نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يوم السبت، مسيرة جماهيرية حاشدة في مدينة غزة بذكرى انطلاقتها الـ51، تحت شعار "بالوحدة والمقاومة وتعزيز مقومات الصمود نجابه "رؤية ترامب" وعدوان الاحتلال".
وانطلقت المسيرة بمشاركة الآلاف من متنزه بلدية غزة وصولاً لمكان المهرجان المركزي أمام برج شوا- حصري وسط مدينة غزة، بحضور الصف الأول من قيادة الجبهة الديمقراطية وكوادرها، وصف واسع من قيادات القوى الوطنية والإسلامية، وقيادة الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، والوجهاء والمخاتير والشخصيات الوطنية والفعاليات الشعبية والمجتمعية، وحشود من الشباب والمرأة والعمال، وذوي الشهداء والأسرى، وحشود جماهيرية واسعة، حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية وصور الشهداء والأسرى، ويتقدم المسيرة عرض كشفي يعزف على وقع أغاني الجبهة والهتافات الوطنية والأهازيج.
وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسئول إقليمها في قطاع غزة صالح ناصر كلمته، قال فيها: "نعبر اليوم عاماً جديداً من عمر جبهتنا الديمقراطية، مستمرة في مسيراتها النضالية المجيدة المعمدة بدماء ألاف الشهداء والجرحى وتضحيات عشرات ألوف الأسرى المناضلين، شكلت انطلاقة الجبهة فجراً جديداً في مسيرة الشعب والثورة، وفي بلورة البرنامج الوطني المرحلي بركائزه الثلاث العودة والدولة المستقلة بعاصمتها القدس وتقرير المصير، الذي فتح آفاق الاعتراف الدولي بحق شعبنا في تقرير المصير وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً".
مبادرة الجبهة الديمقراطية تدعو لتبني إستراتيجية جديدة بديلة لمسار أوسلو
وأوضح ناصر في كلمته أمام الجماهير المحتشدة بغزة، أن الجبهة شقت طريق المقاومة المسلحة المسيسة، وساهمت في إطلاق وقيادة الانتفاضة الشعبية الكبرى التي تُوجت بإعلان الاستقلال، وانتفاضة الأقصى التي فرضت الإجماع الدولي على حق شعبنا في الاستقلال. مشدداً على أن الجبهة هي المدافع عن الوحدة الوطنية في إطار م.ت.ف، وصون استقلالية القرار الوطني الفلسطيني.
وبين القيادي في الجبهة الديمقراطية أن "شعبنا يعيش مرحلة حاسمة وحرجة، وتحدياً مصيرياً نتيجة إعلان صفقة ترامب- نتنياهو "رؤية ترامب" التي شكلت انحيازاً كاملاً لليمين الإسرائيلي المتطرف، وجريمة بحق شعبنا وحقوقه الوطنية. مشيراً إلى أن مبادرة الجبهة الديمقراطية منذ عام 2011، تدعو لتبني إستراتيجية جديدة للعمل الوطني بديلة لمسار اتفاق أوسلو العقيم، أضحت موضع إجماع وطني عبرت عنه قرارات المجلسين المركزي والوطني."
ودعا ناصر لتحصين الموقف الوطني الفلسطيني في مواجهة "رؤية ترامب" باعتبارها الأساس المتين لتصليب المواقف العربية والدولية المؤيدة للحقوق الوطنية لشعبنا. مؤكداً أن العامل الحاسم في مواجهة "رؤية ترامب" هو صمود شعبنا على أرضه ووحدته ومقاومته.
عقد اجتماع إطار تفعيل وتطوير المنظمة
وأكد ناصر ضرورة عقد اجتماع عاجل لإطار تفعيل وتطوير م.ت.ف للبدء الفوري بتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني ورسم الإستراتيجية البديلة لأوسلو، وإنهاء الانقسام، وتفعيل وتطوير أداء مؤسسات م.ت.ف وإصلاح الخلل القائم في العلاقات الداخلية.
وشدد على أن "استنهاض عناصر القوة لشعبنا، بتصعيد المقاومة الشعبية بكل أشكالها، وتطوير وتأطير الحراك الشعبي المنتفض ضد "رؤية ترامب" وصولاً لانتفاضة جماهيرية عارمة ضد الاحتلال، وتوفير مقومات الصمود لشعبنا، وتعزيز الحريات العامة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وتفعيل المؤسسات النقابية واتحاداتها الشعبية بعملية ديمقراطية جادة بالتمثيل النسبي الكامل، وتفعيل الحراك الفلسطيني على الصعيد الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة بالدعوة لمؤتمر دولي بحضور الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وبسقف".