قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ، إن السلطات السعودية أفرجت عن أميرين تم اعتقالهما ضمن حملة الاعتقالات التي طالت عدداً من أمراء العائلة الحاكمة صباح الجمعة.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر خاصة لم تسمها أن "السلطات السعودية أفرجت عن وزير الداخلية السعودي السابق الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، ووالده أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، عقب استجوابهما.
ويأتي استجواب الأميرين في ظل حملة طالت عدداً من أمراء العائلة الحاكمة والشخصيات السعودية النافذة، من ضباط ومسؤولين في وزارة الداخلية، بتهم تتعلق "بخيانة الوطن"، في محاولة من ولي العهد محمد بن سلمان "تعزيز سطوته داخل العائلة الحاكمة"، بحسب الصحيفة.
ورغم توارد أنباء عن أن حملة الاعتقالات طالت عدداً كبيراً من المسؤولين من بينهم الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وولي العهد محمد بن نايف، والأمير نواف بن نايف، إلا أنه لا يوجد أرقام دقيقة لعدد الأمراء والمسؤولين المعتقلين، في حين ذكرت مصادر لصحيفة "واشنطن بوست" أن العدد قد يرتفع في الأيام القادمة إلى 15 أميراً.
ولم يصدر أي تعليق فوري من السلطات السعودية حول الأنباء المتواردة عن حملة الاعتقالات الأخيرة.
خطوة استباقية ورسالة إلى الأمراء
وكانت وكالة أسوشييتد برس، قد لفتت في تقرير يوم الأحد إلى أن اعتقال الأمراء قد يكون خطوة استباقية لإدارة المخاطر التي تحول دون تسلم محمد بن سلمان العرش خلفا لأبيه، فضلا عن كونها رسالة إلى أمراء العائلة الذين يشعرون بالظلم والحرمان من الحقوق بأن "لا حصانة لأحد بعد الآن".
في حين أن موقع ميدل إيست آي، نقل عن مصادر مقربة من العائلة الحاكمة لم يسمها أن "ولي العهد محمد بن سلمان لن ينتظر حتى وفاة أبيه ليتولى مقاليد الحكم، إذ أن وجوده على قيد الحياة يعطيه مزيداً من الشرعية في ظل معارضة أمراء من العائلة لهم الأولوية الوراثية في الصعود إلى الحكم".
وأضاف الموقع أن الأمير محمد بن سلمان ينوي استخدام النسخة الـ 15 لمنتدى مجموعة العشرين، التي ستقام في السعودية، للإعلان عن توليه العرش.
وكانت وكالة الرسمية السعودية قد نقلت الأحد، صورا للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال مراسم أداء القسم لسفيرين سعوديين معينين حديثا لدى أوكرانيا والأوروغواي، في العاصمة الرياض.
ويعد ذلك بمثابة الظهور الأول للملك، بالتزامن مع تداول وسائل إعلام إشاعات عن "وفاته أو احتضاره"، نقلا عن حساب على تويتر باسم "مجتهد" (يتابعه أكثر من 2.2 مليون متابع).
اعتقالات داخل فلل خاصة
من جهتها لفتت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن السلطات السعودية اعتقلت الأمراء داخل فلل خاصة تابعة للقصر الملكي وسمحت لهم بالاتصال بذويهم.
ظهور مرتقب للأمير أحمد بن عبدالعزيز
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن الأمير أحمد بن عبدالعزيز طلب من عائلته إحضار "البشت" وهو لباس تقليدي يتم ارتدائه في المناسبات الرسمية والمحافل العامة، في إشارة إلى احتمال ظهور الأمير إلى العلن "بالإكراه" بحسب مانقلته الصحيفة عن المصدر.
وكانت اسوشييتد برس قد لفتت إلى أن الأمير أحمد بن عبدالعزيز قد عبّر لدوائر مقربة منه عن استيائه من قرار إغلاق الحرمين الشريفين، بسبب فيروس كورونا، كما أنه يتبنى منذ صعود الأمير محمد بن سلمان إلى ولاية العهد، توجهات رافضة للتغييرات السياسية والاجتماعية، التي يقوم بها الأمير البالغ من العمر 34 عاماً.
يذكر أن الأميرين أحمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف، يعدان من أبرز شخصيات العائلة الحاكمة، وكانا مؤهلين للصعود إلى سدة الحكم، كما شغلا كلاهما في سنوات سابقة منصب وزير الداخلية.
كما أن الأمير أحمد، الذي شغل منصب وزير الداخلية لفترة قصيرة في 2012 ينتمي للجناح السديري الأقوى والأكثر نفوذا في العائلة الحاكمة، وهم أبناء الملك عبد العزيز آل سعود، من زوجته حصة بنت أحمد السديري.
فيما ذكرت أسوشييتد برس أن ولي العهد السابق محمد بن نايف، كان شخصية مفضلة لدى مسؤولي المخابرات الأمريكية، لتعاونه في مكافحة الإرهاب في السنوات الماضية ضد تنظيم القاعدة عندما كان وزيرا للداخلية (2012 - 2017).
وأضافت أن الأميرين أحمدبن عبدالعزيز ومحمد بن نايف، بديلين محتملين لتولي الحكم في المملكة، مستشهدة على ذلك بتقرير سابق لـ"مجموعة أوراسيا الاستشارية".