخزانة البريطانيه ازاء حزب الله بشقيه السياسي والعسكري، بأنّ الأمر والحال تنافس حزبي انجليزي عتيق خبيث، وفي سياق خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي أواخر الشهر الحالي، فهذا كذب استعماري عتيق كالنبيذ الأسكتلندي المعتّق ذو الطعم الشهي، الموقف هذا من حزب الله طبيعي للغاية، فبريطانيا مربط بعض العرب وجلّ العربان، هي الرحم المريض المسرطن الذي أنجب الكيان الصهيوني، الرحم الذي لا علاج له سوى باستئصاله بمبيضيه المريضين، فماذا يضير بريطانيا وأنظمة وقوى الدين السياسي العربية، وكارتل الرجعية العربية الحديثة المستحدثة المنبطحة المتساوقة المتماهية غير المتصالحة مع ذاتها الخبيثة، أن تتمرغ في أحضان الصهيونية واليهودية المتصهينة والثورة المضادة عموماً؟!.مؤسسات اليمين البريطاني الموغل بالتطرف، حسم خياراته السياسية والمخابراتية ازاء حزب الله اللبناني بشقه السياسي والعسكري معاً هذه المرة، واعتبره ككل واحد، منظمة ارهابية، تخضع لما يسمى بريطانيّاً، بقانون تجميد الأصول المالية للمنظمات الارهابية، وذلك تماهياً وتساوقاً مع اليانكي الأمريكي والأسرائيلي الصهيوني بعد اغتيال قاسم سليماني ورفاقه، ومشاركة السفير البريطاني في ايران في الاحتجاجات ذات المستويات المنخفضة في العدد وتوقيفه ثم الافراج عنه، وسعياً زاحفاً على شفاهه نحو الخزنة المالية السعودية، لتحفيز الرياض لشراء أسلحة انجليزية مختلفة، مع استجلاب محافظ مالية سعودية، وتوطينها في الداخل البريطاني، لأستثمارات هنا وهناك في مشاريع الطاقة النووية وغير النووية، وخاصة في مصانع لأنتاج أسلحة كيميائية فريدة من نوعها، وفيروسات بيولوجية مختلفة الأطوار، وكانت هناك أدوار ارهابية مقيتة للقطاع الخاص البريطاني العامل في هذا المجال، وبالتعاون مع السعودي والقطري، على ادخال قوارير عديدة من غاز الكلور والأعصاب الى داخل الشمال السوري، للقيام في مسرحيات مفبكرة للسلاح الكيميائي لعرقلة العملية العسكرية السورية الروسية الايرانية في ادلب، وأشرف عليها مسؤول السلاح البيولوجي في جهاز المخابرات البريطاني الفرع الخارجي وهو نائب مدير الفرع – لا أتذكر اسمه الان( لا أدري ان كان أليكس توغنر ما زال مديراً للمخابرات الخارجية البريطانية). وكما يعتبر وزير الداخلية البريطاني السابق في حكومة تيرزا ماي ساجيد جافيد، هو الممهد وصاحب قرار اعتبار حزب الله اللبناني بشقه السياسي مع العسكري، وذو الأصول الباكستنانية والذي يتمتع بعلاقات قوية ومتينه مع عمران خان(مواطنه في الجنسية الأنجليزية والأصول في شبه القارة الهندية - الباكستان)لاعب الكركيت الشهير، والبريطاني الجنسيّة والذي صنعته المخابرات البريطانية وصنعت فوزه بالأنتخابات الباكستانية، ووصوله لرئاسة الوزراء في الباكستان، ويمكن وصفه بعزمي بشارة الباكستان، فانّ وزير الخزانة البريطانية الحالي في حكومة جونسون، والذي له طموح كبير للوصول الى رئاسة الوزراء في بريطانيا، من قرر اخضاع حزب الله بشقيه العسكري والسياسي لقانون تجميد الاصول المالية البريطاني باعتباره منظمة ارهابية. جافيد ساجد وزير الداخلية السابق في حكومة تيرزا ماي، ومعه وزير الخزانة الحالي، هما ذو شبكة عنكبوتية مع اسرائيل وكارتل اللوبي الصهيوني في الداخل البريطاني، ومنفذا دقيقان لتعليمات مدير المخابرات البريطانية – الفرع الخارجي الأم أي سكس أليكس توغنر، استندا على حوارات أكثر من عام كامل جرت في مفاصل الدولة العميقة البريطانية حول دمج الجناحين لحزب الله في وسم ارهابي واحد، مع العلم أنّ المنظومة الأمنية لحزب الله ومخابرات الجيش اللبناني كانت على علم بهذه الحوارات وتعلم تحفظات البعض الأنجليزي التي تصل درجة الرفض بوسم الجناح السياسي لحزب الله بالأرهاب، وكان الرهان على العقلاء في الدولة العميقة وحدث ما حدث لاحقاً، مع وضع حزب الله تحت نصوص قانون تجميد الاصول المالية في بريطانية بشقيه السياسي والعسكري، لذلك حزب الله لم يتفاجأ ولا ايران كذلك، مع العلم أنّ فرع المعلومات اللبناني وحسب معلومة ضيقة، كان يدفع باتجاه وسم حزب الله بجناحه السياسي أيضاً منظمة ارهابية، وجرت لقاءات بين ضابط ارتباط المخابرات البريطانية في محطة بيروت التابعة للندن، مع مساعدين لمدير فرع جهاز المعلومات التي تديره جماعة 14 أذار اللبنانية، مع تحفظات لمدير فرع المعلومات على هذه اللقاءات وعلى مضمونها. من ناحية ثانية يمكن أن نعتبر أن صدور القرار الأخير ازاء حزب الله اللبناني – وهو قرار اداري الان، والذي جاء استكمالاً لجهود الوزير ساجد جافيد في حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيرزا ماي بعد دفعه الى البرلمان في حينه، مؤشّر قوي جدّاً، على نجاحات متعددة للجناح المؤيد للكيان الصهيوني في السيستم الأنجليزي، وفي فرض رؤيته، وأنّ جلّ القرار هو نتاج فشل لندن وخاصة الكارتل المؤيد لتل أبيب في الرهان على اسقاط الدولة الوطنية السورية ومحور المقاومة منذ تسع سنوات، وليتساوق متماهياً الموقف الأنجليزي المعادي لحركات المقاومة، مع تشديد الحصار على حزب الله مع كل من الموقف الأمريكي والأسرائيلي والبعض العربي المتأسرل والمتأمرك وغير المتصالح مع ذاته. ومن شأن هذا القرار وهو دعائي بعمق بالمناسبة، تأثيره فقط بالداخل البريطاني وعلى كل من يؤيد حزب الله من الأحرار هناك، ولن يؤثر على المقاومة، وان كان يطوّق حزب العمّال البريطاني ورئيسه جيريمي كوربين، والذي هو في حالة استقالة من الحزب بعد خسارته الانتخابات الاخيرة أمام ترامب بريطانيا جونسون رئيس الوزراء الحالي، لمصلحة توسّع نفوذ تيار المحافظين من أصدقاء إسرائيل، كما أنه، على ما يبدو، انتصار للرؤية التقليدية البريطانية الداعمة لإسرائيل، منذ وعد بلفور الشهير عام 1917، الذي مهّد لتسليم فلسطين للعصابات الصهيونية. الإعلان جاء على لسان وزير المالية، ولم يصدر عن وزارة الخارجية، التي عاد وأعلن وزيرها الموقف نفسه، مضيفاً أن بريطانيا لا تستطيع السكوت عن نشاط حزب الله، والذي أخّر احالة القرار إلى البرلمان في حكومة تيرزا ماي السابقة، كان رفض وزارة الخارجية وجهاز الأمن الخارجي بقيادته السابقة، تحسّباً لرد فعل حزب الله على القرار، وتأثير ذلك في علاقة الحكومة البريطانية بالدولة اللبنانية، طالما أن حزب الله جزء لا يتجّزأ من الشعب اللبناني وهو عضو فاعل في الحكومة والبرلمان، ولكن بعد أن ظهر الضابط الشبح في المخابرات البريطانية ابن الريف الأنجليزي والذي يمتاز بالذكاء والخبث أليكس يونغر، تغير كل شيء لصالح كارتل اسرائيل في الداخل البريطاني، بالمناسبة ما يجري بين الباكستان والهند الآن من توترات في جزء رئيس منها المسؤول عنها هو جهاز المخابرات البريطاني الفرع الخارجي بقيادته الجديدة والقديمة، ولأنّ الحديث مترابط ببعضه لنخرج بمشهديّة سياسية في محاولة لفهم لما يجري من صراع في شبه القارة الهندية كمتاهة أمريكية عميقة(راجع تحليلنا عبر محرك البحث المشير غوغل: دبلوماسية مافيويّة أمريكية تفاوض الأرهاب(طالبان) في قطر، وما علاقة التفاوض مع طالبان واتفاقية الصواريخ النووية مع روسيّا، وما هي التداعيات والعقابيل والتوظيفات على الصين وموسكو في شبه القارة الهنديّة)وما يجري على طول خطوط العلاقات الباكستانية الهنديّة، هو انعكاس حقيقي وطبيعي للصراع البريطاني الأمريكي على مناطق النفوذ السابقة في شبه القارة الهندية ومواقع أخرى من العالم. فانّ باكستان دولة طارئة كما بنجلادش دولة طارئة، جزئين من الهند التي أقامها محمد علي جناح، كدولة دين سياسي بدعم الأستعمارية البريطانية، ثم انشقت سياسياً، كما انشقاقها الجغرافي الى باكستان وبنغلادش، مؤخراً ضربت اسلام أباد ايران بعد عودة السخونة للعلاقات الوهابية العفنة مع خطوط الأستخبارات الباكستانية، وبعد لقاءات أبو ظبي بين المخابرات البريطانية والأستخبارات الباكستانية والمخابرات الأماراتية والأستخبارات السعودية، ولقاءات جدّة أيضاً على البحر الأحمر بين ذات الأطراف. والآن تقوم الباكستان بعد زيارة ولي العهد السعودي لها في زيارته لها قبل أشهر، وتقديم محفظة مالية بقيمة 20 مليار دولار، بضرب الهند التي زارها أيضاً ذات ولي العهد السعودي ويقدّم محافظ ماليه استثمارية، وما زالت الباكستان تحتضن الأرهاب الأفغاني منذ أربعة عقود، وصحيح واقع انّ الباكستان هي 270 مليون انسان، لكن هذا لا ينفي أنّها أداة وقاعدة للقاعدة والتخلف والتذابح الطائفي، ولطالما تحالفت الباكستان مع الصين وخاصةً اليوم من أجل طريق الحرير أي توسع رأس المال، فدور الباكستان الآن اسفين ضد دول تحالف البريكس، وان كان دعم الصين لباكستان يثير الشبهات بأنّ اللوبي الصيني المتعاطف مع أمريكا واسرائيل، يحاول العبث بالعلاقات الروسية الصينية، خاصة وانّ مودي رئيس الوزراء الهندي بالرغم من عنصريته انحاز لمصالح الهند القومية، ولم يتخلى عن التعاون مع روسيّا في كافة المجالات، خاصةً بعد اعلان الصين عن اكتشافات لمصادر للغاز ضخمة تكفي لمئات السنيين. وزير المالية الحالي البريطاني، مثل ساجد جافيد وزير الداخلية السابق في حكومة ماي، فهذا وزير الخزانة الحالي والنائب في البرلمان عن حزب المحافظين الحاكم، لديه طموح للوصول إلى رئاسة الحكومة بدلاً من جونسون، وهو واحد من أبرز وجوه اللوبي الإسرائيلي - البريطاني المعروف باسم أصدقاء إسرائيل المحافظون، تماماً مثل ساجد جافيد. وهذا الأخير ومعه زميله الحالي وزير المال البريطاني يشكلان لوبي، لم يوفّر جهداً في السنوات الماضية، لفرض مصلحة إسرائيل على السياسة الخارجية البريطانية، على مستوى العداء التام لحزب الله وسوريا وإيران، كما أنه لاعب مهم أيضاً في السياسة الداخلية. ويلعب الكارتل الأسرائيلي ووزير الخزانة الحالي، وساجد جافيد وزير الداخلية السابق من رموزه، دوراً مهمّاً لتحويل الموقف البريطاني في مسألة الجولان السوري المحتلّ، لجهة نقض القرارات الدولية الداعية لانسحاب إسرائيلي كامل من الهضبة، وتأييد ضمها لإسرائيل، على اعتبار أن بريطانيا ارتكبت خطأً تاريخياً حين رسمت حدود سايكس - بيكو ووضعت الجولان داخل حدود الدولة السورية، بدل ضمّه إلى فلسطين التاريخية وتالياً ضمن الكيان العبري. ثمة انشقاقات داخل حزب العمال البريطاني، التي نسّقها أصدقاء إسرائيل المحافظون، وإعلان النواب المنشقين دعم الحكومة في البرلمان، والحملة التي خيضت ضد رئيسه جيريمي كوربين، واتهامه بـالمعادة للسامية، فضلاً عن رغبة الحزب الحاكم في استرضاء السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، وهدف تضمين مشروع وضع حزب الله على لائحة الإرهاب(الجناح السياسي والعسكري)، جماعتي أنصار الإسلام وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين العاملتين في الغرب الأفريقي، إلى إحراج معارضي القرار وتحميلهم المسؤولية أمام الرأي العام البريطاني، ولا يمكن الفصل بين القرار، وبين زيارات مدير(MI6)أليكس يونغر إلى إسرائيل، ولقائه مدير الموساد يوسي كوهين، بهدف معلن هو البحث في معلومات عن عودة إيران لتخصيب اليورانيوم، وتحللها من التزاماتها بالخطوة الخامسة بعد اغتيال سليماني ورفاقه، دون الخروج من الاتفاق النووي، والضغط الامريكي على الترويكا الاوروبية للتخلي عن دعم الاتفاق النووي مع ايران واعتبار ايران تنقض الاتفاق، وتفعيل أليات فظ النزاع في الاتفاق النووي بالرغم من أنّها بلا أساس قانوني، ولكن الهدف غير المعلن مناقشة خاصة مع مجتمع المخابرات الأسرائيلي باعتبار حزب الله بجناحه السياسي والعسكري ارهابي، وأنّ الزيارة أحدثت تحوّلاً في موقف يونغر لجهة دعم القرار بدل التحفّظ عليه، خاصة وأنّه كان ليوسي كوهين دوراً بارزاً في تسمية اليكس يونغر مديراً للمخابرات البريطانية – الفرع الخارجي منذ سنتين – وأعتقد أنّه ما زال مديرا. الموقف البريطاني الأخير ازاء حزب الله غير ذي أهمية، وخاصة أنه يصدر عن بريطانيا الخارجة من الاتحاد الأوروبي أواخر هذا الشهر، والموقف الاوروبي ما زال كما هو: بالفصل بين الجناحين السياسي والعسكري وباعتبار الجناح السياسي ممثلا لشريحة من اللبنانيين ومشاركاً في الحكومة اللبنانية، وبريطانيا تتجّه من ضمن خطة بريكسيت نحو سياسة منفصلة عن السياسة الأوروبية، متماهيةً بشكل كلّي مع السياسة الأميركية، غير آبهة بالمصلحة الأوروبية في ما خصّ السياسة تجاه لبنان، وبسلامة الجنود الأوروبيين الموجودين على الأراضي اللبنانية. دوائر صنع القرار الإسرائيلي على المستويين السياسي والأمني الأستخباري لجهة مجتمع المخابرات الصهيوني، تعمل بجهد بالأعداد المستمر كخطط بديلة مقترحة لتنفيذ مخطط جهنمي لإطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتسخين الساحة الأردنية(أعلن الاسرائيلي صراحةً ضرورة احتفاظه بمناطق غرب نهر الأردن في اطار أي تسوية سياسية قادمة في اطار الحل الدائم فماذا يعني ذلك يا سادة؟)وعبر الزومبيات المنتجة في كهوف تورا بورا، وبالتنسيق مع أشكال متقيحة من بعض أجهزة استخبارات البعض العربي في منطقة الخليج وغيرها مع كل أسف وأسى(مجتمع المخابرات الأردني لديه تصور كامل حول ذلك ويتابع بعمق ولديه متابعاته الخاصة وهذه نقاط قوّة، ويرفع تقاريره الى المستوى السياسي باستمرار فيبدي تحفظّاً هنا وموافقة هناك وفي بعض الأحيان رفضاً في تلك الورقة أو السلّة مشفوعاً بالأسباب وتقدير موقف عميق، في حين ثمة طرف في مؤسسة الحكم يقترب كثيراً من دول الخليج بسبب الورقة الأقتصادية مسنوداً من كارتلات اقتصادية في القطاع الخاص الأردني، وهذه حجّته في الأقتراب أو ان شئت الأنبطاح بالأربع ثم "الحبو"وهي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحافظ على نظام حكم ونسق)، حيث صارت الحرب على لبنان قادمة لا محالة بعد محاولة الأسرائيلي جر حزب الله الى حرب عبر حدث ما قادم، أو قيام الأسرائيلي بصورة مباشرة بالتنسيق مع الكارتلات العسكرية في الداخل الأمريكي.
يتموضع حزب الله في الأستراتيجية الروسية المتجددة في المنطقة وبعمق كحليف لموسكو كما وصفه الرئيس فلادمير بوتين مؤخراً، وهو بمثابة جيش متوسط محترف مسلّح جيداً يملك عقيدة قتالية قويّة، وليس منظمة ارهابية كما وصفه الأسرائيلي مؤخراً نفسه، في حين أنّ البعض العربي وصفه بالأرهابي، وبشكل متصاعد يساند الروسي والسوري في الجغرافيا السورية لكنس زبالة الأرهاب المدخل والمصنّع، والحزب هنا لا يشبه بالمطلق عصابة داعش أو جبهة العهرة عفواً(جبهة النصرة)وغيرهما من نسل القاعدة المباشر، وهنا يأمل بعض العرب كبلدربيرغ أن يقوم حلف الناتو بضرب حزب الله بعد تمهيداتهم هنا وهناك لخلق بيئة رافضة للحزب في العالم العربي والدولي، ومحاولات مماثلة وهي تفشل في الداخل اللبناني، ساعين الى تشكيل كارتيلات احتكار للسلطة في الساحات العربية، ان الضعيفة، وان القويّة، عن طريق المال تارات، والقمع والأرهاب تارات وتارات أخرى، واخضاع السذّج من العوام لنفوذاتهم بصور غير مرئية وكأنّهم بلدربيرغ عربي يشبه البلدربيرغ الأمريكي. النظام الرسمي العربي ازاء حزب الله(الحزب المقاوم)الذي هزم وأخرج ثكنة المرتزقة في عام 2000 م من جنوب لبنان وعام 2006 م، نزع الأقنعة كليّاً عن وجهه المسوّد، ونزع الغشاء عن عيون بعض المراهنيين على احتمالية تصويب النظام الرسمي العربي، بعد أن صار العرب بمثابة خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى، لأعطاء الأسرائيلي غطاءً لشن حرب على حزب الله، لأخراجه من المعادلات الأقليمية والدولية عبر تموضعه وادراكه لأهميته في مفاصل الأستراتيجية الروسية الثابتة بصعود متفاقم في المنطقة، عبر الحدث السوري وتداعياته للوصول الى عالم متعدد الأقطاب، ولخلق حالة من التوازن والردع المتبادل في الشرق الأوسط. تشي كل المؤشرات السياسية والأمنية(والأقتصادية لجهة ثروة الغاز على سواحل المتوسط)، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الأستطلاعي الأقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة الى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات(البلدربيرغ) الأمريكي من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس الاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة، مع ثمة تطلعات لتشكيل محور أمريكي اسرائيلي بعض العرب من دول الأعتلال العربي في مواجهة ايران وهذا ما كشفته بعض وسائل الميديا الأمريكية المقرّبة من مجتمع المخابرات الأمريكي الحذر حتّى اللحظة من رؤى الرئيس ترامب وفريقه. كلّ هذا وذاك كي يصار لأعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والأجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية في الداخل السوري. ... ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع الى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة، كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم اقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية الكيان الصهيوني. هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط، بحيث يعتبر وجود حزب الله واستمراره، بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية، عائق فعلي وكبير لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات محور واشنطن تل أبيب وترسيماته وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة، وحزب الله ريشة رسم واحداث وفعل، لمقاومة تنمو وتنمو شئنا أم أبينا، هكذا تتحدث لغة الميدان لا لغة المكاتب، فلغة الميدان تضع تنميطات وترسيمات خلاّقة، ولمسات فنيّه احترافية مهنية، نقيضة لترسيمات محور الشر والشيطان، على خارطة جديدة للشرق الساخن وقلبه سورية لا تروق لأحد في العالم. لذلك نجد أنّ أطراف تفعيل مفاعيل الصراع الدائر حول ملف حزب الله اللبناني وارتباطاته الشاملة، ان لجهة القناة السورية وتعقيداتها ودخوله العسكري عليها كونه دخل ليبقى وذهب الى الجولان المحتل كي يبقى لبنان أيضاً، وان لجهة القناة الأيرانية وحيوية الملاحة فيها متعانقاً مع اتفاق ايران النووي، حيث الصراع على الأولى(سورية)وفيها كلبنة رئيسية، لأضعاف الثانية(ايران)المستهدفه بالأصل، وللوصول الى تسويات سياسية شاملة معها ليصار الى تفجيرها من الداخل عبر مفاصلها وعبر ثغور الدفرسوار الأرهابية(راجع تحليلنا: الترامبيّة السياسية قد تعجّل بحرب عالمية كهروميغناطيسية ومايك في تركيا وثغور الدفرسوار الأرهابية لتفجير ايران من الداخل). فلم تعد أطراف تفعيل الصراع حول حزب الله، أطراف لبنانية محلية أو اقليمية عربية، من معسكر المتخاذلين والمرتهنين العرب، بقدر ما أصبحت بفعل عوامل عديدة، أطراف دولية عابرة للقارات والحدود، تسعى الى تفعيل مفاعيل الصراع الشامل حوله، حيث الطرف الأميركي المحرّك لجهة التصعيد أحياناً ليفاوض أو لجهة التهدئة ليجني ويقطف على ما فاوض عليه الأطراف الأقليمية والدولية، والفرنسي المأزوم والممحون لجهة عودة العلاقات مع دمشق على الأقل بمستواها الأمني كما أشار بيف بونيه رئيس الأستخبارات الفرنسية الخارجية السابق، والطرف البريطاني المستشار الموثوق للأمريكي وكابح جماح الأخير، بجانب الطرف العبري الصهيوني المتقيّح، مع تراجع الأخير الى طرف فرعي ثانوي، لصالح الأطراف الثلاثة السابقة ولصالح بعض الأطراف العربية وخاصة الطرف السعودي. من جانب آخر: فانّ خطوط العلاقات البريطانية الاثيوبية تتعمّق وتتعاظم بالمعنى المخابراتي لغايات أدوار جديدة ومستحدثة للمخابرات البريطانية الخارجية بتشاركية أمريكية اسرائيلية كاملة في القرن الافريقي، لرصد ومراقبة أدوار الصين وروسيّا وايران وحزب الله، وجلّ القواعد العسكرية على باب المندب وفي أريتريا والصومال وجيبوتي، بعد اجتماعات الرياض حول تأسيس كيان أو منتدى الدول المطلة على البحر الاحمر، هذه اللقاءات بين السير اليكس يونغر مدير الام أي سكس ومدير المخابرات الاثيوبي ديميلاش جبرميكائيل، جاءت تحت عناوين مكافحة الارهاب وداعش في القرن الافريقي، وكذلك تحت عنوان دعم لندن لأصلاحات قانونية وميدانية وتقنية لعمليات اعادة الهيكلة لجهاز المخابرات الاثيوبي المتساوق والمتماهي مع الادوار الاسرائيلية في القرن الافريقي. لكن الهدف الاعمق لهذه اللقاءات على طول خطوط العلاقات البريطانية الاثيوبية المخابراتية هي موضوعة سد النهضة، والعمل على التضييق على مصر وبحث مدى امكانية استخدام مصر للخيار العسكري ضد أثيوبيا، في حالة رفضها لأخذ الاحتياجات المصرية بعين الاعتبار، خاصة مع اصرار مصر على شراء طائرات اليوفال الفرنسية الحربية، التي تقطع مسافات طويلة دون التزود بالوقود والرجوع الى مرابطها في القاهرة.
*كتب:المحامي محمد احمد الروسان*
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت