إلغاء أوسلو .. إلغاء أوسلو ..

بقلم: رائد موسى

رائد موسى

كل ما دق الكوز بالجرة خرج علينا قيادات من مختلف الفصائل بشعار إلغاء اتفاق أوسلو !! المشكلة ان معظم القادة في فصائلنا يفتقرون للخبرة القانونية في وزن وتقييم الأمور ويعتمدون على الفهلوة السياسية القائمة على الخطاب الشعبوي او المنقادة للإعلام الخبيث .. إتفاق أوسلو يمثل أقوى وثيقة قانونية دولية نمتلكها في حفظ حقوقنا السياسية الوطنية .. فاتفاق اوسلو يضمن بان الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة جغرافية واحدة تحت ولاية السلطة الفلسطينية ما عدا المستوطنات يتم حل قضيتها بالتفاوض والقدس الشرقية لسلطة الفلسطينية ولاية سياسية عليها الى حين حل قضية حدودها بالتفاوض مع ترسيم كل حدود الاراضي الفلسطينية، وقضية اللاجئين تحتاج الى حل عادل ..
لماذا اتفاق اوسلو هو الوثيقة الأقوى ؟ لدينا العديد من القرارات الدولية التي تحفظ حقوقنا السياسية (الحق في تقرير المصير، القدس ارض فلسطينية محتلة، حق اللاجئين في العودة، الضفة وغزة كلها اراضي محتلة ...الخ) .. صحيح ان كل تلك القرارات تمثل وثائق قانونية تحفظ حقوقنا ولكن اتفاق اوسلو يتميز عنها بانه يمثل وثيقة ثنائية (اسرائيلية - فلسطينية) تقر فيها اسرائيل بمحض ارادتها وبمصادقة الكنيست لديها بالحقوق الفلسطينية .. اما نحن في اتفاق اوسلو فبماذا نقر ؟ ما هو الشيء الخطير الذي قدمناه حتى نلغيها ؟؟ وقف العمل المسلح ؟؟
بأوسلو او بدونها العمل المسلح لا يناسب ظروفنا ورغم ذلك استخدمناه عندما اعتقدنا بضرورته وكانت النتيجة انه بالفعل ليس ملعبنا المفضل ولا يناسبنا بل ملعب اسرائيل المفضل .. الاعتراف باسرائيل ؟؟ لقد اعترفنا باسرائيل قبل اوسلو فقبولنا بالقرار 242 والذي على اساسه وقرارات اخرى اعلنا قيام دولة فلسطين عام 1988، الغاء اوسلو لا يلغي اعترافنا باسرائيل .
والاعتراف في اوسلو هو اعتراف متبادل يعني الاعتراف الاسرائيلي بمنظمة التحرير ممثل شرعي عن الشعب الفلسطيني يحصن حقوقنا السياسية على ارضنا الفلسطينية (67) التي اقرت اسرائيل في اوسلو بانها تحت ولاية منظمة التحرير .. فالغاء الاعتراف المتبادل لن يضعف احد غيرنا . وللعلم المحاكم الدولية (محكمة العدل، المحكمة الجنائية الدولية، ..)
عندما نظروا في القضايا المتعلقة بحقوقنا اول وثيقة استندوا عليها لإثبات الحقوق كانت وثيقة اتفاق اوسلو فكما اسلفت اذا كان هناك جدل حول القرارات الدولية ومدى الزاميتها فأوسلو هو اقرار اسرائيلي واضح بمحض الارادة الاسرائيلية ومصادق عليه من الكنيست بالحقوق الفلسطينية .. لذلك الغاء اوسلو هو قفزة ليست بالهواء انما قفزة في الهاوية ..
رائد موسى

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت