الحاحُ زوجة..

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين

 تعطلّت سيارته فجأة، بينما كان يسير برفقة زوجته، التي ألحّت عليه ذات مساء للخروج بنزهة، فركبا سيارته القديمة، التي اشتراها قبل عقود ولّت، وسارا لمسافات في طريق صحراوية قبل أن تغيب الشمس، لكنّ عطلا أصاب السيارة فجأة، وجعل الزّوج يشتمُ بغضب، فقال لها : أمسرورة الآن، وراح يتفقّد السيارة، إلا أنه عجِزَ عن اكتشافِ الخلل، وراح يسير في الصحراء، ويدخن سيجارة تلو سيجارة، فلحقته زوجته، وراحت تلعب بخاتم كان أهداه لها زوجها في مناسبة ما، ولكنها أضاعتْ الخاتم فجأة بينما كانتْ تلعب به، وقالت له: لا تغضب، لقد أضعت الخاتم للتو في الرّمل، فصرخ في وجهها، وقال لها: أنتِ ترين العتمة ها هي تخيم هنا، فكيف سنجد الخاتم الآن؟ وراح يشعل ولاعته، التي انتهى الغاز منها من كثرة ما أشعلها لدقائق دون أنْ يجد الخاتم، فقال لها: الحاحكِ على الخروج للتنزه سبّب لنا المشاكل في هذه الصحراء الباردة، فهل سررتِ الآن؟
فلا يوجد هنا أحد وحتى الهاتف الذكي نفدتْ بطاريته، وأنتِ نسيتِ هاتفك في البيت، فكيف سندبّر أمرنا الآن؟ فتعالي نحاول أيقافَ سيارة لعلّ وعسى أن تتوقف سيارة ما لقلني إلى البيت، لكن كما ترين حتى السيارات لا تمرّ من هنا إلا نادرا، فقالت له: أعذرني، أحبُّ شمّ الهواء النقيّ، فقال لها الحاحكِ، الذي صدّع رأسي جعلني مرغما أن أخرج في هذا الجو الربيعي، الله يسامحكِ على إلحاحك، وسارا سوية على الرصيف، وراح يلوّح للسياراتِ، لكي تتوقف، ولكن لسوء حظهما لم تتوقف أي سيارة، وبقيا يسيران مشيا على أقدامهم لساعات، حتى وصلا إلى البيت منهكين، فقال لها أسررتِ من هذه النزهة، لقد تعطلّتْ السيارة، وأضعتِ خاتمكِ من هذه النزهة، فأرجوكِ لا تلحّي عليّ مرة أخرى، فمن إلحاحكِ أراني مضطربا وعصبيا، فلا تفكري مرة أخرى ترديد عبارة هيا نخرج في نزهة ما...

 

عطا الله شاهين

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت