فيروس كورونا الجديد أين العلاج وكيف يتم التعامل مع انتشاره في أوروبا

بقلم: سامي الديب

ا.د. سامي الديب

أصبحت أوروبا في الوقت الحالي من أكثر المناطق إصابة بفيروس كورونا الجديد (covid-19)، فأين علاجه وهل تهاونت أوروبا وتباطأت في منع انتشاره ؟

أين العلاج: هناك طريقتان للوقايه من الفيروس احداهما إنتاج لقاح مضاد والأخرى صناعة دواء مضاد للفيروس.

فمنذ انتشاره يسابق العلماء الزمن لإيجاد علاج للفيروس الجديد لمواجهة انتشاره حول العالم.

لاتباع النهج الأول وإيجاد لقاح، خطت الكثير من المراكز البحثية حول العالم خطوات ناجحة في عزل الفيروس والتعرف عليه واستخدامه لإنتاج لقاح مستقبلي ضده لمنعه من مهاجمه الخلايا

البشريه.

لكن رحلة تحويل هذه التجارب أو النتائج إلى لقاح نهائي قابل للاستخدام البشري ومعتمد من هيئة الغذاء والدواء تحتاج لتجارب قبل التطبيق الإكلينيكي ثم الإكلينيكي للتأكد من فعاليته وأضراره ومخاطره وأعراضه الجانبية و المستقبلية ومن ثم سلامته و صلاحيته للاستخدام البشري.

هذه مراحل تحتاج لأكثر من عام إلا إذا تم بالتعاون مع هيئه الدواء اختصاراً لبعض الوقت وتسريعاً لخطوات الفحص والاعتماد.

من الجدير بالذكر أنه يمكن لمنظمات الصحة السماح بتجربة العلاج بدواء أو لقاح جديد دون استيفاء كل الفحوصات التقليديه المطلوبه لاعتماده في حال وجود وباء وفي حالة عدم وجود بديل وكون الخطر من استخدامه أقل من خطر تدهور الحالة المرضية.

الطريق الآخر هو إنتاج دواء مضاد للفيروس (antiviral) وهذا يحتاج في العادة لوقت أطول مقارنة بتصنيع لقاح.

مع العلم بأن أقصر الطرق الآن هو أمل العلماء في إمكانية إثبات أن أحد الأدوية المضادة لفيروسات أخرى والمنتجة والمعتمدة مسبقا؛ قد تعطي فعاليه في علاج الفيروس الجديد. وفي هذه الحالة يمكن استخدامه بسرعة دون الحاجة لانتظار تجربته واعتماده.

وفي هذا السياق فإن بعض الأدوية السابقة المضادة لفيروسات أخرى أبدت نتائج إيجابية نوعاً ما في بعض الحالات على بعض المصابين، لكن حتى اللحظة لا يوجد دواء يمكن اعتماده كلياً في علاج الفيروس الجديد.

الفيروس في أوروبا: للأسف انتشر الفيروس في إيطاليا انتشاراً واسعاً وأصبحت بؤرة له، وتوسع انتشاره في دول أوروبا حيث الحدود المفتوحة والتبادل المستمر بين هذه الدول.

في مواجهة ذلك الأمر الواقع فأنني أعتقد أن استراتيجية الدول الأوروبية تقوم الأن على المبادئ التالية:

صعوبة منع انتشار الفيروس وبالتالي فإن موضوع الإغلاق هو فقط للحد من الانتشار السريع وليس لمنع الانتشار.

الانتشار المتباطئ سيعطي للدول القدرة على استيعاب مواجهة أعداد الحالات المصابة وعدم انهيار النظام الصحي بتجاوز قدرته على التعامل مع الأعداد المصابه.

اعتماد نظريه مناعة القطيع- herd immunity

وهي في هذه الحاله تعني السماح للفيروس بإصابة عدد كبير من أفراد المجتمع، يقدر بحوالي ٦٠ في المئة مع الأخذ في عين الاعتبار حماية المسنين لكونهم أقل قدرة على تحمل الإصابة والحرص على انتشاره ببطء لتجنب انهيار القدرة الاستيعابية للنظام الصحي.

بهذه الطريقة فإن جزء كبير من أفراد المجتمع سيكون المناعة الذاتية بعد شفائه وهذا سيقلل من انتشار الفيروس في المجتمع بشكل جزري وفعال وغير مؤقت.

هذه الطريقة سيصاحبها للأسف وفاة بعض الأفراد ممن لن يستطيع تحمل الإصابة لكبر سنه أو وجود أمراض أخرى خصوصاً تلك الأمراض التي تضعف مناعة الجسم على مواجهة الفيروس لكن هذه الاستراتيجيه يعتبرونها أفضل المتاح في مواجهة الوضع الحالي بشكل جذري وليس فقط تأجيل الأزمة حيث إستراتيجية منع الانتشار بدلاً من تبطئته، تشكل حلاً مؤقتاً حتى لو تم الاعتماد على دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي قد تؤدي لبطء نشاط الفيروس الجديد، وتقليل وقت بقاءه فعالاً على الأسطح خارج الجسم، لأنه حتى لو حدث نقص في أعداد المصابين سيعاود الفيروس الانتشار مجددا بشكل أكبر مع قدوم الخريف.

لكن ذلك قد يكون مكلفا اذا اخذنا بعين الاعتبار ان حوالي ١٩ في المئه من الحالات المصابه تحتاج للاقامة في المستشفيات وان معدل الوفيات من المصابين يتجاوز افضل النسب الدنيا والتي تقدر بحوالي ٠.١ في المئه و قد تصل ل ٥ في المئه.

وفي المقابل فإن التعرض لجرعات أقل من الفيروس في الصيف قد تعطي الجسم فرصة افضل للتغلب عليه وتكوين اجسام مضاده بأقل اعراض مرضيه.

بقلم/ الأستاذ الدكتور سامي الديب

أستاذ الكيمياء الطبية والصيدلانية

جامعة براونشفيك _ ألمانيا

https://www.tu-braunschweig.de/en/pharmchem/forschung/eldeeb

Group of Prof. Dr. S. Eldeeb

2020-Present: Außerplanmäßiger Professor at Institute of Medicinal & Pharmaceutical Chemistry of TU Braunschweig, Germany.

tu-braunschweig.de

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت