قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسططينية، إنه من غير المقبول الاختباء وراء مواقف وبيانات وصيغ فضفاضة مبهمة كبوابة للهروب من استحقاق مواجهة المؤامرة الأميركية- الإسرائيلية والمعروفة بـ"صفقة القرن"، التي كشفت تفاصيلها أمس.
وأكدت الوزارة في بيان لها، يوم الأربعاء، أن العالم أصبح بجميع أطيافه ومكوناته أمام الحقيقة المرة التي طالما حذرت القيادة الفلسطينية منها مرارا وتكرارا، وبادرت إلى وضع المجتمع الدولي وقادة الدول في صورة نتائجها وتداعياتها وعواقبها الخطيرة ليس فقط على القضية الفلسطينية، إنما على النظام العالمي برمته.
وأوضحت أن المنطق الأميركي- الإسرائيلي الذي تعتمد عليه "صفقة القرن" المشؤومة يقوم على استبدال القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الناظمة بين الدول بشريعة الغاب وسلطة القوة وجبروتها ومنطقها، أي أنه لا توجد أي دولة محمية من التغول الأميركي على مؤسسات النظام العالمي وقوانينه ومرتكزاته.
ولفتت الوزارة إلى أن "مجرد تعميم مبدأ "فوضى القوة" الذي تروج له "صفقة ترمب" كمبدأ يتحكم بالعلاقات الدولية سيصبح عاما، وتطال أبعاده وتداعياته جميع الدول دون استثناء، وهو ما يجعل أي دولة تمتلك القوة الكافية قادرة على الاعتداء، والضم، وفرض السيطرة بالقوة على دول الجوار، في عودة غير محمودة لمرحلة الاستعمار الكولونيالي القديم."
وقالت: "لا عجب مع هذه الحالة أن تتخذ عديد الشعوب الإجراءات والخطوات التي ترتئيها مناسبة للدفاع عن حقها ووجودها وكينونتها أمام هذا التنمر والجبروت الطاغي، ما سيؤدي بالضرورة إلى ضرب مبدأ حل الصراعات والنزاعات بالطرق السلمية، ويقلص هامش المفاوضات بين الدول، ويؤدي لخلق بيئة مناسبة لنمو التطرف والعنف والكراهية إن لم يكن الإرهاب، متسائلة أين المجتمع الدولي ودوله من هذه الحقيقة المؤلمة؟".
وأضافت الوزارة، "السؤال الذي يطرح نفسه أين يقف الأشقاء العرب من هذه الحقيقة؟" خاصة وقد صدرت بعض البيانات التي تنظر بإيجابية لهذه الصفقة التي تقضي على حلم وآمال شعبنا.
واعتبرت ان إصدار البيانات والمواقف عن دول عربية شقيقة أمر مستغرب، مضيفة أن أملنا يبقى معقودا على موقف عربي موحد يعبر عن التضامن العربي مع شعبنا وحقوقه كمسؤولية جماعية تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب الأولى، وإسناده ودعمه في تصديه لمؤامرة القرن، وذلك في الاجتماع المرتقب في الجامعة العربية السبت المقبل.
وتابعت: "شعبنا متمسك بأرضه وحقوقه، وبعد مرور أكثر من سبعين عاما على النكبة، يخطئ من يعتقد أن التغول والهيمنة وفرض المواقف بقوة أميركا وإسرائيل دائمة، أو أن شعبنا سيقبل بهذه المهانة والذل، وهدر الكرامة وحقوقه الوطنية، الآن وبعد آلاف السنين."