غادر وفد قيادي من حركة "حماس"، يوم الأحد، قطاع غزة متوجها إلى العاصمة المصرية، القاهرة، لبحث عدد من الملفات مع مسؤولين مصريين.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم الحركة، في تصريح لوكالة "الأناضول" التركية، إن هذه الزيارة "تأتي في سياق التنسيق والتواصل المستمر بين حماس والقاهرة".
وبيّن أن الوفد سيبحث مع المسؤولين المصريين عددا من "الملفات المركزية، تتعلق بدور مصر في التخفيف من الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، جرّاء الحصار الإسرائيلي المتواصل للعام الـ13 على التوالي".
واستكمل قائلاً "كما سيناقش الوفد سبل دور مصر في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة".
وأوضح أن من بين الملفات التي ستطرح هو "الدور المصري في ترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة مخاطر صفقة القرن".
كما سيبحث الطرفان، بحسب قاسم، الجهد الأمني المشترك على جانبي الحدود بين قطاع غزة ومصر، بما يحفظ من أمن الجانبيْن.
وكان مصدر فلسطيني، قد قال لوكالة "الأناضول"، في تصريح سابق، إن الوفد برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة، روحي مشتهى
إلى ذلك، ذكرت مصادر مصرية خاصة أن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة، استعجلوا قيادة حركة "حماس" لإرسال وفد إلى القاهرة، في أسرع وقت، مؤكدة في الوقت ذاته أن الأمر لن يقتصر على الجوانب السياسية فقط.
وكشفت المصادر، التي تحدثت لصحيفة "العربي الجديد"، أن مصر بصدد الاتفاق على ترتيبات مع "حماس" بشأن التنسيق في استعدادات طبية لمواجهة فيروس كورونا، خشية انتقاله وانتشاره في قطاع غزة، في ظل تراجع الخدمات الطبية والصحية.
وأوضحت المصادر أن تلك الخطوة تأتي بناء على مطلب من الجانب الإسرائيلي استناداً إلى الوساطة التي تقوم بها القاهرة مع الحركة، إضافة إلى اعتبار أن ذلك يُعد محل اهتمام مشترك نظراً لمجاورة القطاع لمصر عند الحدود الشرقية.
وأضافت المصادر أن القاهرة من المقرر أن تقدّم لأهالي القطاع كافة المساعدات اللازمة في هذا الصدد، مع السماح بإدخال شحنات كبيرة من المستلزمات الطبية والأدوية، ورفع كفاءة المنشآت الطبية في غزة، لافتة إلى أن الأمر بات يمثل هاجساً كبيراً لمصر، خصوصاً في ظل مخاوف من انتقال الفيروس من المواطنين القادمين من الخارج إلى القطاع.
وأوضحت المصادر أن هناك مخاوف كبيرة لدى الجانب المصري، من عودة عدد من الفلسطينيين الذين يسافرون إلى إيران، ثم يعبرون من مصر إلى غزة. وأشارت إلى أن المسؤولين في جهاز المخابرات طالبوا المسؤولين في "حماس"، باعتبارهم مسؤولين عن إدارة القطاع، بضرورة التشديد على المواطنين بعدم السفر إلى إيران، في ظل تحوّلها إلى أكبر بؤرة لانتشار المرض في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن ذلك التوجيه يأتي في ظل العلاقات القوية بين الحركة وطهران.
وفي ما يتعلق بالمباحثات الخاصة بالتهدئة في قطاع غزة، أكدت المصادر "انتهاء الجولة الأخيرة من التصعيد"، مضيفة أن "الهاجس الطبي بشأن الأوضاع في القطاع في ظل تفشي كورونا وتحوّله لوباء، هو ما يشغل كلاً من مصر وإسرائيل حالياً".