تزداد درجة التوتر بالمنطقة العربية والاقليم المحيط كلما زادت درجة التوتر بين امريكا وايران ويعتقد الكثيرين ان المنطقة قد تشهد حرب جديدة مدمرة يوما ما , ويعتقد البعض ان هذه الحرب ستكون مركزها الخليج العربي واسرائيل باعتبار تلك الدول هي الحليفة الكبيرة للولايات المتحدة وهي المحيط الجغرافي للتواجد الامريكي بالمنطقة ممثلا بقواعد استراتيجية ومطارات عسكرية ومخازن صواريخ دقيقة بالاضافة للكثير من برامج المراقبة والتجسس التي تعمل ليل نهار لجمع المعلومات حول طبيعة سلاح ايران النووي باعتبارها دولة صاعدة بالمنطقة يخشي الجميع امتلاكها مثل هذا السلاح وخاصة اسرائيل التي تعتقد ان ايران اذا تسلحت باي اسلحة نووية فان زوال اسرائيل عن الخارطة ومسحها بات مسالة وقت , قد يكون هذا بتقديري تخميين مقصود ومبني علي احتمال سلبي لانه في حقيقة امرة احتمال مبني علي استراتيجية اسرئيلية خطيرة تنتهجها اسرائيل منذ فترة وحتي قبل تولي ترامب ادارة البيت الابيض وهي استراتيجية التحريض علي الحرب تلك الحرب التي تريدها اسرئيل بين الولايات المتحدة وايران ولا تشارك هي فيها علنا .
اسرائيل تنبي تلك الاستراتيجية علي اساس خارطة التوازنات بالاقليم فلا يوجد اي خوف من تهديد عربي لاسرائيل ولايوجد اي ادني شك ان العرب يمكن ان يهاجموا اسرائيل يوما من الايام لان هذا الزمن انتهي وهذه النعرات لم تعد موجودة بعدما تمكنت الولايات المتحدوة ومعها اسرائيل من ازاحة وتدمير اكبر قوة عسكرية بالشرق الاوسط وهي العراق وعلقت رئيسه علي المشنقة وبالتالي لم يعد لدي العرب بمجملهم اي قوة عسكرية تخشاها اسرائيل والاكثر من ذلك فان اسرائيل اصبحت حليف قوي لكثير من الدول العربية متزرعة بالتهديد الايراني كعدو مشترك يهدد الجميع في المنطقة . نعم المنطقة الان تطفوا علي الالاف من الصواريخ طويلة المدي ومتوسطة وقصير لكن تبقي هذه الصورايخ سلاح من اجل خارطة التوازنات وقد تستخدم بعضها في مواجهات قصيرة هنا وهناك ليس اكثر بالاضافة الي ان بعض هذه الصواريخ يتم تسليم بعضها لقوي اخري تعمل بالوكالة لايران تضرب بها بعض المواقع الاستراتيجية في السعودية والخليج بهدف ابقاء المنطقة ساخنة ومتوترة .
في خضم تلك المفارقات بات لدينا سؤال مهم واستراتيجي , هل تتعرض اسرائيل لهجوم نووي ..؟ الاجابة يمكن الوصول اليها بالتحليل فاذا كانت اسرائيل لديها نوايا لشن هجوم نووي بالمنطقة حتي ولو كان محدود اعتقد انها ستكون صافرة الخطر التي يخشاها الجميع وخاصة ان اسرائيل التي من المؤكد انها تمتلك اسلحة نووية ليست عادية دون ان يلتفت اليها احد او يطالب احد بتفتيش مفاعلاتها النووية والاغراض التي تستخدم فيها خاصة انها لم تنضم الي معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية ولم توافق حتي الان علي التوقيع علي المعاهدة التي وقعت عليها 191 دولة عدا اربع دول اخري اعضاء بالامم المتحدة منها اسرائيل , لهذا فان اسرائيل لا يمكن باي شكل من الاشكال ان تكون خالية من الاسلحة النووية او حتي الصواريخ حاملة رؤوس نووية وتاكيدا لذلك فقد قال "معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام" في تقرير سنوي للعام 2019 ان اسرائيل تمتلك ما بين 80 الي 90 راس نووي تتكتم عليها وان اسرائيل من بين تسع دول بالعالم لها قدرات نووية مدمرة .وفي تصريح نادر لمدير هيئة "الطاقة الذرية" الإسرائيلية زئيف سنير، سبتمبر/ أيلول 2018، أن بلاده ستطور وتحصّن منشآتها النووية ردا على التهديدات الإيرانية.
. كل تصريحات قادة طهران والسياسين والعسكرين والتي كانت حول محو اسرائيل عن الخارطة اذا شنت اسرائيل هجوما علي طهران استخدمته اسرائيل كمبرر لها بان ايران تهدد بابادة ومحو اسرائيل وهذا قد يتم باستخدام اسلحة غير تقليدية اي اسلحة دمار شامل وهذا يعتبر من الاخطاء التي ترتكبها قيادة طهران العسكرية والسياسية خاصة ان تهديداتهم اخذتها اسرائيل علي محمل الجد وخدمت هذه التهديدات اسرائيل كثيراً . مهما بالغت اسرائيل في التهديدات النووية الايرانية لها فان الامر لن يصل بالمطلق الي قيام ايران بتنفيذ اي هجوم نووي علي اسرائيل لان كل الدلائل تشير الي غير ذلك ولم يتأكد بعد امتلاك ايران اسلحة نووية بعد . نعم ايران لها مطامع بالخليج العربي وتهدد السعودية و توعز لحلفائها بضرب محطات التكرير بصواريخ سكود بل ومطارت المملكة ومكة المكرمة لكنها لن تتجرأ علي شن حرب شاملة بنفسها لان قواعد التوتر بين ايران ودول الخليج لها حدود وسقف عالي وادني . بالمقابل لا اعتقد ان تتعرض اسرائيل يوما ما لهجوم نووي قبل ان تبادر هي بذلك وهذا ايضا مستبعد لان اسرائيل لا تستطيع فعل ذلك تحت اي ظرف كان لانها تعرف ان مدنها ستصبح تحت التهديد وتعرف ان قدراتها علي مواجهة هجوم نووي محدودة وبالتالي لن تبادر الي ذلك . ومن يعتقد ان اسرائيل يوما من الايام ستتعرض لهجوم نووي فانه مخطئ ,نعم اسرائيل تحرض علي ايران وايران تعادي اسرائيل لكن الازمة الاخيرة بين ايران والولايات المتحدة كان لها تبيان مهم جداً في نوع العداء بين تلك الدول انه عداء محدود اقرب للتلاشي منه للاستمرار طويلا وبالتالي للتطور وهذا يعني ان هناك خطوط افتراضية لدرجة التوتر بين البلدين ولن تقحم اسرائيل نفسها في ذلك ولا ترغب ايضا ان تكون هي المبادرة لكسر تلك الخطوط تحت اي ظرف كان ..
د.هاني العقاد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت