هل ما يجري في إدلب للتقاسم الوظيفي وتوازن المصالح أم لإنقاذ سوريا ؟

بقلم: محمد حسن أحمد

محمد حسن أحمد

    باتت محافظة ادلب حلبة تقاسم مصالح على حساب مقدرات الأمة العربية حالها حال واقع الأمة العربية خاصة بعد ما يسمى الربيع العربي ، حيث شهدت المنطقة العربية تحولات كبيرة وعميقة أصبحت معالمها واضحة ، فما يحدث من التدخل الروسي في سوريا مرده إلى المصالح الروسية في المنطقة العربية وليس لحماية النظام أو الحرص على سلامة أرواح المواطنين السوريين بل إن تقاسم النفوذ الأمريكي الروسي جعل الإدارة الأمريكية تغض طرفا طالما أن مصالحها لم تهدد هي وحليفتها اسرائيل ، فالتواجد الأمريكي حاضر سواء بشكل مباشر كحال روسيا في سوريا أو من خلال وكلاء من أمة العرب للحفاظ على مصالح الاستعمار الجديد للمنطقة العربية بوجهه الجديد في ظل توازن المصالح على حساب المصالح العربية ومقدراتها ، والمتتبع لسيناريوهات المشهد في منطقة الشام بما فيها فلسطين يدرك حجم المأساة التي مازالت تلاحق الشعوب العربية التي أصبحت في حيرة من أمرها جراء ممارسات الأنظمة الحاكمة  وتحالفاتها المعطلة لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية التي تتوق إلى الماضي التليد لعزة المسلمين ومجدهم ،
حيث إن القدس أولى القبلتين مسرى الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه لم يعد يحظى بمكانة لدى الزعماء المسلمين وترك الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والإدارة الأمريكية وحيدا إلا من الوساطات الدبلوماسية وكأن الصراع دائر بين صديقين لهم ليستمروا في الوقوف على مسافة واحدة بين الفلسطينيين من جهة والاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى ، و لئلا نبتعد عن موضوع إدلب فإن ما يجري بعيداً عن التفاصيل ومجريات الأحداث العسكرية والدبلوماسية يأتي في إطار تقاسم المصالح بين روسيا وحلف الناتو لكي يأخذ كل طرف حصته من أرض العرب لتعزيز وضعه الجيوستراتيجي على الرغم من الدماء النازفة وهجرة المواطنين السوريين من وطنهم ، فالاستراتيجية هي فن استخدام القوة لتحقيق الهدف أو الأهداف ،
ويظل أمامنا المشهد مائلاً على مسرح الأحداث في المنطقة العربية ككل وليس سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن وغيرها ، فأين قوة العرب والمسلمين النابعة من المصير المشترك حسب ميثاق الجامعة العربية ، فإمكانات العرب والمسلمين كبيرة وعظيمة  ، لكنها لم توظف لتحقيق الهدف المشترك منذ سيطرة الاحتلال على المسجد الأقصى وصولاً إلى إعلان ترامب بأن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل وإعلان ما يسمى بصفقة القرن التي تباركها دول عربية ، وفي هذا السياق نستذكر المثل الشعبي أكلت يوم أكل الثور الأبيض ، فهل من صحوة عربية إسلامية للحد من الهجمة الاستعمارية الجديدة أم سنظل من البكائين على الأطلال وأمجاد العرب ، وأختتم بأن القدس هي ترمومتر القوة أو الضعف للأمة العربية والاسلامية ، متمنين السلامة لأمة العرب والمسلمين والخروج من هذا الواقع الأليم.


بقلم /أ.محمد حسن أحمد

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت