الفنان التشكيلي السوري نذير نبعة ... وشعار فتح

بقلم: علي بدوان

علي بدوان

نذير نبعة


 

كثيرون منّا، يعرفون، ومنهم لا يعرفون، الفنان التشكيلي السوري، الدمشقي، المزاوي، نذير نبعة، حيث يرتفع اسمه على واجهة ثانوية المتفوقين الثانية في منطقة الفيلات الشرقية، بحي المزة بدمشق.

نذير نبعة، معروف، وذاع صيته في عالم الفن التشكيلي العربي، لكن صيته الفلسطيني الفتحاوي، بقي في طي التداول العادي والبسيط لأسبابٍ مختلفة، بالرغم من غلبة زيتون فلسطين عنده، وتعانق اوراق هذه الشجرة الفلسطينية المباركة مع زهور الياسمين الدمشقي، فعاش الفنان التشكيلي السوري نذير نبعة وسط الشام، دون أن يعرف الكثيرون أنه سوري بل ومقدسي في اصوله، وفتحاوي في خياراته وانتمائه السياسي. فقد عمل طويلاً في حركة فتح، وكان مُصمم شعار الحركة الذي بات جزءاً من تاريخ الكفاح الوطني الفلسطيني المعاصر، فضلاً عن انتاجه لمئات الملصقات الفلسطينية منذ أواخر ستينيات القرن المنصرم، وخاصة منها ماكان مرسوماً بقلم الفحم، وقد جعلته تلك الإنتاجات الإبداعية من الفنانين الاستثنائيين الذين شقوا الطريق امام ابداعات الملصق الوطني السياسي وصناعته، ليس في الساحة الفلسطينية بل في الساحة العربية عموماً، التي لم تكن لثقافة الملصق أي حضور او شأن عندها، لذلك يعتبر الفنان التشكيلي نذير نبعة من مؤسسي الحداثة في التشكيل الفني السوري والعربي عموماً. فضلاً عن كونه صاحب الدور البارز في تعليم الكثير من الفنانين تجربة اللون والبصر والتشكيل. فقد كان مدرساً في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق.

كانت حلقات النقاش، التي كانت تضم مجموعة من الفنان التشكيليين والمهتمين، من بصماته، التي حاول من خلالها تنمية المواهب، كما في تنمية الحس النقدي عند المتابعين وعامة الجمهور، وقد شاركت ببعض منها، وتركزت تلك الحلقات في منزلٍ بشارع العابد وسط دمشق، وفي منتدى الصحفيين في منطقة العفيف بدمشق أيضاً. وكان من روادها المرحوم الفنان التشكيلي الفلسطيني اليافاوي مصطفى الحلاج، والناقد الفلسطيني الصفدي المرحوم خليل صفية ... ولاننسى اطلالات واهتمامات الفنان التشكيلي الفلسطيني اليافاوي ايضاً عبد الرحمن مرضعة، والفنان التشكيلي عبد المعطي أبو زيد رئيس فرع سوريا للإتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطيني ...الخ.

رحل الفنان التشكيلي نذير نبعة (1938-2016)، بعد مشوارٍ طويلٍ من العطاء، ومن الإلتزام بقضية فلسطين وقربه من حركة فتح والساحة الفلسطينية التي اغناها بانتاجه الثقافي، ثقافة الملصق التي بمثابة بيانٍ فصيح، يُلخص الموقف الوطني والسياسي، ومعطيات كل مرحلة يتم انتاجه خلالها، وبعدما ما ظل يتغزّل بدمشق حتى ودّعها في رحلته الأبدية، فله الرحمة من رب العالمين.

بقلم علي بدوان

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت