تقرير المشروع الاستيطاني على أراضي مطار قلنديا يعزل القدس عن محيطها

 تطرق التقرير الأسبوعي الذي أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير، إلى المشروع الاستيطاني الذي تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه على أرض مطار قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة.

وأوضح التقرير الصادر  يوم السبت، أن "وزارة الإسكان" الإسرائيلية شرعت بإعداد الخطط لبناء مستوطنة جديدة على أراضي المطار، وصولا لجدار الضم والتوسع، الذي سيكون حدا فاصلا بين المستوطنة الجديدة والمناطق الفلسطينية في محيط القدس لعزلها بالكامل، علما أن نتنياهو كان قد جمد تنفيذ هذا المشروع أكثر من مرة.

وحسب التقرير، يقوم المشروع على نحو 1200 دونم، ليشمل أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية، بالإضافة إلى مراكز تجارية بمساحة 300 ألف متر مربع، و45 ألف متر مربع ستُخصص لـمناطق تشغيل، وفندق، وخزانات مياه وغيرها من المنشآت.

وأضاف، ان سلطات الاحتلال وضعت إشارات حمراء على 21 منزلا فلسطينيا قائما منذ سنوات طويلة سيجري هدمها، تمهيدا لإقامة أجزاء من المشروع الاستيطاني فوقها، كما سيتم انتزاع ملكية الأراضي المقامة عليها تلك المنازل، ليشملها هذا المشروع الاستيطاني.

وتابع، ان المشروع يشمل أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية، إلا أن الخطة التطويرية له للعام 2030، سترفع العدد إلى 11 ألف وحدة استيطانية في غضون سنوات قليلة، حيث إن هذه المستوطنة ستشكل تكتلا استيطانيا ضخما على غرار "معاليه أدوميم" شرق المدينة، والتجمع الاستيطاني "كفار عتصيون" جنوبا.

ويحظى المشروع الاستيطاني الخطير بدعم كبير من رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليئون، ورئيس كتلة المعارضة في البلدية، ويعتبر الأضخم بعد مستوطنة "معالية ادوميم" في القدس الشرقية المحتلة.

وفي سياق حملته لانتخابات الكنيست في الثاني من آذار/ مارس المقبل، أعلن نتنياهو، وضع خطط لبناء 5200 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، 2200 منها في مستوطنة "هارحوماه"، المقامة على أراضي جبل أبو غنيم جنوب القدس، و3 آلاف وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات همتوس" على أراضي بلدة بيت صفافا، ما سيزيد من أعداد المستوطنين في المستوطنات المذكورة إلى 10 آلاف.

ولفت التقرير، إلى أن وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت، قرر عقد اجتماع للجنة التخطيط العليا التابعة لسلطات الاحتلال، من أجل المصادقة على مخططات استيطانية في الضفة الغربية، تقضي ببناء أكثر من 1900 وحدة، غالبيتها في المستوطنات المقامة على أراضي رام الله، وذلك قبل انتخابات الكنيست.

وحسب بينيت، سيتم بناء 600 وحدة جديدة في مستوطنة "عيلي"، التي يسكنها حاليا قرابة 930 عائلة، ما يعني أن مخطط البناء الجديد سيضاعف عدد المستوطنين، وبناء 534 وحدة في مستوطنة "شفوت راحيل"، ما يعني توسيع المستوطنة خمسة أضعاف.

وذكر التقرير، أن حكومة الاحتلال تسعى لتقويض السيطرة الفلسطينية على المناطق المصنفة "ب" وفقا لاتفاق أوسلو، وتسعى لاتخاذ خطوات عملية على هذا الصعيد لأول مرة، لذا قرر بينيت حظر البناء الفلسطيني فيها.

وأوعز بحظر بناء الفلسطينيين في تلك المناطق، بذريعة الخوف من "تهديد أمني للمستوطنات القريبة، حيث يدور الحديث عن مبان فلسطينية على مقربة من مستوطنتي "عيلي" و "شيلو" جنوب نابلس، على الرغم من تواجدهما في مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية المدنية.

ويأتي قرار بينيت "على خلفية معطيات جديدة تبين وجود تسارع في البناء الفلسطيني في المناطق المتاخمة للمستوطنات، خاصة في بلدة ترمسعيا ما يهدد مصالح المستوطنين بالخطر"، على حد زعمه.

وقال التقرير، إن طواقم الاحتلال شرعت بوضع لمسات فنية وعلامات للبدء بشق شارع استيطاني يضم أنفاقا وجسورا جنوب نابلس بطول 7 كم، يبدأ من بلدة زعترة، ويخترق حوارة وبيتا وأودلا، لخدمة المستوطنين، بتكلفة مالية تصل إلى مئات ملايين الشواقل.

وأضاف، ان الشارع سيعمل على خلق وقائع جديدة على الأرض، ويستولي على 406 دونمات من أراضي 7 قرى فلسطينية، إضافة الى منع البناء على آلاف الدونمات من الأراضي التي ستكون على جوانب الشارع الاستيطاني.

وبيّن أنه في سياق التحضير لسياسة الضم، أعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية على لسان مديرها يفتاح تال، خلال زيارة قام بها لمستوطنات شمال الضفة الغربية، الاستعداد لخيار ضمها، ضمن خطة خمسية لتعزيز شبكة الكهرباء فيها لتتناسب مع الازدياد المتوقع في أعداد المستوطنين.

ونقل عن مسؤول مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي داغان قوله خلال لقائه مع مدير الشركة، ان الخطة الاستراتيجية للسنوات العشر المقبلة، تقضي بمضاعفة أعداد المستوطنين في الضفة ليصل العدد الى مليون مستوطن.

وأشار التقرير إلى أنه في سابقة لا مثيل لها في تاريخ القانون الدولي والعلاقات الدولية، بدأت ما تسمى لجنة رسم الخرائط الإسرائيلية- الأميركية عملها لتحديد المناطق التي ستعلن إسرائيل من جانب واحد ضمها وفرض السيادة الاسرائيلية عليها في الضفة الغربية.

وفي خطوة مستهجنة زار أعضاء في الكونغرس الأميركي، مستوطنات مختلفة في الضفة الغربية، ومنطقة الحرم الإبراهيمي في الخليل، وغور الأردن، وتجمع مستوطنات "غوش عتصيون"، حيث قال هؤلاء إن "هذه المناطق يجب أن تكون جزءا من إسرائيل"، معتبرين اعتراف ترمب بهذه المناطق أنها إسرائيلية، يظهر مدى قوة الالتزام والعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وفي تواصل ردود الفعل على قرار مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بنشر القائمة السوداء للشركات العاملة في المستوطنات، أشاد المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 مايكل لينك، بالقرار معتبرا اياه "خطوة أولية مهمة نحو المساءلة، ووضع حد للإفلات من العقاب".

وأجرت صحيفة "فاينانشال تايمز" تحقيقا موسعا عن شركة "أمازون" وهي شركة تكنولوجيا أميركية متعددة الجنسيات مقرها في سياتل بواشنطن، تركز على التجارة الإلكترونية والحوسبة والتدفق الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتعد واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا الأربعة جنبا إلى جنب مع جوجل وأبل وفيسبوك.

وكشفت التحقيق عن مدى تقارب الشركة من المستوطنات الإسرائيليّة في الضفة الغربية، حيث تقدم الشحن المجاني إلى جميع المستوطنات الإسرائيلية، ولكنها لا تقدم نفس الخدمة المجانية للفلسطينيين، إلا إذا أدرجوا إسرائيل بلدهم خلال إتمام عمليّة التسجيل للشراء.

وفيما يلي مجمل انتهاكات الاحتلال في محافظات الضفة خلال الأسبوع الماضي:

القدس

أجبرت بلدية الاحتلال عائلة شقيرات على هدم 3 منازل ذاتيا، في قرية جبل المكبر جنوب القدس؛ بحجة البناء دون ترخيص.

كما هدمت جرافات الاحتلال بركسا عبارة عن اسطبل للخيول، وحفرة امتصاصية في بلدة جبل المكبر بمدينة القدس المحتلة، يعودان للمواطن أحمد وراد الزعاترة.

وأغلق الاحتلال طريقا مؤدية إلى برية بلدة السواحرة الشرقية، الواقعة جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، ومنع المواطنين من التنقل عبرها.

رام الله

أصيب خمسة مواطنين عقب اعتداء للمستوطنين على عدد من مربي الأغنام في قرية المغير شمال شرق رام الله، بعد مهاجمة حظائر مواشيهم، ما أدى إلى إصابتهم بكسور ورضوض، نقل 3 منهم إلى مجمع فلسطين الطبي لتلقى العلاج.

يذكر أن مساحة المغير تبلغ 26 ألف دونم، وهي محاطة بأربع بؤر استيطانية، ومعسكر لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

الخليل

أغلقت مجموعة من المستوطنين الطريق الزراعية في منطقة الشويكة شرق بلدة الظاهرية جنوب الخليل بالحجارة والأتربة، لمنع المواطنين والمزارعين من الوصول الى أراضيهم القريبة من مستوطنة "شمعة" المقامة على أراضي جنوبي البلدة.

واستولى جيش الاحتلال على غرفة صفية "كرفان" يستخدمه طلاب قرية سوسيا الواقعة شرق يطا في الخليل تعود ملكيته لمجلس سوسيا، بحجة عدم وجود ترخيص، علما أن الكرفان موجود منذ نحو خمس سنوات، ومنع العمل في تأهيل ملعب المدرسة.

كما أخطر بهدم 4 مساكن شرق يطا، عقب اقتحامها تعود ملكيتها لكل من: عثمان زين، وعزات زين من المجاز، وأحمد مصلح حمامرة من المفقرة، ومحمد حسن أبو عرام من الركيز.

نابلس

أصيب مواطن في الخمسينات من عمره، واثنان من أبنائه الفتية، باعتداء مستوطنين مسلحين يقطنون في البؤرة الاستيطانية "ملاخي هشالوم".

وجرفت آليات الاحتلال مساحات من أراضي قرية جالود جنوب نابلس، وذلك بهدف ربط مستوطنتي "شيلو" و"شفوت راحيل" ببعضهما في أراض تعود ملكيتها لمواطنين من القرية.

كما تشهد البؤرة الاستيطانية "يش كودش"، المقامة على أراضي المواطنين في قرى جالود، وقريوت، وتلفيت، أعمال توسعة أخرى.

وتواصل جرافات الاحتلال عمليات تجريف في أراضي بورين جنوب نابلس في جبل سلمان في منطقة عين الجنينة من أراضي القرية، بهدف شق شارع وتوسعة لمستوطنة "يتسهار"، الأمر الذي سيؤدي الى عزل مساحات شاسعة من أراضي المواطنين، وحرمانهم من الوصول إليها.

سلفيت

شرعت جرافات الاحتلال وبحراسة مشددة من الجيش، بأعمال تجريف لأراضي المواطنين في قرية ياسوف بما يقارب 50 دونما من أراضي المواطنين الواقعة بين قريتي ياسوف واسكاكا وتعرف بمنطقة السرب، المزروعة بأشجار الزيتون لصالح مستوطنتي "نوفي نحمياه" و"تفوح" المقامتين على أراضي القريتين.

وأجبرت سلطات الاحتلال بلدية دير استيا غرب سلفيت على إيقاف العمل بتنفيذ تأهيل طريق زراعية، تقوم به البلدية منذ أيام.

الأغوار

أغلقت قوات الاحتلال فتحات مياه في خربة "علان" في الجفتلك بالأغوار الشمالية، بزعم أنها غير قانونية.

وهدمت آليات الاحتلال العسكرية، بركسا سكنيا واستولت على محتوياته في منطقة تل الصمادي في الجفتلك، وأخطرت بإخلاء أكثر من 15 منشأة.

ولاحقت قوات الاحتلال الرعاة خلال رعيهم الماشية في منطقة البرج، علما أنها لاحقت واحتجزت مجموعة رعاة في المنطقة ذاتها قبل يومين في الأغوار الشمالية، فيما اقتحم المستوطنون منطقتي "أم القبا" و"البرج" في الأغوار الشمالية، بحماية من جيش الاحتلال وشرطته لأكثر من 4 ساعات، وهذه هذه المرة الأولى التي يقتحم فيها المستوطنون المنطقتين بهذه الأعداد الكبيرة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - نابلس