قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" تعقيبا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما تسمى "صفقة القرن": أخيرا تمخض الجبل فولد فأرا لا "رؤية للسلام" ولا "صفقة للقرن" ولا ما هم يحزنون، فالأحمق ترامب ليس لديه بعد نظر ليقدم رؤية؛ والرائي حكيم وعادل وترامب، كما يصفه الأمريكيون أنفسهم، أرعن ومتهور وأبعد ما يكون عن العدل الذي تشكل الأمانة وعدم الانحياز والتوازن في المواقف أساسا له، وما عبر عنه ذلك المأفون ضرب عرض الحائط بكل مبادئ العدل والتوازن في العلاقات الإنسانية والدولية معا، وهو انحياز سافر، بكل صفاقة ورعونة، للباغي والمحتل الغاصب والقاتل على حساب الضحية وصاحب الحق، وأكد مجددا على موقع هذه الإدارة الأمريكية بوصفها رأس حربة للامبريالية العالمية عدوة لشعوب العالم ولشعبنا وحقوقه حالها تماما حال ربيبتها "إسرائيل".
وشدد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" في بيان صحفي على : أن ما أعلن عنه ترامب، وباختصار، يمثل "وعد بلفور" جديد أعطى بموجبه ما لا يملك لمن هو ليس صاحب حق، كما أنه يرقى لمستوى "سرقة للقرن" على الملأ وأمام عدسات الكاميرات وشاشات التلفزة، وهو بيع للوهم لا رؤية ولا خطة للسلام: فماذا يبقى لتحقيق السلام ولإقامة الدولة حين تصبح القدس، مدينة السلام ومفتاحه، رهن بيد المحتل الباغي، ولا يملك أصحاب الحق من أمرهم شيئا عدا ما تحدث عنه من إمكانية السماح لهم بزيارة مقدساتهم أو "التكرم" بعدم طردهم من منازلهم؟!!! وأكد "فدا" أن ترامب تجرد تماما من كل صفات الرئيس التي حددها له الدستور الأمريكي وظهر على حقيقته كرجل كابوي يطارد الهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين، ولبس ثوب المرابي ورجل الأعمال الفاسد الذي يبرم الصفقات متاجرا بحقوق الآخرين هادرا لها، واعتمر خوذة الشرطي الذي يريد أن يحكم العالم بمنطقه المتهالك، وكما فعل مع حلفائه الغربيين حين هددهم بالدفع لحلف الأطلسي، وكما ألغى الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وكما شن حربا تجارية ضد الصين وأخرى لحصار المكسيك وثالثة لنهب خيرات عديد الدول في أمريكا اللاتينية، ها هو يجدد الأمر ذاته مع شعبنا الفلسطيني، ناسيا أو متناسيا أن قادة الاستعمار ورموز الديكتاتورية في العالم، إما لفظتهم الشعوب الحرة، أو كان مصيرهم السجون لينالوا العقاب العادل على ما اقترفته أياديهم من جرائم، وبذلك أثبت أنه رجل أحمق يعيش خارج التاريخ ولا يفهمه، ويفضل أن يعلب دور رجل الكابوي الذي خبره ممثلا في الأفلام!!!"
وشدد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" على "رفضه لمنطق الاستعلاء الذي تحدث به ترامب مع الأخ الرئيس أبو مازن، وقال إنه تهديد مرفوض ومدان تماما كما هو مرفوض ومدان منطق التهديد والوعيد الذي وجهه الأخرق ترامب للأخوة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وحيا الهبة الجماهيرية التي سطرها شعبنا، في داخل الوطن ومختلف مراكز اللجوء والشتات، حينما خرج بصوت واحد مؤكدا أن القدس وكل ذرة من تراب فلسطين وكل حق من حقوق الشعب الفلسطيني ليست موضع مساومة ولا للبيع، وحيا كذلك الوقفة الواحدة الموحدة للقيادة الفلسطينية واجتماعها الذي ضم ممثلي كل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية، منوها أن هذه الوحدة الفلسطينية هي أكبر رد على صفقة العار وهي الخنجر الأول الذي غرس في نعشها لأنها ولدت ميتة أصلا وبقي على شعبنا تشييعها ومعه شعوب كل دول العالم التي نددت بها، مشددا أن مواقف سفراء تلك الدول العربية الذين حضروا إعلان ترامب المشؤوم كانوا شهاد زور وخونة لشعوب بلدانهم التي تربت على حب فلسطين منذ نعومة أظافرهم، وستلفظهم هذه الشعوب كما لفظهم أشبال وزهرات فلسطين الذين خرجوا رافعين لافتات "فلتسقط صفقة العار"!"