حين يفقد العاشقُ عاشقته يظل يتذكرها، لكن لا يمكن استرجاعها الا اذا حلِم بها، وهذا ما يحصل معي؛ عندما ارغب العودة إلى رؤية إمراة احببتها ذات زمن ؛ ورحلت إلى سمائها، أنام على مخدّة تفوح منها رائحة إمراة تركتني رغما عنها، وسرقها الموت لتذهب الى حياة أخرى، وعندما يأتني الحُلم اراها كما هي قبل رحيلها .. تتحدث معي في الحُلم، واراني استرجعها لفترة من الزمن، لكنها تعود أخرى إلى سمائها، وتقول: ستراني في حلم آخر؛ ستسترجعني مرة أخرى في حلم قريب قادم ..استيقظ من نومي وأقول: هل كانت هنا قبل لحظات؟ لا اصدق، فهل رائحة جسدها تجعلني اتوق لاسترجاعها لنعيش ماضينا الجميل؛ الذي ولّى في لمحة بصر.. فحين اسير في عتمة الحلم اراني اغوص في وعاء الحلم الدائري؛ ولا يمكنني الخروج منه دون أن تتركني تلك المرأة قبل ان تعود الى حياتها الجديدة واراني أعود إلى حيزي بين جدران صامتة .. اقول كيف لي أن استرجعها بلا حلم ؟ الاجابة تكمن في انتظار موْتي حتى اذهب إلى سمائها للقاء أخير معها ، اما استرجاعها في الحُلْم فيبدو بأنها طريقة مؤقتة في استرجاعها..
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت