إن ما يسمى صفقة القرن الأمريكية تتجاهل كل الحقوق الفلسطينية وتتجاهل المشكلة الحقيقية وطبيعة الصراع القائم وتمنح فقط الأمن لدولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية وإن شعبنا الفلسطيني وقيادته ممثلة بالرئيس محمود عباس والأمة العربية ومعظم دول العالم قالوا كلمتهم برفض «صفقة القرن» لأنها تنفيذ حرفي لنظام الأبارتهايد العنصري وان تلك العنصرية والكراهية التي تمارسها الادارة الامريكية برئاسة ترامب وتصريحات صهره ومستشاره كوشنير تعبر عن الدعم المطلق للاحتلال وصفقته التي يحاول تسويقها علي الشعب الفلسطيني والأمة العربية كخطة سلام قائمة حيث تلك التصريحات التي يطلقها بان الصفقة ستعود بالنفع علي الشعب الفلسطيني ومستقبله ومحاولة شراء المواقف بالمال السياسي وخداع العالم ما هي إلا خدعة وأكاذيب وتضليل للوقائع ولا تنطلي على أي طفل فلسطيني ولا يمكن ان تمر لأنها باختصار خطة فاشلة تسوق الاحتلال وتصادر الحقوق الفلسطينية وأن ما قدمه ترامب هو صناعة صهيونية إسرائيلية يمينية متطرفة وهي ليست خطة سلام مطلقا وإنما خطة استسلام ولا يمكن ان تمر او ان يتم خداع العالم بها وأن البديل لذلك هو المشروع الوطني الفلسطيني واعتماد الخطة الفلسطينية التي تتمثل بحل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران 67 والالتزام بالشرعية الدولية وقراراتها.
إن شعبنا وقيادته رفضوا الصفقة لأنها تعطي القدس الشرقية للاحتلال وتضم الأغوار وتبقي السيادة والأمن بيد الاحتلال وتشرعن الاستيطان وتبقيه تحت السيادة الإسرائيلية وتلغي حق العودة تماما وتمنع الفلسطينيين من استخدام مواردهم الطبيعية فهذا هو اعادة انتاج للاحتلال واستنساخ جديد للصهيونية وتعزيز التطرف الديني وتعميق مفاهيم الصراع من خلال شروط الاحتلال وصفقة القرن الاعتراف بيهودية الدولة وغيرها من الشروط التي لا يمكن القبول بها او التطرق اليها مطلقا.
إن صفقة القرن لا يمكن ان تقبلها الدول العربية ولا المجتمع الدولي وان جهود فلسطين نجحت حتى الان في تحقيق الرفض الدولي لها وان الحراك الدولي التي تقوم به فلسطين وتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتصعيد المقاومة الشعبية ستقود الى انهاء وإفشال المؤامرات ضد شعبنا ولقد جاء رد الجامعة العربية واضحا وسريعا حيث أكد وزراء الخارجية رفضهم الكامل للخطة الأمريكية وجددوا تمسكهم بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية مؤكدين أن أي خطة للسلام يجب أن تعتمد على مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وهذا موقف مهم يحسب للرئيس محمود عباس الذي بات الأقوى من أي وقت مضى بالرغم من حملة الشتوية التي مارسها الإعلام الإسرائيلي بحقه بعد خطابه التاريخي في اجتماع الدول العربية.
ان القضية الفلسطينية تمر بمنعطف صعب وأخطر ما فيها هو استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة وعدم إيجاد حلول عاجلة لوقف الانقسام الذي بات يهدد الوجود الفلسطيني وان استمراره منذ سنوات يعكس مدى تورط قوى إقليمية وأصحاب الأجندات الخاصة بهذا الملف فالكل أصبح يبحث عن موطئ قدم أو نقطة ضعف أو مركز قوة يحقق من ورائه مكاسب سياسية وإستراتيجية على حساب المشروع الوطني الفلسطيني وأن الشعب الفلسطيني يقف بأكمله موحد في رفضه لهذه المؤامرة في كافة اماكن تواجده ليعبر عن تمسكه بالحقوق الوطنية الثابتة وإصراره على مواصلة نضاله المشروع ضد الاحتلال حتى تحقيق كامل الأهداف في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت