برْدٌ مجنون يسكن حجرتي منذ زمن، وفي الليل الطويل لا يدفّئني أي شيءٍ سوى انفاسكِ؛ التي تجعلني انام مسروراً من هواء ساخن يلفح وجهي المستريح من تعب الزمن.. فكيف سأتدفأ هنا في حجرة مسكونة برطوبة باردة منذ زمن، وجدرانها باردة ولون حيطانها بدأ يهرب من برْد مجنون يحيطني منذ أن وجدتُ نفسي هنا بلا اي دفءٍ.. فانفاسكِ هي التي تجعلني اشعر في هذا الليل الطويل بدفء سحري يدخل عظامي، التي بدأت تهرم من تعب الزمن.. فتعالي ضمّيني وانفثي انفاسكِ الساخنة على شفتي المرتجفتين من برْد قارص يسكن عقلي منذ دهر من زمن غريب.. فما اروع انفاسكِ النّفّاثة؛ التي تشبه محرّك طائرة بهواء ساخن يدفع الهواء البارد إلى كل الجهات.. فقط انفاسك تجعلني انام بلا وجع الزمن؛ فلا تتركيني في هذا الليل الطويل بلا انفاسك الساخنة التي تريّح ألمي من برد سمج..
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت