اختتم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، ووفد قيادة الحركة المرافق له زيارته لدولة ماليزيا.
وكان هنية ووفد الحركة قد وصل إلى العاصمة كوالالمبور الثلاثاء الماضي 21 يناير، والتقى عددًا من القادة والمسؤولين هناك، على رأسهم رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد.
وأجرى رئيس الحركة خلال زيارته لقاءات مع مختلف المكونات الماليزية في مختلف المستويات الرسمية والبرلمانية والحزبية ومؤسسات المجتمع المدني، ومن أهمها اللقاء مع نائب رئيس الوزراء الماليزي وان عزيزة إسماعيل، ووزير الداخلية محيي الدين ياسين، ووزير شؤون العاصمة الماليزية خالد صمد، عدا عن لقائه رئيس البرلمان الماليزي محمد عارف بن يوسف.
وعلى صعيد الأحزاب السياسية الماليزية التقى عددًا من رؤساء الأحزاب، وهم: رئيس الحزب الإسلامي الماليزي الشيخ عبد الهادي أوانج، ورئيس الحزب القومي المالاوي "أمنو" زاهد حميدي، ورئيس الحزب القومي المالاوي "أمانة" محمد سابو ونائبه، ورئيس حزب العدالة أنور إبراهيم، ومخريز مهاتير نائب رئيس حزب "وحدة أبناء الأرض" الماليزي "برساتو"، كما التقى ممثلي مؤسسات المجتمع المدني الماليزي.
وركز رئيس الحركة خلال لقاءاته على خطورة صفقة القرن ورفضها، وضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية لإجهاضها كونها تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والنيل من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، داعيًا إلى رفضها وإفشالها.
كما استعرض هنية الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها الفلسطينيون في مختلف أماكن وجودهم، في الضفة وقطاع غزة، خاصة في ظل الحصار الخانق والتضييق الذي يمارسه الاحتلال ضدهم، وكذلك أوضاع اللاجئين في مخيمات اللجوء وضرورة تلبية احتياجاتهم الإنسانية وصولًا إلى تطبيق حقهم بالعودة.
وأشاد رئيس الحركة بالعلاقة مع ماليزيا بكل مكوناتها، والتي تعكس عمق الانتماء والأخوة التي لمسها خلالها اللقاءات المتعددة التي أجراها، والتي تأتي في سياق جهوده السياسية لدعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني، وإجهاض محاولات الالتفاف على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
وقد ضم وفد قيادة الحركة كلًا من ماهر صلاح رئيس الحركة في إقليم الخارج، وأعضاء المكتب السياسي نزار عوض الله، وعزت الرشق، وزاهر جبارين.
وقد أكدت القيادة الماليزية ومكونات المجتمع الماليزي وقوفهم الثابت إلى جانب الحق الفلسطيني، ودعمهم لصمود الفلسطينيين، ورفضهم الانتقاص من حقوقهم العادلة.
وكان قد هاتف هنية، يوم الإثنين، الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك، حيث عبر عن تضامنه معه في أعقاب القرار الإسرائيلي بمنعه من دخول المسجد الأقصى.
وأكد هنية رفض هذا القرار، واعتبره انتهاكا جديدا بحق المسجد المبارك وحرية العبادة وحقوق الفلسطينيين.
وقال رئيس الحركة إن "منع الاحتلال للشيخ عكرمة صبري يندرج في محاولاته منع أي ثورة أو غضب لشعبنا في المدينة المقدسة، وتفريغها من سكانها وأهلها ومحاولة تهويدها، وهو ما لن يمرره شعبنا."
وشدد على أن" صفقة القرن والتي تتضمن القضايا الأساسية، سواء القدس أو الأرض أو اللاجئون، معركة سنخوضها وسيكتب فيها النصر لشعبنا بإذن الله."
وشرح هنية خلال الاتصال "ما قام به من اتصالات ولقاءات من أجل قضية القدس، ورفضا لأي مس بحقوق شعبنا وأمتنا في المدينة المقدسة أو المسجد المبارك، وخاصة في إطار ما يسمى بصفقة القرن."
ونقل للشيخ عكرمة صبري "المواقف الأصيلة" التي استمع إليها خلال لقاءاته الخارجية ومشاعر الأمة الفياضة تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأكد هنية أنه "سيواصل جهوده السياسية في إطار التحشيد ضد هذه الصفقة، ولتحقيق الدعم بأشكاله كافة لإنقاذ المسجد الأقصى والمدينة المباركة، وتوفير عناصر الصمود لأهلنا وشعبنا فيها، والعمل للحيلولة دون المساس بحقوق شعبنا الثابتة."
كما هاتف هنية عبد الحميد أبو رميلة، والد الطفل قيس أبو رميلة الذي توفي في مدينة القدس المحتلة إثر سقوطه في حفرة مياه.
وقدم هنية التعازي بوفاة الطفل، وأكد "تضامنه معه وأهلنا في مدينة القدس المحتلة، وحيا صمودهم رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها في ظل الاحتلال الصهيوني وقراراته العنصرية الظالمة."
وأشاد هنية "بهبة جماهير شعبنا الذين خرجوا بالمئات للبحث عن الطفل، بما يعبر عن حقيقة التضامن الأخوي بين أهلنا في مدينة القدس، وحرصهم على بعضهم بعضًا، ووقفتهم المقدامة التي تعكس حقيقة الأصالة الفلسطينية."
وأكد رئيس الحركة أن "القدس وأهلها حاضرون دومًا على طاولة قيادة حركة حماس، وفي كل اللقاءات السياسية التي يجريها مع القادة والمسؤولين في المنطقة."