تحشد (اسرائيل) فى هذا الوقت من كل عام، كل أشرار العالم لاحياء ذكرى ما يسمونه بالهولوكوست، تستهدف منه انتزاع مزيد من الشرعية والاعتراف بكيانها الباطل، ومزيد من التغطية على ما ترتكبه من جرائم حرب وابادة، ومزيد من الدعم والحماية والمباركة لابتلاعها مزيد من الارض الفلسطينية كل يوم.
***
· أسقطت الحرب العالمية الثانية ما يقرب من 50 مليون ضحية، ولكن الحركة الصهيونية لم تتوقف سوى امام ضحايا الحرب من اليهود الذين لم يتعد عددهم فى اكثر الادعاءات تضخيما وتهافتا 6 مليون يهودى، حيث قاموا بتأميم واحتكار فظائع الحرب لصالح مشروعهم، فى عنصرية صهيونية غير مسبوقة تجاه باقى شعوب العالم.
· ولم يكتفوا بذلك، بل اعتبروا ان التعويض الغربى الوحيد المقبول لديهم، هو بإعطائهم فلسطين، ليصبح المشهد كما يلى: نظام المانى عنصرى يقتل مواطنيه من اليهود الالمان، فيكون العقاب للشعب العربى فى فلسطين الذى لا ناقة له ولا جمل فى جرائم النازية.
· ان ما ورد فى هذا الشان فى بيان اعلان ما يسمى بدولة (اسرائيل) هو من أكبر وأخطر جرائم الكذب والتضليل التى شهدها العالم عبر تاريخه الطويل حيث ورد بالنص ما يلى ((وكانت النكبة التي حلت مؤخرًا بالشعب اليهودي وأدت إلى إبادة ملايين اليهود في أوروبا دلالة واضحة أخرى على الضرورة الملحة لحل مشكلة تشرده عن طريق إقامة الدولة اليهودية في أرض إسرائيل من جديد))
· هذا بالاضافة الى ما اصبح ثابتا اليوم بموجب العديد من الوثائق والدراسات، من تعاون مشترك بين هتلر وقادة الحركة الصهيونية، من اجل تهجير اليهود الالمان الى فلسطين، كل بحسب دوافعه؛ النازيون يكرهون اليهود ويريدونهم خارج المانيا، والمنظمات الصهيونية يريدونهم ايضا خارج المانيا وبالتحديد فى فلسطين، فلماذا لا ينسقون ويتعاونون؟
· ومهما كانت بشاعة ما حدث فى الهولوكوست بل وفى الحرب العالمية الثانية كلها، فانه من غير المقبول ان يتحول الى ذريعة للاستيلاء على اراضى الغير، ولا أن يرقى الى ما أعقبه وترتب عليه من جرائم حرب وابادة لانتزاع ارض فلسطين من شعبها، بالقتل والعدوان والمذابح والتهجير والفصل العنصرى والتجويع والحصار والاستيطان، وحرمان عشرات الملايين من الأجيال المتعاقبة من وطنهم، وتهديد وجود وامن وسلامة امة باكملها.
· اننا نؤكد انه لا يوجد اى حقيقة او منطق او اسس علمية أو سوابق تاريخية لما قامت به الحركة الصهيونية وعقيدتها من تحويل الدين اليهودى الى وطن وقومية، ولا شرعية من قريب او بعيد للكيان الصهيونى الذى يسمى باسرائيل، الذى يعطى لنفسه الحق فى تمثيل كل يهود العالم، واحتكار الكلام باسمهم، ولا حق او مصداقية فيما تقوم به (اسرائيل) من ادعاء باطل بحقوق الملكية الدينية والقومية والتاريخية للهولوكوست والتصدى لاحياء ذكراه، ولا يمكن ان يكونوا اصدقاء او حلفاء لنا، كل تلك الدول وأولئك الزعماء الذين يشاركون فى احياء (اسرائيل) لمسرحية احياء ذكرى الهولوكوست على ارض فلسطين المحتلة، أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا واسبانيا وبلجيكا وهولندا وغيرهم.
· ان بعض التصريحات الرسمية العربية الاخيرة التى خرجت للتضامن مع ما يسمى بالهولوكوست بدون ذكر كلمة واحدة عن احتلال فلسطين، لا تمثل الشعوب العربية ولا تعبر عنها، وانما تأتى فى اطار موجة التطبيع الاجرامية التى ضربت المنطقة فى الفترة الأخيرة، بقيادة ممالك وامارات الخليج، كقرابين اضافية تقدمها للولايات المتحدة نظير حماية عروشها، ناهيك على انها صادرة من حكام وانظمة تحكم شعوبها بالحديد والنار على نهج النازية والصهيونية.
· أما عن حالة الرعب والخضوع التى انتابت الأنظمة العربية الأخرى، من توجيه اى نقد للروايات الصهيونية، تحت ضغوط الارهاب الامريكى والاوروبى، فلا يجب ان تنتقل عدواها على أى وجه من الوجوه الى الشعوب العربية.
· ان الصمت العربى هو هزيمة واستسلام وانسحاب كامل من الساحة الدولية وتركها للدعايات الصهيونية لكى تنفرد بالراى العام العالمى لترويج ادعاءاتها واكاذيبها التى تنتهى.
· كما ان الالتزام بالصمت او بالسلبية تجاه مثل هذه القضايا، يخلق منطقة فراغ خطيرة لدى الراى والوعي العام العربى، تجعله فريسة للاكاذيب الصهيونية.
***
علينا الاشتباك بلا كلل او ملل وعلى الدوام مع كل ما يروج له العدو من اكاذيب وادعاءات ودعايات وحملات.
محمد سيف الدولة
*****
القاهرة فى 27 يناير 2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت