" كـأن على رؤوسهم الطير" ..
عالم من العلاقات المختلطة والمشاعر الجياشة والحذر والترقب وانتظار ما سيأتي !!
" الكورونا " حديث الناس ، ولا حديث سواه في كل الجلسات وفي كل محطة من محطات حياتنا. " الكورونا " تداهمنا وتحتل كياننا .
والناس في قلق وانتظار ، والناس في حديث لا ينقطع عن الكورونا وأسبابها وسبل الوقاية منها .
لجان طوارئ ومتطوعات ومتطوعون في كل مكان ..
في الشوارع والمؤسسات والمستشفيات ..
في المدن والقرى والمخيمات ..
في لجان التنسيق الفصائلي ومؤسسات المجتمع المدني ..
في الكنائس والمساجد وفي الجمعيات الأهلية ..
في مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي وغير الافتراضي ..
عند الرئيس وعند الحكومة والمحافظين
في دواوين العائلات
في الحارات
في كل مكان .
وأجهزة الأمن الفلسطينية في كل مكان تتابع وتعمل بجدٍ ومهارة عالية في مواكبة التطورات وتنفيذ التعليمات والقرارات للوقاية من هذا الخطر الداهم الذي بات مقلقاً وسيفاً مسلطاً على كل الرقاب !!
كأن على رؤوسهم الطير !!
الكل يبحث عن مخرج وعن نهاية سعيدة لهذا الليل الطويل.
الأخبار تأتي متصارعة ومتسارعة ومتسرعة في تغطية متواصلة لإجراءات وممارسات جيش الكورونا الإرهابي الذي يحتل الأرض والسماء في ظل حالة من الهرج والمرج والتهويل والتضخيم وتكبير المصيبة !!
في طولكرم وفي بيت لحم ، تماماً كما هو الحال في مختلف محافظات الوطن ، الكل ينتظر ويترقب ويتجاوب مع التعليمات والإجراءات الصارمة لمواجهة هذا العدو الجديد التي لا تقل عداوته ودناءته وحقارته عن العدو القديم الجديد وهو الاحتلال .
شعب فلسطين يواجه الكورونا كما واجه ويواجه الاحتلال ، فلا نستبعد أبداً أن يكون هذا الفيروس صنيعة الاحتلال ومن يدعم هذا الاحتلال ، وهناك سوابق مخزية لإسرائيل على مدار تاريخها العدواني منذ أن أقيمت على أرض فلسطين.
الكورونا سينتهي ، حتماً سينتهي .. سيصير في كهوف الذاكرة ، مجرد ذاكرة سيئة من ذاكرة العالم وذاكرة شعبي الفلسطيني.
**
وعند الحديث عن أمريكا ..
أتذكر ما قاله محمود درويش يوماً : ( أمريكا هي الطاعون .. والطاعون أمريكا ) .
ورغم أنني لست مع نظرية المؤامرة إلا أنني هذه المرة على يقين بان للولايات المتحدة الأمريكية أيادي خفية ومعلنة إزاء هذا الخطر الذي يجتاح العالم .
أمريكا لها سوابق إجرامية ودموية بحق شعوب العالم وعلى رأسهم شعب الهنود الحمر ، وجرائمها الوحشية التي يندى لها جبين العالم في هيروشيما وفي نيكاراغوا والسلفادور وكوبا وبنما وغواتيمالا وناكازاكي وأفغانستان والعراق وووو .
صفحات التاريخ قديماً وحديثاً والآن فيها سجلات وصفحات سوداء ملطخة بدماء الأبرياء نتيجة وحشية وإرهاب " العم سام " التي لن ينساها العالم الحر على طول الزمان .
سيكتب تاريخ العالم من جديد وستسقط أمريكا وإسرائيل ومعها الكورونا من التاريخ وشعوب العالم ستستعيد عافيتها وتعود إلى أولها أكثر إشراقاً .
فهل تتحد شعوب العالم في مواجهة التناقض وفي مواجهة ما يحاك ضدها ؟
يا شعبي العربي :جرحي ذاكرة الدم
والتاريخ يقرر
أن مجير الأفعى يرقص في الغّم !!
**
ها في الأخبار تأتي من الصين ، من هذه الجمهورية العظيمة ، صديقة الشعب الفلسطيني ، حيث أعلنت انحصار الفيروس وتطويقه وقرب التخلص منه .
ومهما قيل ومهما سيقال عن الصين اليوم إنها تقف وراء هذا الفيروس الخطير الذي اجتاح العالم فإنني على ثقة كبيرة بأن الصين ليست مجرة من القيم والأخلاق لتفعل هذا العمل المشين وتهدد حياة البشرية .
الثورة الصينية العظيمة والدولة الصينية وحزبها الشيوعي العريق تستند في كل منطلقاتها السياسية والفكرية والاقتصادية إلى أسس العدل وحقوق الإنسان والسلام العالمي وكل ما يقال عنها مجرد تشويه أمريكي ، بات واضحاً للقاسي والداني ، حيث حاولت الإدارة الأمريكية ومنذ اللحظة الأولى إلى توجيه الاتهامات للصين وتسييس الأزمة القائمة والتي خرجت منها الصين وستخرج منها أكثر قوة ومنعة وأكثر تصميم على مواصلة الحزام والطريق ، " طريق الحرير الجديد " .
واني على ثقة مطلقة بعظمة الصين على تخطى الصعاب وتجاوز الحدود والقيود .
بقلم : محمد علوش *
- كاتب وشاعر فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت