لجنة التواصل: هدفنا إقناع اليمين الإسرائيلي بأن الحل يكون عبر المفاوضات على أسس الشرعية الدولية

تعقد "لجنة التواصل الفلسطينية مع المجتمع الإسرائيلي" اجتماعا قريبا لها، لتدارس خطة عملها المقبلة، بعد رفض الرئيس محمود عباس (أبو مازن) استقالتها، وإعلانه دعمها عقب موجة الانتقادات الحادة التي وجهت إليها أخيرا، بسبب لقاءاتها مع شخصيات إسرائيلية، من بينها شخصيات محسوبة على اليمين، وذلك رغم تجدد المطالبات الفلسطينية بحلها.

وأكد الدكتور زياد درويش، عضو لجنة التواصل لصحيفة  "القدس العربي"، ان اللجنة ستعقد اجتماعا لـ "تقييم الوضع"، خاصة بعد رفض الرئيس استقالة رئيسها محمد المدني، خلال اللقاء الذي عقد مساء أول من أمس الاثنين.

وقال درويش إن الرئيس أبلغهم خلال الاجتماع أنهم سيستمرون في عملهم طالما بقي الهدف الذي تأسست اللجنة من أجله، مؤكدا أن هذه اللجنة تعمل حاليا على تطوير عملها بشكل أكبر.

وحول سبب استمرار اللجنة في عملها، ولقائها بإسرائيليين، في ظل الوضع السياسي الراهن، واتجاه اليمين الإسرائيلي نحو ضم مستوطنات الضفة والاستيلاء على منطقة الأغوار، خاصة وأن اللقاءات الأخيرة التي نظمتها اللجنة لإسرائيليين زاروا مدينة رام الله، قوبلت بانتقادات من تنظيمات تتبع منظمة التحرير، وفصائل أخرى، ومؤسسات مجتمع مدني، اعتبر درويش أن ما تواجهه اللجنة حاليا من انتقادات أشبه بـ "زوبعة في فنجان"، وقال إن اللجنة لم تتخل عن مبادئ منظمة التحرير الفلسطينية ولا عن ثوابت الشعب الفلسطيني. ودافع عن عمل لجنته أيضا بالقول "نحن نحمل خلال لقاءاتنا مع الإسرائيليين الهم الفلسطيني، وهدفتا هو التأثير في المجتمع الإسرائيلي لصالح القضية الفلسطينية".

وأشار درويش إلى أنه في ظل الانتقادات الفلسطينية الموجهة للجنة، هناك هجوم آخر عليها من حكومة الاحتلال، التي تعتبر تحركاتها خطرا على رؤيتها السياسية، خاصة بعد عقد اللجنة أخيرا اجتماعات مع شخصيات محسوبة على "اليمين الإسرائيلي"، وعدم اقتصار الجلسات على اليسار.

وعن أهمية اللقاءات مع الشخصيات اليمينية الإسرائيلية، في ظل أفكارها ذات الطابع المتطرف، التي تدعم سياسات الاستيطان والضم والتوسع، وتدمير أسس حل الدولتين، أجاب درويش "نحن نبين لهم أن هناك شعبا فلسطينيا، وله حقوق، وأن هناك لاجئين ولهم حق في العودة لديارهم، وفق قرارات الشرعية الدولية".

ويؤكد درويش أن اللقاءات التي عقدت مع "اليمين الإسرائيلي" أظهرت أنهم "جهلة" في السياسة، ويضيف "كانوا يسألون أسئلة تافهة، يعرفها أصغر طفل فلسطيني"، ويوضح أن اللجنة تطلع هؤلاء على الواقع المرير للشعب الفلسطيني، جراء قرارات حكومة إسرائيل فرض الحواجز وبناء الجدار، والاستيطان، الذي يدمر أسس السلام.

ويضيف "هدفنا هو إقناع اليمين بأن الحل يكون من خلال المفاوضات على الأسس التي وضعتها الشرعية الدولية، وأن تبدأ المفاوضات من النقطة التي انتهت عندها بين الرئيس عباس، ورئيس وزراء إسرائيل السابق أيهود أولمرت".
لكن العضو في لجنة التواصل، يشير إلى أن هذا الأمر ليس بالسهل، ويحتاج إلى مزيد من العمل والتحرك.

جدير بالذكر أن هذه اللجنة نظمت لقاءات لأعضاء من اليمين الإسرائيلي، خلال الأيام الماضية، مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية، وعقدت هذه اللقاءات في مدينة رام الله، وسط احتجاجات وانتقادات حادة من الفصائل والنشطاء المعارضين للمفاوضات، خاصة بعد طرح الإدارة الأمريكية "صفقة القرن"، باعتبار ذلك تطبيعا يضر بالقضية الفلسطينية.

وبسبب الهجمة التي تعرضت لها اللجنة، قدم رئيسها محمد المدني، وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، الأحد الماضي، استقالته للرئيس عباس، حيث ترددت أنباء أن هناك أعضاء في القيادة الفلسطينية وحركة فتح لم يرق لهم عمل اللجنة، التي شكلت بقرار من الرئيس الفلسطيني.

ومن أجل ذلك استقبل الرئيس عباس ليل الإثنين، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، اللجنة، وقال "إن العمل الذي تقومون به عمل وطني بكل المقاييس، وعمل قد يكون محفوفاً ببعض الصعوبات والمشاكل، ولكنه عمل يكمل العمل الوطني".

وأضاف "أن تذهب للطرف الآخر لتحدثه في بيته وتقنعه بأنك تريد السلام فهذا شيء نحن نقدره عاليا، ونقدر لكم جميعا وعلى رأسكم الأخ محمد المدني الذي تعرض فيما مضى لبعض الصعوبات، ولكن يجب علينا كلنا أن نعرف ان هذا العمل قد لا يفهمه الآخرون، لذلك يأخذون القشور ولا يأخذون الحقيقة، لذلك يتصرفون مثل هذه التصرفات".
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله