الأمن الإسرائيلي يحذر من أن تعرّض "صفقة القرن" وضم غور الأردن اتفاقية السلام مع عمّان للخطر

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني

عبرت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن "قلقها الشديد" في الأيام الأخيرة، على مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأردنية، على خلفية "صفقة القرن" الأميركية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص، على خلفية اعتزام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الإعلان عن ضم غور الأردن بشكل أحادي الجانب.

وجاء هذا القلق المعروف لدى الحكومة، بعد أن أجرت الأجهزة تقييما للوضع، جاء فيه أن الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، يتعرض لضغوط داخلية مختلفة، على خلفية اقتصادية أو بما يتعلق بالكشف عن حالات فساد في الحكومة، كما أن العديد من التيارات والقوى الأردنية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، تعارض حتى مجرد العلاقات السياسية والأمنية الوثيقة، التي تربط المملكة بإسرائيل. وحذّر الأمن الإسرائيلي، من أن يُشكّل أي تحرك إسرائيلي غير منسّق مع الأردن، قشة قد تقسم ظهر البعير، أو ببساطة: تقوّض العلاقات، وتضع اتفاق السلام بين البلدين على المحك.

وكان نتنياهو قد أعلن عشية الانتخابات الأخيرة للكنيست في أيلول / سبتمبر، نيته إصدار مرسوم حكومي لضم غور الأردن، لكنه عدل عن ذلك فجأة في اللحظة الأخيرة. ولاحقا، أفاد مراسل صحيفة "معاريف" العبرية بن كسبيت، بأن نتنياهو تراجع عن الضم، بعد مشاورة هاتفية مشحونة مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حذره خلالها قائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ومدير جهاز المخابرات "الشاباك" نداف أرغامان، من "عواقب وخيمة" لهذه الخطوة. وعادت على ما يبدو أجهزة أمن الإسرائيلية، لتحذر من عواقب الضم الآن، بعد أن أعادتها "صفقة القرن" إلى الواجهة.

ومصدر القلق الرئيسي للأجهزة الأمنية الإسرائيلية من "صفقة القرن" والضم، هو التأثير على مستقبل العلاقات مع الأردن. أما في الساحة الفلسطينية، فلا يرى الأمن الإسرائيلي أي تهديد من هناك. وعلى الرغم من أن السلطة الفلسطينية والفصائل قد شجبوا "صفقة القرن" والضم، إلا أن "يوم الغضب" الذي أعلن عنه الأربعاء في الأراضي الفلسطينية، مر بقليل من الشوائب والمظاهرات البسيطة نسبيًا، ولم يرتقِ إلى حجم الحدث. أما داخل إسرائيل، فقرر فلسطينيو 48 إقامة مظاهرة احتجاجية على "صفقة القرن" في مدينة باقة الغربية، الواقعة على الخط الأخضر للضفة الغربية. وباقة الغربية هي إحدى البلدات العربية ، التي اقترحت الصفقة أن تنضم إلى الدولة الفلسطينية المُستقبلية، في إطار تبادل للأراضي والسكان بين الجانبين. وتظاهر فلسطينيو 48 احتجاجا على صفقة القرن الأربعاء، في مدينة الناصرة الجليلية.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة