أمر رئيس بلدية تل أبيب وسط إسرائيل، يوم الجمعة، بإزالة لوحات إعلانية في وسط تل أبيب، تظهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يجلسان على ركبتيهما وعيونهما مغطيتان ويظهران مرفوعا الأيدي كنوع من "الاستسلام"، وتظهر في خلفيتهما قدر كبير من المباني المدمرة والدخان المتصاعد من ساحات المعارك وطائرات الهليكوبتر التي تحوم حولهما.
وكتب على اللوحات الاعلانية: "السلام يصنع فقط مع الأعداء المهزومين".
وأوضح رئيس البلدية، أن اهذه الإعلانات "تحرض على العنف وتذكرنا بأعمال داعش والنازية التي لا نريد أن نعول عليها"، مؤكدًا بوجود "خطوط حمراء حتى خلال فترة الانتخابات" وقال: "لا أتدخل في منشورات المجال العام، لكن هذه المرة تم كسر القواعد، وإذلال الآخر ليس طريقنا".
ومن جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلي "كان" إن رئيس البلدية لم يكن يتطرق في الماضي إلى هذا النوع من الاعلانات التي "تدين الزعماء الفلسطينيين"، ففي الصيف الماضي علقت لافتة لإسماعيل هنية على طريق ايالون في وسط تل أبيب وهو يرتدي المايوه.
وكانت قد أطلقت في تل ابيب وسط إسرائيل حملة إعلانية مثيرة للجدل تظهر فيها صورة غرافيكية لإسماعيل هنية، على لافتات كبيرة وهو يرتدي لباس البحر "المايوه". وكتب في الإعلان: "شكرا إسرائيل، انا احبك. إسماعيل".
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن المنظمة اليمينية "مشروع انتصار إسرائيل" هي المسؤولة عن حملة الإعلانات.
وأضافت الصحيفة أن اسم المنظمة اليمينية ليس مكتوبًا على اللافتة، ولكنها مسؤولة أيضًا عن حملة إعلانية أخرى في جميع أنحاء تل أبيب التي كانت قبل بضع سنوات، حيث تم استبدال أسماء الشوارع في تل أبيب بأسماء مصطلحات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مثل "شارع تسيفاع أدوم" (ويعني صفارات الإنذار التي تدوي تحذيرًا من وقوع صواريخ)، "الدلفيناريوم" (وهو ملهى الدلافين في مدينة تل أبيب فجرته حركة حماس في عام 2001، مما أسفر عن مقتل 25 إسرائيلي)، "ملون بارك" (وهو تفجير قامت به حماس في فندق بارك في نتانيا، في 27 آذار/مارس 2002، أثناء عيد الفصح، وقتل ثلاثين إسرائيلي في الهجوم وأصيب 140)، "هتنكتوت" (أي فك الارتباط الأحادي حيث قامت الحكومة الإسرائيلية باتخاذ قرار بإخلاء المستوطنات الإسرائيلية ومعسكرات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة و4 مستوطنات أخرى متفرقة في شمال الضفة الغربية)، "شارع عرفات" (على اسم الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات).
وقالت المنظمة اليمينية إن"’السلام يصنع فقط مع الأعداء المهزومين’، هو المفهوم الذي يجب على دولة إسرائيل أن تفهمه من أجل محاربة الرفض الفلسطيني، على مدى عقود، مُنحت للفلسطينيين فرصًا لا حصر لها لقبول كل ما لم يحلموا به، وما زالوا يرفضون".
وأضافت المنظمة: "يجب أن ننظر إلى الواقع في أعيننا ونقول الحقيقة، لن يتحقق السلام إلا عندما يُهزم الفلسطينيون وحماس ويتخلون عن أي طموح لتدمير دولة إسرائيل"، مضيفا: "من المدهش أن نسمع أن الشخص الذي يترأس بلدية المدينة التي تعتبر نفسها تعددية في إسرائيل يحاول أن يغلق الأفواه، لكننا نعتزم اتخاذ إجراء ضد قراره في المحكمة إذا تم إزالة اللوحات الإعلانية".