وقاحة ... غطرسة ... عنصرية ... تزييف تضليل وخداع ... وارهاب دولة منظم ... هي مفردات السياسة الاسرائيلية والتي تستخدم بكل موقف وحدث وحتى بحالة ارتكاب الجرائم والمجازر والقتل العمد وتدمير المنازل واقتلاع الاشجار ونهب الارض وسلبها وتدنيس المقدسات .
كل ما يمارس من افعال وكل ما يجري من ممارسات ... يدلل على ان هذا المحتل الاسرائيلي وبقطعان مستوطنيه لا يريد السلام ... ولا يريد الاستقرار والامن ... بل يريد الابقاء على حالة الصراع بكل نتائجها المفتوحة .
نتنياهو من وجهة نظره العنصرية اليمينية المتطرفة يرى بالمشروع الامريكي المسمى اعلاميا صفقة القرن بأنها افضل خطة بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين ... وحتى الشرق الاوسط وكان نتنياهو يحاول جاهدا ترويج هذه الخطة واعطاءها فرص الحياة والبقاء بتداولها وكأنها مخرج من حالة الصراع ... وبهذا يكون نتنياهو وبحملته الانتخابية يمارس التضليل والخداع ... كما يمارس التهديد واحداث المفاجآت ضد القطاع
كل هذا ليس جديدا في السياسة الاسرائيلية وحتى في سياسة نتنياهو الممتدة منذ سنوات والتي قطع الطريق على امكانية التسوية وتنفيذ الاتفاقيات ... بل ابقى على حالة الصراع المحتدم والتجاهل الفاضح لكافة الاتفاقيات الموقعة ... وحتى للنقطة التي وصلت اليها المفاوضات في عهد اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق أي ان نتنياهو بسياسته العنصرية يريد ما بين فترة واخرى الى اعادة الامور الي نقطة الصفر والابقاء على حالة الصراع في ظل ممارسة سياسته القائمة على التطبيع مع بعض الدول من خلال ثغرة الامن والدعم والتعاون الاقتصادي .
نتنياهو وسياسته الفاشلة والتي لم تحقق نتائج يمكن البناء عليها لتحقيق الاستقرار والامن لا لدولة الكيان ... ولا حتى لدول المنطقة انما يدلل على انه يسير بخطى سياسية تعتمد على بقاء الحال ... وليس تقدمه صوب أي امكانية لإيجاد حلول وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي .
لا يتوقف الامر عند نتنياهو بسياسته المعلنة ... بل تتعدى لتصل لمرحلة التهديد المباشر والايحاء بأن هناك مفاجأة غير متوقعة ستوجهها اسرائيل بضربة غير مسبوقة ... وفي هذا تهديد لأرواح المدنيين والذي يجب الحذر منه وعدم اعطاءه الفرصة لتنفيذ ما يهدد به ... حتى وان كان نتنياهو لا يحتاج الى مبرر او ذريعة للقيام بضربة عسكرية وارتكاب جرائم ومجازر جديدة .
لم يتوقف الامر عند نتنياهو بل خرج علينا داني دانون مندوب اسرائيل بالأمم المتحدة حيث يرى هذا العنصري المتطرف انه لا سلام مع الفلسطينيين الا بتنحي الرئيس عباس .... وهو يعطي لنفسه حقا لا يمتلكه ... وقولا خارج أي سياق سياسي متعارف عليه ما بين الشعوب والدول .... بل يعبر عن سياسة عنصرية وتهديد مباشر لرئيس شعب متمسك بحقوقه وثوابته الوطنية ويطالب بحرية ارضه واقامة دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي واحترام الاتفاقيات .
هذا الخطاب السياسي المعلن للرئيس محمود عباس والذي يحترم من غالبية دول وشعوب العالم لا يعجب هذا المندوب العنصري الذي يرى ان السلام سيتحقق بعد انهاء وجود الرئيس عباس .
الرئيس محمود عباس رئيس الشعب الفلسطيني الذي يمثل الشرعية الوطنية الفلسطينية بكافة مؤسساتها لا يعطي الحق لهذا العنصري دانون ويكل هذه الوقاحة والغطرسة ان يتحدث بما تحدث به .... لكنه تهديد مباشر وغير مباشر يستهدف حياة الرئيس محمود عباس ومدى صموده وثباته والتفاف الشعب الفلسطيني حوله كما احترام العالم لشخصه ودوره حيث انه نائب رئيس الاتحاد الافريقي ورئيس مجموعة 77 + الصين والتي تمثل 135 دولة .
الرئيس محمود عباس بما يحظى به من مكانة واحترام ووضوح في خطابه السياسي والاعلامي ... وما احدثه من تراجع ورفض للخطة الامريكية الاسرائيلية احدث خللا امريكيا اسرائيليا يجعلهم يستخدمون اسلوب التهديد والعقاب وحتى امكانية القتل والخلاص وكأنها تكرار للتجربة التي كانت مع الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات .
علينا الكثير مما يجب عمله بالالتفاف حول الرئيس عباس حتى نقطع الطريق على اسرائيل وامريكا ... ولأننا جميعا اصحاب مصلحة وطنية عليا بالإبقاء على الشرعية الوطنية وعدم المساس بها وبثوابتها وحتى يمكن لنا مواجهة القادم من مخاطر واخطار .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت