كيف نبطل صفقة القرن

بقلم: خالد معالي

خالد معالي

 تدرك كافة القوى الفلسطينية ان القوة – في عالم اليوم- لها الكلمة العليا، وليس الحق والعدل وقرارات الامم المتحدة، اذن لماذا الاصرار على تشتيت القوى وديمومة الضعف، خاصة مع الاعلان عن صفقة القرن المعروفة اصلا في ظل الضعف العربي والفلسطيني والاسلامي المهين والمخجل.

ترمب ليس احمق أو اهوج، او جاهل بقراراته، واصلا القرارات لا يتخذها بشخصه بل ادارة امريكية متكاملة، ومعها معاهد ابحاث وخبراء استراتيجيين، فهو مهد لصفقة القرن بنقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة للكيان، والاعلان عن ان الاستيطان شرعي ولا مشكلة فيه.

ما دامت القوة هي الفيصل، أليس الاجدر ان يقوم الفلسطينيون بحشدها والاعداد بالمزيد منها، عبر ترك اي فعل او اتفاقية او اي عمل يقلل او يضعف قوى الشعب الفلسطيني!؟ اليس الفرقة والانقسام وهدر الطاقات الخلاقة تضعف الحالة الفلسطينية؟!

ما اغرى " ترمب" بالاعلان عن صفقة القرن هي عوامل داخلية وخارجية، لكن اهمها معرفته المسبقة انه لا ولن يحصل ما لا تحمد عقباه من قبل المعنيين الذين لا فعل لهم على الارض ومجرد بعض من بيانات الشجب والاستنكار وبعض المسيرات المؤقتة.

الرئيس الفلسطيني هدد قبل ايام وقال:" جميع علاقاتنا المكتوبة والمتفق عليها، بيننا وبين" إسرائيل" وأمريكا ستكون لاغية، وسنعمل كلنا ونعد انفسنا من الآن من أجل هذه اللحظة، لأنه لا يمكن أن نتحمل أن يضموا الأرض ويقضموها قطعة قطعة ونحن نتفرج"، فكيف الان بالاعلان عن قضمها دفعة واحدة؟َ!

قياسا على ما سبق من مواقف فلسطينية فانه يستبعد الغاء الاتفاقيات مع الاحتلال وامريكا لان هذا الامر له  ثمنه، والاحتلال يريد من الفلسطينيين السكوت عن احتلال ارضهم في سابقة لم تحصل عبر التاريخ.

الاعلان عن الغاء "اوسلو" والغاء اي عمل لا يقرب من الهدف الرئيس والنهائي وهو كنس الاحتلال، بات ضرورة ملحة، ولا وقت للمناكفات والتهرب، والتراجع للخلف، والا اكلنا يوم اكل الثور الابيض.

لا "نتنياهو" ولا "ترمب" يستطيعان ان يوقفا حركة التاريخ، وكل ما يقومان به هو اطالة عمر احتلال قربت نهايته ويدركان ذلك؟، ولكن المكابرة والعناد والاصرار على الغي والظلم كان سبيل الظلمة عبر التاريخ، وديدنهم.

منطقيا على الفلسطينيين ان ينهيا كل عمل وتفاصيل هنا وهناك لا تساهم في التحرير، او ليست ذات قيمة ولا تصب في هدف التحرير، وثبت فشلها، فالاصل عدم التركيز عليها، لان التركيز دائما لشعب واقع تحت احتلال يجب ان يكون نحو التناقض الرئيس.

من الامور الفارقة ان استعجال "ترمب" بالاعلان عن صفقة القرن، يكشف سريعا ويعري انظمة عربية متخاذلة او متعاونة، كما انه ازال الغشاوة عن بصر وقلوب من كان يظن يوما ان "اوسلو" كان يمكن لها ان تحرر شعبا وتبني دولة.

اذن ما الحل بعد اعلان الصفقة، الحل بسيبط للغاية، وهو استقاء العبر من تجارب الشعوب الاخرى التي جرى احتلالها ومن ثم تحررت، وزيادة القوة عبر وحدة وطنية وبرنامج وطني مقاوم  موحد، وترك ما ثبت فشله، فالوطن يظل فتح وحماس وكل القوى، والعمل ضمن بوتقة واحدة يعجل دحر الاحتلال وكنسه لمزابل التاريخ، فهل يفعلها قادة الشعب هذه المرة ولا يفواتوا الفرصة؟! نأمل ذلك.

د. خالد معالي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت