كشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري أن وفدا من الحركة برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية سيزور العاصمة الروسية موسكو مطلع مارس المقبل.
وأكد العاروري في حوار مع قناة "الأقصى" الفضائية بأن "الدبلوماسية الحمساوية لا تعمل من أجل حماس وإنما من أجل قضايا شعبنا وحقوقه"، موضحا أن "حوارات رئيس الحركة مع القادة والرؤساء تركزت على صفقة القرن وسبل مواجهتها وحصار غزة."
صفقة القرن
وأكد العاروري رفض حماس لصفقة القرن التي اعتبر "كل مكوناتها هي عبارة عن موبقات سياسية"، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تعتمد في سياستها على فرض صفقة القرن بالقوة على شعوب المنطقة.
وقال إن صفقة ترامب هي رؤية إسرائيلية وصاغها قادة الاحتلال، داعيا لمواجهتها عبر تفعيل المقاومة الشاملة ميدانيا، قائلا إن "موقفنا الثابت من صفقة ترمب هو المواجهة الميدانية مع الاحتلال، ونعول على حركة شعبية ميدانية تتصدى لكل أبعادها (الاستيطان، التطبيع، الاحتلال العسكري، مخططات المصادرة والتهويد والاقتلاع)".
وأكد القيادي الفلسطيني أن التوافق الوطني واجب وضرورة من أجل مواجهة صفقة ترامب، وقال إننا "واثقون أن أي برنامج وطني مشترك قادر على افشال صفقة للقرن ومفاجأة العالم".
وأضاف: حين يكون هناك زخم شديد للنضال الشعبي فإن الاحتلال سيعجز عن مواجهته، ولن تستطيع أمريكا فرض الصفقة علينا.
وأكد العاروري أن "جهود الرئيس محمود عباس (أبو مازن) السياسية والدبلوماسية في مواجهة الصفقة مقدرة وإيجابية، لكن الرئيس أبو مازن أضعف موقفه بالاعتماد على المسار السياسي فقط كوسيلة لمواجهة الاحتلال على حساب العمل الوطني والميداني، والعمل عمل السياسي المرتكز فقط على ضمير العالم والشرعية الدولية غير كافٍ لردع الاحتلال عن سلوكه".
الوحدة ووفد فتح
وأكد نائب رئيس حركة حماس أن أفضل فترات المواجهة مع الاحتلال كانت عندما تحقق التوافق الوطني، لافتا إلى أن حماس رحبت منذ اليوم الأول بزيارة وفد فتح لغزة؛ لكنها فتح تذرعت بالترتيبات الفنية للتهرب من اللقاء.كما قال
وقال: نؤكد موقفنا أننا نريد أن يأتي الجميع ونلتقي جميعًا، فكل القوى معنية بالتصدي لصفقة القرن، ونحن نريد أن يكون الجميع شركاء في تحمل هذه المسؤولية، ونحن حريصون في هذا الوقت أن يظل الجو العام والمزاج الوطني موحدًا في مواجهة المشروع الأمريكي، وأن نتجاوز كل ما يعكره.
التطبيع
كما كشف العاروري عن مشاركة بعض الدول العربية في صياغة صفقة القرن، قائلا: "لدينا معلومات أن دولا عربية شاركت في صياغة الصفقة ومطلعة عليها منذ زمن، وهناك دولا عربية تشارك بفعالية في تمرير صفقة القرن وضغطت على القيادات الفلسطينية من أجل القبول بها."
وعن لقاء الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال العاروري إنه "مع الأسف جرى ترتيبه برعاية دول عربية ودفعت الاموال من أجل ان يكون للاحتلال علاقات مع الدول العربية."
وأشار إلى أن نتنياهو يكذب في بيانات التطبيع من أجل تحسين اوضاعه الانتخابية وللتأثير على روح المقاومة في الأمة.
كما عبر العاروري عن أسفه لمحاكمة السلطات السعودية معتقلين فلسطينيين في سجونها بتهمة دعم أهلنا في غزة والضفة والقدس.كما قال
ووجه العاروري رسالة لكل "المطبعين"، قائلا:" أنتم واهمون إذا اعتقدتم أن دولة الاحتلال يمكن أن تكون صديقاً لأحد فهي العدو الأول لأمتنا".
وأشاد القيادي الفلسطيني بموقف الدول الرافضة لصفقة القرن، مشيرا إلى أنه تحدث قبل أيام قليلة مع حسن نصر الله وأكد استعداده التام للعمل المشترك لمواجهة صفقة القرن
وأضاف "التقنا مع حزب الله، وكان لديهم موقف واضح وقاطع بأن صفقة القرن هي مؤامرة على هذه المنطقة، وأكدوا أيضًا استعدادهم لبرنامج عملي لمواجهة هذه الصفقة".
تهديدات الاحتلال
وحذر العاروري الاحتلال الإسرائيلي من مغبة تنفيذ تهديداته، وقال في رسالته لقادة الاحتلال: حساباتكم دائما كانت خطأ مع المقاومة وستكون كذلك في أي جولة قادمة.
وأضاف: "لا نأبه بالتهديدات الإسرائيلية لقادة الحركة في غزة لكننا نتعامل معها بكامل الجدية، ولسنا في مجال الصبر الاستراتيجي على الاحتلال وسنرد على اي اعتداءات إسرائيلية."
العلاقة مع مصر
وأكد العاروري أن العلاقة مع مصر مستقرة ونسقها العام ايجابي؛ و"نحن حريصون على نموها وتطويرها، وبالحوار نزيل الشوائب ونواصل تعزيز العلاقات".
وقال إن زيارة الوفد الأمني المصري الأخيرة لغزة جاءت على قاعدة التنسيق المشترك المستمر بين الطرفين، موضحا بأن "مصر وجهت دعوة لقيادة الحركة لزيارة القاهرة لبحث عدد من الملفات المهمة (..)مصر تعد بمثابة البيت الثاني للحركة، مشددا على استقرار العلاقة وحيويتها.
وشدد العاروري على أن كسر حصار غزة أولوية لدى قيادة الحركة، لافتا إلى أنه لا يوجد أي التزام من الاحتلال بالتفاهمات، ودائما ما يخرقها، وموقفنا هو أن الاحتلال ما دام يفرض حصاره على غزة فهو ملزم بتوفير كل الاحتياجات الإنسانية من ماء وغذاء ودواء وكهرباء.
وأضاف: إذا كان الاحتلال لا يريد أن يزود شعبنا باحتياجاته الأساسية، فعليه أن ينسحب من البحر ويترك حدود فلسطين من جهة غزة مفتوحة بيننا وبين العالم.
الضفة المحتلة
كما تطرق نائب رئيس حماس إلى اعتقل قوات الاحتلال للقيادي في الحركة رأفت ناصيف، وقال إن "ناصيف شخصية وطنية بارزة لا تعرف الانكسار؛ ولا ينتظر طويلا بعد خروجه من السجن حتى يمارس عمله الوطني."
وأضاف أن القيادي ناصيف يؤدي ادوارا وطنية تجميعية ولهذا السبب الاحتلال مستمر في استهدافه.
وشدد العاروري على عمل حماس على تحرير الأسرى لدى الاحتلال، وقال:" نعد أسرانا البواسل ببذل كل الجهود من أجل تحريرهم من القيد."
ووجه العاروري رسالة إلى شباب الضفة قائلا:" بقدر ما نرفع من سقف مقاومتنا بقدر ما نقترب من نهاية الاحتلال، مؤكدا أن شباب الضفة يرفض العيش تحت رحمة الاحتلال ومؤمن بأن بناء المستقبل يبدأ باقتلاع الاحتلال."
وأشار العاروري إلى تزايد المستوطنين والاستيطان في الضفة في ظل المفاوضات بشكل كارثي، معتبرًا أن الاستيطان هو السلاح الأكثر فتكا وايذائنا للشعب الفلسطيني.
الفجر العظيم
وعبر نائب رئيس حركة حماس عن فخره بحملة "الفجر العظيم"، مؤكدا أنها "دليل جديد على حيوية شعبنا وايمانه بقضيته؛ والحملة أصبحت ترعب الاحتلال."