حين بدأت تتفشى الكورونا في دول عربية مجاورة اعتقد البعض بأن احتمال تقشيها عندنا في فلسطين يظل واردا، في ظل تدفق سياح، إلى فلسطين، وبعدما تبين بأن وفدا كوريا زار فلسطين، واكتشف حين عاد الوفد الى كوريا بأن عددا من الوفد السياحي أصيب بعدوى كورونا، وسادت حالة من الهلع في فلسطين، لأن الوفد زار أماكن فلسطينية، واحتمال نقله للعدوى للفلسطينيين، الذين رافقوا الوفد كان محتملا، ولكن قبل أيام تبين بأن هناك مصابين في بيت لحم ما استدعى إلى فرض حالة طوارئ، وهذا ما تفعله الدول عندما تصيبها كوارث، فالناس هنا تخيفهم الشائعات أكثر من الكورونا نفسها، لأن الشائعات تثير في قلوب الناس هالة من الهلع،
ففي فلسطين تسود حالة من الترقب. والملاحظ بأن أخبار الكورونا غطت على كل الأخبار، وباتت حديث الساعة . مما لا شك فيه فإن الكورونا وباء لا استهتار به، لا سيما إذا أصاب بلدا فإن احتواء الوباء يكون اولوية قسوة لدى الحكومة ، ولكن ما يكتب على منصات التواصل الاجتماعي من نكات ومزاح واستخفاف، وأن هذه أرض مقدسة لا يمكن أن تصاب بالكورونا وأشياء كثيرة تكتب لا داع لها في ظل وباء خطير لا يمكن التعامل معه سوى باخذ الحيطة والحذر. فالكل هنا يتحدث عن كورونا، ولا حديث آخر يتحدثون به، لأن ما يسمعونه عن الإصابات في دول العالم من خلال استمرار تفشي كورونا في دول جديدة إنما يبعث على القلق، لكن عندنا فالوضع الصحي مسيطر عليه .
لا شك بأن الكورونا مع استمرار تفشيها في دول العالم تجعل المرء خائفا، وكما أن استفحالها يعطل اقتصاد البلدان، أما عندنا فالمحافظات أخذت جراءات لمحاصرة الكورونا لكي لا تنتقل من محافظة إلى محافظة. فأينما يذهب المرء لا حديث سوى الحديث عن الكورونا، فمتى ستذهب هذه الغمامة عن العالم وعن فلسطين كي تعود الحياة إلى طبيعتها؟
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت