أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أن إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، تعزل المعتقلين القاصرين في "الدامون" عن محيطهم الداخلي وعن العالم الخارجي، إلى جانب النهج العقابي الذي تمارسه بحقهم يوميا، منذ نقلهم من سجن "عوفر" قبل أكثر من أسبوعين.
وبيّنت الهيئة في بيان صدر عنها، يوم الخميس، عقب زيارة المحامي لممثّل المعتقلين القاصرين من القدس الأسير محمد عبّاد، والقابع في قسم منفصل عن معتقلي الضفّة الغربية، والمعتقلين القاصرين مهدي حسن صلاح الدين (17 عاما)، وأحمد محمد الخطيب (17 عاما) من بلدة حزما شرق القدس، القابعين في قسم الضّفة؛ أن إدارة المعتقل لم تسمح لأي من ممثلي المعتقلين بزيارة قسم القاصرين منذ أكثر من عشرة أيام.
وأوضحت أن الإدارة لا تسمح للمعتقلين في القسم الواحد بالاختلاط والتّواصل، وتعزل كل خمسة معتقلين في غرفة واحدة، وتخرجهم للاستحمام والفورة كل مجموعة على حدة، كما تمنع تواصلهم مع العالم الخارجي، وتعاقبهم بالحرمان من زيارة العائلة لفترات تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر، مضيفة ان تواصلهم يقتصر على زيارة محامي الهيئة، علاوة على انتهاجها سياسة الاقتحامات اليومية والمتكرّرة لغرف المعتقلين وتفتيشهم والاعتداء عليهم بالضّرب، وإثارة الخوف والرعب بينهم.
ونقلت محامية الهيئة عن المعتقلين، أن القسم الذي يعيشون فيه لا يصلح للحياة الآدمية، وهو عبارة عن قبو تحت الأرض، ولا تدخله أشعة الشمس والهواء، ومليء بالحشرات والفئران، ورائحة الرّطوبة خانقة، وينقصه الأغطية والفراش، وما تسمّى بساحة "الفورة" هي عبارة عن ممر ضيّق بين الغرف، مضيفين انّه في حال السماح لهم بالاستحمام فإن السجّانين يقومون بإغلاق الباب عليهم بالمفتاح بادّعاء أنهم يشكّلون خطرا عليهم.
ولفت المعتقلون إلى أن الحمّام بلا باب، حيث يضطرون إلى استخدام فرشة لإغلاقه، عند الاستخدام.
وأضافوا ان إدارة المعتقل تقدّم لهم وجبات طعام سيئة كما ونوعا، ويضطرون لتناولها كي يبقوا على قيد الحياة، وتحرمهم من مشتريات "الكنتينا" التي يعوض فيها عادة المعتقلون أنفسهم عن طعام الإدارة السيئ، كما تحرمهم من الحاجيات اليومية الضّرورية كفرشاة ومعجون الأسنان، والشامبو ومواد التنظيف، وأجهزة التسخين والطبخ.
وأكّد المعتقلون أن غالبيتهم أصيبوا بأمراض، خاصّة نزلات البرد نتيجة لظروف المعتقل السيئة، والاعتداءات المتكرّرة عليهم، كما أنّهم يعانون من وضع نفسي صعب، ولا يقدّم لهم العلاج.
وأشار المعتقل أحمد الخطيب إلى أن إدارة المعتقل وقوّات القمع لا تستثنيه من الاعتداءات اليومية التي تقوم بها بحقّ القاصرين، رغم أن قوّات الاحتلال كانت قد اعتقلته وهو مصاب في ركبته، وأمضى في بداية اعتقاله بـ"عيادة سجن الرملة" لمدة شهرين، ولا يزال يعاني من آلام حادّة، ويزداد وضعه صعوبة مع الاعتداءات بالضّرب، والظروف السّيئة والبرد الشديد.
وبيّنت الهيئة أن إدارة معتقل "الدامون" كانت نكّلت بالقاصرين منذ اليوم الأول لنقلهم، وبلغت ذروتها في الأيّام الأربعة الأولى، بعد إعلانهم الاحتجاج على الظروف السّيئة للمعتقل وعدم وجود ممثلين من الأسرى الكبار معهم كما هو متّبع في أقسام القاصرين في "عوفر" و"مجدو" وقسم القاصرين المقدسيين في "الدامون".
وأوضحت أن وحدات القمع ردت عليهم بفرض ظروف العزل على المعتقلين، وقطعت التيّار الكهربائي والماء عنهم، واستولت على ملابسهم ومشتريات "الكنتينا" من الأطعمة المعلّبة ومواد النّظافة الشّخصية، وكانت تقتحم غرفهم في كل ساعة، وتعتدي عليهم بالضّرب المبرح ورشّ الغاز، وتثبّتهم على الأرض وهم مكبلون لساعات، وتحرمهم من الاستحمام، ونقلت سبعة معتقلين إلى العزل الانفرادي في معتقلات أخرى.
وبيّنت الهيئة "بعد إعلانهم الإضراب عن الطّعام، قامت بإحضار ثلاثة معتقلين من معتقلات "عوفر" و"مجدو" كممثلين لهم، إلّا أنها سمحت لهم بالحديث مع القاصرين لمدّة ساعة فقط وأعادتهم إلى معتقلاتهم قسرا، علما أن أحدهم أصيب بوعكة صحّية نتيجة للظروف المأساوية التي شاهدها، فيما تحاول إدارة المعتقل التّحريض على المعتقلين الثلاثة، وتبث في نفوس القاصرين أنهم لا يرغبون بتمثيلهم، تمهيدا لاختراقهم وإجبارهم على القبول بالأمر الواقع وعدم المطالبة بوجود ممثلين عنهم".
وذكرت الهيئة أن إدارة معتقلات الاحتلال كانت قد نقلت (34) معتقلا قاصرا من سجن "عوفر" إلى "الدامون"، بتاريخ 13 كانون الثاني/ يناير الجاري دون السّماح لممثليهم بمرافقتهم، وسمحت لهم باصطحاب ملابسهم، وغطاء واحد، ووسادة، وغطاء فراش لكل واحد منهم، إضافة إلى مشتريات غذائية بسيطة من "الكنتينا" تمّ الاستيلاء على في "الدامون"، دون السّماح لهم باصطحاب الأغراض الضّرورية الأخرى، والتي تكون في غرف المعتقلين كسخّانات الماء وأجهزة الطّبخ.
يشار إلى أن سجن "الدامون" يحتوي على ثلاثة أقسام للمعتقلين الأمنيين، وقسم القاصرين من حملة هوية القدس، وتمثّلهم لجنة مكّونة من أربعة معقلين كبار، وقسم للمعتقلات، إضافة إلى القسم الجديد الذي نقل إليه المعتقلون القاصرون من الضّفة الغربية، وتقسم إدارة المعتقل بين الأقسام الثلاثة ولا تسمح لهم بالاختلاط، فيما يتوزّع بقية المعتقلين القاصرين على سجني "عوفر" و"مجدو" وتمثّلهم لجان تمثيلية أمام إدارة سجون الاحتلال.