قالت المنصة الدولية لمنظمات المجتمع المدني الفلسطيني أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته المتعلقة بالأراضي الفلسطينية والتي باتت تعرف باسم "صفقة القرن" هو بمثابة تجاوز لكل الخطوط الحمراء المتعارف عليها والتي كانت تستند إلى القرارات الدولية التي كفلت العديد من الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.

وأكدت المنصة في بيان لها على أن إعلان الإدارة الأمريكية ببسط السلطات الإسرائيلية سيطرتها على منطقة غور الأردن وجزء من الضفة الغربية واعتبار القدس عاصمة "لإسرائيل" أمر خطير ولا يمكن السكوت عنه من قبل المجتمع الدولي لا سيما وأن هذا الإعلان يتعارض مع نصوص الاتفاقيات والقرارات الدولية ومنها حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واعتبار مدينة القدس معلم ثقافي دولي يجب حمايته ويرفض كل التدخلات الإسرائيلية لتغير ذلك المعلم ، بالإضافة لقرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي نص على السماح للاجئين بالعودة إلى أراضيهم وحماية الأماكن المقدسة كمدينة القدس.

وأشارت المنصة إلى أن الإعلان الأخير الذي جاء على لسان الرئيس الأمريكي خلال مؤتمره أمس يُفهم منه تعمد الإدارة الأمريكية مخالفة القانون الدولي الناظم لحقوق الشعب الفلسطيني دون أي اعتبار للإجماع الدولي على تلك القرارات، ومؤكدة في نفس الوقت على أن المجتمع الدولي ومن قبله الهيئة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن أمام إختبار حقيقي لحماية نصوص تلك الإتفاقيات من الإنتهاك.

من جانب آخر أكدت المنصة الدولية أنه يتعين على المؤسسات الحقوقية الدولية والعاملة في الأراضي الفلسطينية البدء بالتحرك الفوري وعبر عدة خطوات مختلفة من أجل ممارسة الضغط الكافي على المجتمع الدولي من أجل رفض مثل هذا القرار والعمل على إيجاد صيغة حقيقية يتمكن فيها الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المكفولة وفق قرارات الشرعة الدولية وذلك من خلال عقد اجتماع عاجل يضم ممثلين فعّالين عن مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات مع جميع القوى الفلسطينية الفاعلة والسلطة الفلسطينية لتدراس القرار الأمريكي الصادر بالأمس والخروج بموقف وطني موحد يبحث الخطوات القادمة في تعزيز حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وفقا للقرارات الدولية المتعددة من خلال خطة يتم الإتفاق عليها بين جميع الأطراف الفلسطينية الرسمية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني.

وناشدت المنصة ممثلي المجتمع المدني ومؤسساته على المستوى الدولي بشكل عام وفي الدول العربية بشكل خاص بإعلان موقفها الرافض لصفقة القرن وبحث سبل دعم الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه وذلك من خلال التنسيق بين تلك المؤسسات ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، مشيرةً إلى موقف منظمات المجتمع المدني في الكويت والتي أصدرت بيان عبرت فيها عن رفض تلك المؤسسات لإعلان السلطات الأمريكية الخاص "بصفقة القرن" وأكدت على وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى نيل حريته وحقوقه.

وفي نهاية بيانها طالبت المنصة الدولية هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري والضغط على الإدارة الأمريكية من أجل وقف تنفيذ هذا الإعلان ، بالإضافة لوضع آليات محددة وعملية تمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه التي نصت عليها القرارات الدولية خلال السنوات السابقة.