تجاهل وتزييف ... ولعنة التاريخ !!!!

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح

 ان يصل الحال بإدارة الرئيس الامريكي ترامب وفريقه الذي أسس لمثل هذه الصفقة وبالشراكة الكاملة مع اليمين الاسرائيلي برئاسة نتنياهو والى الحد الذي يتجاهلون فيه مجمل الحقوق الوطنية الفلسطينية كما تجاهلهم للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي صدرت عن قمة بيروت بالعام 2002 .

يدلل بصورة قاطعة لا تدعوا مجالا للشك ان أمريكا واسرائيل وبطرحهم لهذه الصفقة انما يستهدفون انهاء الصراع من طرف واحد !!! ومحاولة الالتفاف على مضمون البرنامج الوطني الفلسطيني المعترف به دوليا والمحدد بدولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 واستنادا للقرار 181 (قرار التقسيم) والقرارين (242)(338) الصادرين عن مجلس الامن ما بعد حرب حزيران واكتوبر 73 .

محاولة الالتفاف الشكلي دون مضمون واساس وخارج كل سياق يمكن ان يكون مقبولا جاءت الخطة او الصفقة الامريكية الاسرائيلية من منطلق انتخابي يعزز من مكانة ترامب ويحاول انقاذ نتنياهو .... وفي نفس الوقت محاولة طرح خطة أمريكية اسرائيلية يمكن الاستفادة منها في أي جهد سياسي تفاوضي بالمستقبل ضمن المرجعيات والقرارات والاتفاقيات .... وهذا ما حذر منه الرئيس محمود عباس بكلمته بالجامعة العربية على اساس عدم القبول بان تكون هذه الصفقة ضمن أي اوراق او مرجعيات لأي عملية تفاوضية مستقبلية .

الرئيس عباس امام الجامعة العربية كان واضحا وكاشفا لهذه الصفقة الامريكية الاسرائيلية واساسها التاريخي وارتباطها بوعد بلفور كما اوضح حقيقة المواقف الامريكية والاسرائيلية بعهد ترامب ونتنياهو .

ما طرح بالصفقة لا يحتاج الى الكثير من الجهد للتحليل والتوضيح حول فحوى ومضمون هذه الصفقة واهدافها الحقيقية والتي تتعدى حدود كلماتها وعلى الاقل انها من وجهة نظر الخطة ستقوم اسرائيل بتنفيذ ما يخصها !!!! وما بعد اربع سنوات سيبدأ الجانب الفلسطيني بتنفيذ ما له !!! أي انهم يريدون ايصالنا الى مرحلة عدم الابقاء على ما يمكن التفاوض حوله !!!! فاذا كانت القدس قد اصبحت من وجهة نظر ترامب عاصمة لدولة الكيان واذا كانت قضية اللاجئين ليست واردة واذا كانت حدود الدولة الفلسطينية مقلصة الى الحد ومحاطة بأراضي ومستوطنات تحت السيطرة الاسرائيلية بهذا الطرح لمضمون هذه الخطة الامريكية الاسرائيلية فانهم وكأنهم يقولون لنا بإمكانكم ان تغادروا !!!!

لقد اثبتنا وأكدنا اكثر من مرة اننا نتطلع للسلام العادل والشامل واننا نريد دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية واننا قد اتخذنا من القرارات بالمجلس الوطني التاسع عشر بالجزائر بالعام 88 قرارات هامة تدفع بعملية التسوية السياسية باعترافنا بالقرارين 242 و 338 واعلان وثيقة الاستقلال استنادا للشق القانوني للقرار

181 (قرار التقسيم ) كما اننا أكدنا على توجهاتنا السياسية السلمية بالقبول بدعوة مؤتمر مدريد للسلام ضمن وفد اردني فلسطيني كما اكدنا ما بعد مؤتمر مدريد من خلال المفاوضات السرية والوصول الى اتفاقية اوسلو بمراحلها الثلاثة ولمدة خمسة سنوات يجري البحث بعدها بملفات الحل النهائي كالقدس واللاجئين والدولة .

أكدنا كثيرا على توجهاتنا السياسية المستندة للشرعية الدولة وقراراتها وحتى وصلنا الى مبادرة السلام العربية بقمة بيروت بالعام 2002 .

أي اننا قد استمرينا بالجهود السياسية والدبلوماسية ولا زلنا مستمرين عليها باعتبارها الخيار الفلسطيني الذي يجب المحافظة عليه وتعزيز مقومات قوته .

أمام كافة الجهود والمرونة السياسية الفلسطينية والتمسك بالثوابت الوطنية وعدم التنازل عنها كان الموقف الشجاع للرئيس الشهيد ياسر عرفات في واي ريفر وكامب ديفيد وحتى في طابا لم يتنازل ولم يفرط وقال (لا) لامريكا واليوم يتكرر التاريخ ويقول الرئيس محمود عباس (لا) لامريكا (لا) لصفقة القرن .

الموقف الفلسطيني ليس موقفا عدميا بل موقفا متوازنا وصلبا ومتمسكا بالحقوق والثوابت الوطنية بالحد الادني والمتمثل بمبادرة السلام العربية .

من هنا كان موقف الجامعة العربية عبر وزراء الخارجية المؤيد للموقف الفلسطيني والرافض للصفقة الامريكية ومنا هنا سيكون الرفض من قبل منظمة الدول الاسلامية والاتحاد الافريقي وعدم الانحياز ومن هنا ايضا سيكون التصويت بنسبة عالية بالامم المتحدة تاييدا للموقف الفلسطيني .

بالنتيجة النهائية أمريكا بكل قوتها لا تستطيع ان تفرض حلا بالقوة واسرائيل باحتلالها وقوتها لا تستطيع ان تغير او تفرض شروط حلها القائم على تجميل الاحتلال وتحميل السلطة الوطنية كامل المسؤولية عن الشعب الفلسطيني .

معادلة غير متوازنة ولا تستند للحقوق وللشرعية السياسية والقانونية وبالتالي الاستمرار الامريكي الاسرائيلي والى درجة (الاستهبال) يعني الدخول بمنزلق مواجهة مفتوحة يمكن ان تبدأ ؟ ولكن سيكون من الصعب ايقافها عند نقطة محددة ؟

اذا الخطر القادم بفعل هذه الخطة الامريكية الاسرائيلية..... كامل المسؤولية تقع عليهم وليس هناك من مناص لكافة الاطراف الدولية الا ان تتدخل لإنقاذ ما يمكن انقاذه .... وعدم ترك الامور تتقاذفها الرياح والامواج وتقلبات الزمن الذي سيكون بنتائجه اخطر مما يتوقع المراقبين والمحللين .

لان التجاهل والتزييف سيبقى يشكل لعنة التاريخ على امريكا واسرائيل ومن يقف معهم .

الكاتب : وفيق زنداح

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت