تعزيز الصمود الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن

بقلم: سري القدوة

سري القدوة

إن الشعب الفلسطيني يمر في أصعب ظروفه على الاطلاق وان هذه الظروف تشابه الى حد كبير مجريات واحداث النكبة المؤلمة عام 1948 حيث  يعيش مرحلة حاسمة وحرجة وتحدياً مصيرياً نتيجة إعلان صفقة ترامب- نتنياهو «رؤية ترامب» التي شكلت انحيازاً كاملاً لليمين الإسرائيلي المتطرف وجريمة بحق شعبنا وحقوقه الوطنية وسرقة لأرضه وضياع مستقبله والعيش في اوهام وأكاذيب خادعة يمارسها الاحتلال والعصابات من المستوطنين القتلة الذين يمارسون ارهاب الدولة المنظم بحق الشعب الفلسطيني للنيل من حقوقه التاريخية وإعادة تشريده من جديد لضمان سيطرتهم على الاراضي الفلسطينية والوقوف بوجه أي محاولات لقيام الدولة الفلسطينية ومنع قيامها بأي شكل كان .

ان حكومة الاحتلال الإسرائيلية تواصل اتباع سياساتها الارهابية واغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني ضاريتين بعرض الحائط القانون الدولي وأنه من الواضح أن ما يسمى بـخطة السلام التي أعلنت عنها الولايات المتحدة شجعت الاحتلال على اتخاذ الإجراءات غير القانونية وممارسة سياسة التنكر للقيادة الفلسطينية والالتفاف عليها لخلق شخصيات بديلة لتمرير صفقة القرن من خلال ادارات محلية تتوافق مع مخطط الاحتلال لضرب الصمود الشعبي الفلسطيني والنيل من وحدة الموقف الفلسطيني .

ان تلك الارهاصات والظروف الصعبة تتطلب العمل على تدعيم الموقف الوطني الفلسطيني في مواجهة «رؤية ترامب» باعتبارها الأساس المتين لتصليب المواقف العربية والدولية المؤيدة للحقوق الوطنية الفلسطينية حيث أن العامل الحاسم في مواجهة «رؤية ترامب» هو صمود الشعب الفلسطيني وتوفير مقومات داعمة لهذا الصمود على الارض وفي الميدان وعم الوحدة والانطلاق من اجل ضرورة عقد اجتماع عاجل للمجلس الوطني الفلسطيني واتخاذ قرارات مصيرية لمواجهة ما يسمى صفقة القرن وحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه التاريخيه وخاصة حق تقرير المصير وضمان عودة اللاجئين الي ديارهم والعمل على تفعيل الاطر الجماهيرية من خلال وحدة الموقف وحركة التكاتف الجماهيري واستنهاض عناصر القوة والصمود وضرورة تفعيل الحراك الشعبي المنتفض ضد «رؤية ترامب» وصولاً لانتفاضة جماهيرية عارمة والعصيان المدني ضد الاحتلال .

ان شعب فلسطين لقادر على مواجهة صفقة القرن بصموده وتضحياته وكما اسقط مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية لقادر على اسقاط «صفقة ترامب- نتنياهو» مثلما اسقط مشاريع التصفية العدوانية التي تهدد حقوق شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، وفي ظل هذا الاشتباك يجب تعزيز الصمود الوطني لأنه لا حياد في الموقف الوطنية ولا مساومة على الحقوق الفلسطينية ولا بد من الاستمرار في جهود بناء الدولة الفلسطينية وحماية المؤسسات الوطنية على طريق الانفكاك من الاحتلال وتابعياته والاعتماد على الموارد الفلسطينية لبناء الدولة وحماية الاقتصاد الفلسطيني وكسر سياسة الاحتكار الصهيونية  .

ان شعب فلسطين بصموده علي ارضه وحماية وطنه والدفاع عن هويته الفلسطينية المستقلة لا يمكن له الخضوع لإرادة الاحتلال ومشاريع التصفية والتهديدات الاسرائيلية ضد قيادة الشعب الفلسطيني او محاولات اجهزة الموساد والمخابرات الاسرائيلية النيل من القيادة الفلسطيني وصمود الرئيس الشجاع القائد محمود عباس فلا يمكن ان ترهبنا هذه التهديدات او تنال من صمود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية وإصراره على نيل حقوقه التاريخية وان هذه المواقف لا يمكن مساومتها في المال السياسي المشروط او شراء الزمم، فلن يجد الاحتلال ما يريد ولن ينال من عزيمة شعب فلسطين وإصراره على نيل حقوقه الثابتة وسيمضى شعبنا موحدا من أجل إسقاط «مؤامرة ترامب» وصولاً إلى الحرية والاستقلال والعودة .

بقلم  :  سري القدوة

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت