شارك الآلاف من الفلسطينيين من مختلف محافظات الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة، يوم الثلاثاء، في المهرجان الجماهيري المركزي وسط مدينة رام الله، رفضا لـ"صفقة القرن"، ودعما ومساندة لموقف الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الرافض لها جملة وتفصيلا، حيث من المقرر أن يلقي الرئيس كلمة هامة في مجلس الأمن عند الساعة الخامسة مساء، لحشد الدعم الدولي لرفضها.
ورفع المشاركون الذين يتقدمهم رئيس الوزراء محمد اشتية، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وعدد من الوزراء، وممثلو المؤسسات الرسمية والقوى الوطينة، العلم الفلسطيني، ورددوا هتافات وطنية، ورفعوا صورا ولافتات تندد بالصفقة المجحفة بحق شعبنا وحقوقه المشروعة...
العالول: شعبنا سيفشل هذه الصفقة ونقول للأمة العربية أننا لن نتخلى عن ثوابت الأمة وسنستمر في التضحية
وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول "إن مئات آلاف المواطنين الذين زحفوا من كافة المحافظات، جاؤوا ليؤكدوا وقوفهم خلف القيادة ممثلة بالرئيس محمود عباس في موقف الثابت ضد "صفقة القرن".
وأضاف: كيف يمكن أن يقبل شعبنا في هذا الكم من الإذلال التي يرفضها أي فلسطيني، حيث يقف كل مواطن في وجه مخطط نتنياهو وترمب الذي يرمي إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد العالول، أن الرئيس محمود عباس ثابت في موقف الصلب والواضح في القول بـ"لا" للإدارة الأميركية، فمن يتجرأ على هذا القول إلا الشعب الفلسطيني وقيادته.
وأشار إلى أن شعبنا بسبب مواقفه الثابتة يواجه ضغوطا اقتصادية، وحربا استيطانية شعواء، وسيطرة على الأرض، وتهويد للقدس، وتصعيد في عمليات القتل، لكن رغم ذلك فإن كل هذه التنازلات لن تدفعه للتنازل عن أي من الثوابت.
وتابع العالول: التصدي لهذه الصفقة بدأ بقوافل الشهداء الذين ارتقوا خلال الأيام الماضي، وهؤلاء هم في مقدمة التضحيات التي لن تتوقف.
وأردف: نقول للأمة العربية أننا لن نتخلى عن ثوابت الأمة، وسنستمر في التضحية من أجل ذلك، ونأمل بأن لا يتمكن ترمب من تمرير الصفقة عبر أي من الأشقاء العرب، فلا بد أن نكون واضحين تماماً حيث أن شعبنا يقدم دماءه في سبيل الثوابت، فإن لن تكونوا تريدون تدعموا شعبنا فلا تعادوه".
وشدد العالول على أن شعبنا سيفشل هذه الصفقة من خلال الإرادة القوية التي يمتلكها، مشيراً إلى أهمية تحقيق الاصطفاف والانسجام داخل البيت الفلسطيني الذي سيكون مؤشراً هاماً على حماية وصون الأرض وآمال الشهداء.
وأوضح: خلال الأيام الماضية أصدر الرئيس مبادرة من أجل الوحدة الوطنية، وبناء عليه تم تشكيل لجنة من أجل الذهاب إلى قطاع غزة، وللأسف لم نتلق رداً من حركة حماس بخصوص ذلك، مع هذا سنستمر في محاولتنا.
وقال: إن هذه الصفقة تهدر حقوق الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، لكننا نؤكد بأنهم في عقول ووجدان كل الشعب الفلسطيني، كما أن هذا الثمن الباهظ وأشلاء دماء الشهداء ومعاناة الأسرى والجرحى وشعبنا أليس هو ثمناً من أجل الحرية والاستقلال؟، فكيف له أن يقبل بهذه الصفقة.
أبو يوسف: "صفقة القرن" ستتحطم على صخرة الصمود والوحدة والمقاومة الشعبية
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن هذه الصفقة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، لافتا الى أن الكل الفلسطيني والقيادة والفصائل يؤكدون بالإجماع أن حق العودة حق مقدس، ودولة فلسطين على كل الأراضي التي احتلت، والقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، ولن يكون هناك مساس بهذه الثوابت وبقرارات الاجماع الوطني التي جسدتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وأكد أن تلك الصفقة ستتحطم على صخرة الصمود والوحدة والمقاومة الشعبية، كما تحطمت كل المؤامرات التصفوية، مشيرًا الى أن الجميع يخرج اليوم ليوصل رسالة بأن كل الشعب الفلسطيني موحد خلف الرئيس محمود عباس والقيادة التي تمضي على خطى الشهداء والشهيد ياسر عرفات الذين قدموا التضحيات من أجل نيل الحرية والكرامة.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه ومقدساته، ليس فقط عن حقوقه وإنما عن كرامة الأمة جمعاء، ما يتطلب الوقوف الى جانبه ونبذ سياسات التطبيع المجانية التي تجري هنا وهناك لإضعاف الموقف الفلسطيني، ولكننا ماضون بالتمسك بثوابتنا وحقوقنا الوطنية.
اشتية: سنسقط "صفقة القرن" مثلما أسقطنا كل مشاريع التصفية التي استهدفت قضيتنا
وقال رئيس الوزراء الفلسطينيي محمد اشتية، إن "هذا المهرجان الذي تلتحم فيه الضفة الغربية مع قطاع غزة وكل مخيمات الشتات في لبنان وسوريا، هو رسالة شعبنا الفلسطيني، فنحن لسنا عدميين ولكننا نقول لا، ونقول نعم للدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين."
وأضاف اشتية، "نحن اليوم في موقف وحدودي استثنائي، حيث تتوحد كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الاسلامية، واللجنتان التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح خلف الرئيس محمود عباس، ونقول له: ليست "فتح"، والجبهة الشعبية، والديمقراطية، والمبادرة، وجبهة التحرير الفلسطينية والعربية معك، بل كلنا موحدون خلفك، وندعم موقفك."
وأكد رئيس الوزراء أن" هذه الوقفة ليس للأجهزة الأمنية، أو موظفي الحكومة، أو المخيمات وليست وقفة فلاحين ومدن، بل وقفتنا جميعا إلى جانب بعضنا البعض."
وشدد على أننا سنسقط "صفقة القرن" مثلما أسقطنا كل مشاريع التصفية التي استهدفت قضيتنا الفلسطينية، وسنبقى الأوفياء لهذه الأرض ولمدينة القدس وللأغوار الفلسطينية، لافتا إلى أن الحافلات التي قدمت إلى رام الله ومن لم تستطع الوصول ليشهدوا وقفة العز هذه، وليوجهوا رسالة إلى الرئيس بأن سير ونحن معك وخلفك.
وحيّا رئيس الوزراء شعوب أفريقيا التي أيدت شعبنا، والدول الأوروبية التي وقفت مع شعبنا ورفضت صفقة العار.
وقال مخاطبا جماهير الشعب الفلسطيني "تحية لكم باسم الشهداء والأسرى الذين يرونكم ويرفعون رأسهم بكم، ونقول للأسرى في سجون الاحتلال كل التحية والإجلال لكم".