هل خسر الشعب الفلسطيني المعركة ومنيت قواته بالهزيمة لتفرض عليه هذه الصفقة، صفقة القرن..!؟
بعد الحرب العالمية الأولى فرض الحلفاء المنتصرون على ألمانيا المهزومة ومحورها معاهدة مذلة عرفت بمعاهدة فرساي ١٩١٩ تفاصيل هذه المعاهدة أو الصفقة أذلت الألمان وفرضت عليهم قيودا صارمة على الأرض والحدود والسلاح والتجنيد طالت حريتهم وكرامتهم، اضطر الألمان الخضوع إليها بسبب أنهم مهزومون.
بعد قرن من الزمن ٢٠٢٠ تفرض أمريكا ومن خلفها إسرائيل على الفلسطينيين صفقة القرن، تفاصيلها أشبه بصفقة فرساي بل تزداد وقاحة من حيث الغطرسة والشروط المذلة، بدايتها انتهاك لكل المواثيق والقوانين الدولية وبنودها سرقة للأرض التاريخية للفلسطينيين، وتوزيعهم في جزر متناثرة تربط فيما بينها الأنفاق والجسور وتحيط بحدودها إسرائيل من كل الجهات، وفيها يفرض على الفلسطينيين قائمة طويلة من الممنوعات تطال مأكلهم ومشربهم وتحركاتهم والأهم حريتهم وكرامتهم منها مثالا لا حصرا ممنوع مخاطبتهم العالم إلا بإذن مسبق من إسرائيل..!!
فهل فعلا انهزم الفلسطينيين ليقبلوا بهذه الصفقة المذلة..!!
الفلسطينيون أصحاب حق ثابت لا يسقط بالتقادم، وقواتهم المتمثلة بشعب أطلق عليه شعب الجبارين لم تهزم، بل كلمة هزيمة ليس لها مكانا في قاموس ثورته، وأجيالهم تولد ثائرة بالفطرة، فمواليد اتفاق أوسلو هم من قادوا هبة وانتفاضة القدس حينما اقترب الاحتلال من كرامتهم ومقدساتهم، وهم ذاتهم وأجيال متعاقبة سيقلبون الطاولة على رأس ترامب ونتنياهو وأي مفرط خائن أو متواطئ جبان يظن أن الأمهات الفلسطينيات باتت عقيمة.
لذا ليس أمام العالم إلا أن يعترف بالحقوق الفلسطينية الثابتة طالما لم يعترف الفلسطيني بهزيمته ومازال ثائرا، وليتذكر العالم أن شروط فرساي المذلة للألمان رغم هزيمتهم هي من أوجدت ألمانيا هتلر وحرب عالمية ثانية كاد أن يهلك العالم كله بسببها، فما بالكم حينما تفرض صفقة ذل مثل صفقة ترامب ونتنياهو على شعب حر ثائر لم يهزم أو يعترف بهزيمة.!!
كتب: د. محمد قنيطة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت