تتوالى ردود الأفعال العربية والدولية الرافضة والمنددة بـما يسمى "صفقة القرن"، حيث عمّت مظاهرات ومسيرات جماهيرية حاشدة عواصم ومدن عربية وعالمية عدة، بمشاركة الآلاف، الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية واليافطات المؤيدة لفلسطين، ورددوا الهتافات والشعارات المنددة بالسياسة الأميركية، الهادفة إلى سلب الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وتطلعاته لإقامة دولته المستقلة ذات السيادة.
مسيرات تضامنية تجوب مدنا أميركية تنديدا ورفضا لـ "صفقة القرن"
جابت مسيرات تضامنية شوارع ولايات نيويورك وكاليفورنيا وإلينوي الأميركية، تنديدا ورفضا لما يسمى "صفقة القرن"، ودعما لموقف الشعب الفلسطيني الثابت تجاه حقوقه غير القابلة للتصرف.
وحمل المشاركون في المسيرات التي نظمتها الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والداعمين والمناصرين للحق الفلسطيني الأعلام الفلسطينية، ويافطات كتب عليها باللغة الإنجليزية "فلسطين ليست للبيع" و "احتلال فلسطين جريمة".
وأكدوا رفضهم لـ "صفقة القرن المشبوهة" التي تسعى من خلالها الادارة الأميركية فرض الأجندات الإسرائيلية على الفلسطينيين وسلب حقوقهم المشروعة، وتطلعاتهم لإقامة دولتهم المستقلة.
رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الفلسطيني الأميركي يسار دحبور أكد في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، ان هذه المسيرات تشكل رفضا لـ "صفقة القرن" جملة وتفصيلا، كونها خطة اسرائيلية بحته تهدف الى إنهاء القضية دون تلبية أدنى المطالب الفلسطينية بالتحرر والاستقلال.
وأضاف دحبور، من المقرر تنظيم مسيرات ومؤتمرات صحفية في ولايات أخرى رفضا للصفقة، والتواصل مع اعضاء الكونغرس الرافضين للصفقة، والداعمين لشعبنا، لحثهم على مواصلة جمع التواقيع لإفشال مساعي الادارة الأميركية في تصفية القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال الناشط والكاتب الفلسطيني في الساحة الأميركية فراس الطيراوي :" ان هذه المسيرات التي تتصاعد في الولايات الأميركية تؤكد الرفض والإجماع الفلسطيني في الوطن والشتات لهذه الصفقة المشبوهة، وأن شعبنا بكافة أطيافه يقف خلف قيادته الحكيمة برئاسة الرئيس محمود عباس."
مظاهرة حاشدة في الدنمارك تنديدا بـ "صفقة القرن"
شارك الآلاف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية ومتضامنون في مظاهرة حاشدة بمدينة آرهوس الدنماركية، تنديدا بما تسمى "صفقة القرن".
ورفع المشاركون في المظاهرة التي نظمتها الجمعيات الفلسطينية الأعلام الفلسطينية، والشعارات واليافطات المنددة بالسياسة الأميركية المنحازة لدولة الاحتلال.
وهتفوا ضد "صفقة القرن" مطالبين بإسقاطها، واحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقفة احتجاجية في ليبيا رفضا لـ"صفقة القرن"
نظمت سفارة فلسطين لدى ليبيا، يوم السبت، وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة رفضا لـ"صفقة القرن".
ورفع المشاركون علم فلسطين، وأكدوا رفضهم التام لهذه الصفقة، ووقوفهم خلف القيادة الفلسطينية المتمسكة بالثوابت الوطنية.
وقال أمين سر حركة "فتح" كامل داوود، رغم الهجمة المسعورة والمؤامرة التي يخطط لها الرئيس الاميركي دونالد ترمب، إلا أن القيادة ستفشل مشروعه المشبوه.
وأضاف ان أميركا وإسرائيل تسعيان لاستبدال القانون الدولي والشرعية الدولية بشريعة الغاب وسلطة القوة، مشددا على أن خارطة فلسطين لن تشطب ولن تهود مدينة القدس، وسيبقى حق العودة هدفنا، وأن الاحتلال الى زوال.
وأضاف: يخطئ من يظن أن التغول الاميركي والاسرائيلي سيجبر شعبنا على التخلي عن حقوقه الوطنية، مشيرا الى ضرورة رص الصفوف وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني حتى يستمر في الصمود أمام التحديات والمؤامرات.
وأكد المشاركون خلال الوقفة أنه لا أحد في الأمة العربية يستطيع أن يفرط بالقدس وفلسطين، وهذه فرصتنا لكي نوحد الصفوف لنسقط صفقة القرن كما أسقطت كل المؤامرات.
واشنطن: ناشطون يؤكدون الاستمرار في العمل من أجل فلسطين
أكد ناشطون فلسطينيون ومناصرون للقضية الفلسطينية في الساحة الأميركية الاستمرار في العمل من أجل فلسطين وقضيتهاالعادلة مع كل الأصدقاء الأميركيين واليهود المناصرين للقضية الفلسطينية وأعضاء الكونغرس وصناع القرار في أميركا لإيجاد حل عادل وشامل للقضية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الأميركية واشنطن على خلفية إعلان "صفقة القرن" بدعوة من المنظمات الأميركية الفلسطينية، والمناصرينللقضية.
وقال ممثل تحالف المنظمات الأميركية الفلسطينية (CPAO) ماهر مصيص: "نرفض هذه الصفقة لأنها تصفية للقضية الفلسطينية بكل ما تعنيه الكلمةمن معنى، وتثبيت كيان الاحتلال الإسرائيلي فوق أرض فلسطين، وسنبقى نعمل معا وسويا وموحدين من أجل رفع الظلم عن شعبنا في الأراضي المحتلة، وحصوله على الحرية والعودة والاستقلال وزوال الاحتلال".
بدوره، أكد الناشط عمر بدر ممثلا عن المعهد العربي الأميركي (AAI) أن دولة فلسطين حسب الخارطة في هذه الصفقة غير قابلة للحياة، ولا تقوم علىمبدأ المساواة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
من ناحيته، وصف ممثل اللجنة العربية الأميركية لمناهضة التمييز (ADC) سمير خلف، الصفقة بأنها "سرقة القرن" وأنها منحازة بالكامل لإسرائيل، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم ومساندة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
من جانبه، قال الناشط جون بلاكمان باسم تحالف Answer، "إن الصفقة هي في الواقع إعلان للفصل العنصري، مشددا على أن السلام يجب أن يكونمبنيا على العدالة والمساواة.
من جهته، قدم الحاخام فايس ممثل منظمة ناتوري كارتا شرحا عن كيفية كون الصهيونية معاداة لليهودية، مؤكدا أن اليهود عاشوا دائما في فلسطين لقرونعديدة بسلام.
فيما، تحدثت ممثلة المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة الأميركية (USPC) نجاة خليل، عن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل إسرائيل، ومدى صعوبةذلك بالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون هناك.