نظرة سريعة على ثورات الشعوب

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين

 أحاول عبر هذه النظرة السريعة عن ثورات الشعوب العودة إلى أهمية الثورات في العالم، وأن ثورات الشعوب عبر التاريخ لا تهبّ هكذا للترفيه أو أن شعبا ما جنّ من لا شيء، ويريد أن يثور بلا معنى أو هدف، والثورات، التي حدثت في القرن الماضي وستظل الشعوب تشهد ثورات في المستقبل، ويمكن أن تكون تلك الثورات ناجحة أو فاشلة، وهذا يعتمد على قوة تأثيرها المعنوي والنفسي للثائرين، فالكل يعلم ثورات عام 1848، التي حدثت في أوروبا لإنهاء الحكم الاقطاعي في دول أوروبية عديدة عانت من عبودية، وهناك الثورة الكوبية التي استطاع فيها فيدل كاسترو الانتصار على حكم باتيستا بلا شك هناك أسباب كثيرة تؤدي لقيام الثورات منها عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية ولعل أشهر الثورات هي الثورة الفرنسية في عام 1789 والتي تعتبر أم الثورات في العصر الحديث، وحطمت المجتمع الاقطاعي الذي ساد أنذاك، والكل لا ينسى ثورة فلسطين الكبرى في عام 1936 ولغاية عام 1939 وهناك أشكال للثورة فمنها الثورة المسلحة والثوة السلمية والتي يرى بأنها أنجع الثورات لا سيما ما نراه من حرك جماهيري في دول أمريكا اللاتينية ودول عربية عدة فأول الثورات كانت في عام 2280 فبل الميلاد حينما تمرد المصريون على ملكهم بيبي بعدما تدهورت حياة المجتمع المصري هنا أبين بعض الأمثلة لا للحصر من ثورات حصلت، وهناك الكثير من الثورات، التي لا يتسع هذا المقال لسردها..
ما من شك بأن ثورة الفلسطينيين كانت وما زالت أشهر الثورات في العالم، لأن الفلسطينيين ما زالوا يرزحون تحت الاحتلال الإسرائيلي، ورغم إبرام أول اتفاقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي عرفت باتفاقية المبادئ أوسلو، لإعطاء الفلسطينيين دولة بعد إنتهاء المرحلة الانتقالية التي انتهت عام 1999، إلا إسرائيل ظلت تماطل وتتهرب من التزاماتها ما أدى إلى انتفاضة الأقصى بعدما رفض الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات عن التنازل عن الثوابت الوطنية، واندلعت الانتفاضة حينها في عام 2000، وما زال شعبنا يثور للحصول على دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على الرغم ما أعلن يوم أمس عن الشق السياسي لصفقة القرن، التي يرفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلا، فالثورات لا تموت ما دامت لم تحقق أهدافها للشعب، فأي شعب في العالم يثور إنما يثور لهدف ما، وهذا ما نراه من ثورات الشعوب، التي تصرّ عبر ديمومتها الوصول إلى أهدافها ...

 عطا الله شاهين

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت